لم يفوت الكاتب اليساري والقيادي الاتحادي السابق، جليل طليمات، الفرصة تمر دون الرد على الكاتب والناشط الأمازيغي احمد عصيد، الذي كتب أمس الخميس، مقالا قارن فيه بين التجربتين الحكوميتين لكل من عبد الرحمان اليوسفي وعبد الإله بنكيران. فتحت عنوان: "بئس التامل.. والقراءة"قال طليمات: "أورد موقع " الأول" مقتطفا من مقال للناشط الأمازيغي أحمد عصيد , مما جاء فيه : "عندما نتأمل في تجربة عبد الرحمان اليوسفي ونقارنها بتجربة بنكيران، فسوف نجد بأن المشترك بين التجربتين هو وهمُ التحالف مع السلطة، حيث اعتقد الرجلان معا بأنهما منقذان للسلطة وللدولة في ظرف عصيب " ! هكذا , وبجملة إنشائية متعسفة ,اختزل عصيد تجربة وتاريخ رمز من رموز النضال الوطني والديمقراطي في ما يعتبره " خطأ التحالف مع السلطة", والحال أن المناضل التقدمي عبد الرحمن اليوسفي قاد تجربة تناوب توافقي مع أعلى سلطة ممثلة في المؤسسة الملكية , وذلك في ظرفية دقيقة كان الوطن فيها مهددا " بسكتة قلبية" , فكان بالتالي قبول حزبه بقيادة هذه التجربة " تضحية من أجل الوطن " ..هي تجربة لها ما لها , وهو كثير لا يذكره الجاحدون وعليها ما عليها ( والمسؤولية في ذلك مشتركة بين مختلف القوى والنخب الأخرى والقصر ذاته ) .. ولأن المجال لا يسمح هنا بعرض لمكتسبات هذه التجربة , فإن الأهم فيها والممتد في الزمن السياسي هو المناخ السياسي الجديد الذي خلقته وخلفته , أتفق مع صديقي أحمد عصيد : هناك فعلا أخطاء ولكن ليست بحجم الخيانة كما كتبت جارحا وصادما لكل من يقدر مكانة رجل من عيار عبد الرحمان اليوسفي بما فيهم خصومه .. لست أدري كيف أسعفك قلمك و " حكمتك" أنت " المحب للحكمة" أن تقوم بمثل هذه المقارنة الشكلية السطحية المنتزعة عسفا من سياقيها ّ سياق تجربة بنكيران وسياق تجربة التناوب التوافقي .. إنها مقارنة فقيرة سياسيا وغير مقبولة علميا وأخلاقيا . وهاهي الخلاصة الصادمة من ما سماه أخونا عصيد ب " قراءة" : "تجعلنا هذه القراءة نقرّ بأن الخطأ الذي ارتكبه الزعيمان معا هو خيانتهما للديمقراطية بمعناها القيمي العميق الذي يعني مبادئ العدل والمساواة والحرية وفصل السلطات، واختزالهما لها في عمليات تقنية وتكتيكات وتسويات محدودة، تنقشع كلها في النهاية عن فراغ مهول". صدقوا أولا تصدقوا: عبد الرحمن اليوسفي " خائن للديمقراطية وقيمها « !! وهو إضافة إلى ذلك سبب أزمة حزبه ! و" مغادرة اليساريين للحزب الكبير نحو أرض الله الواسعة" !! _حسب قوله_ وحده التاريخ , "محكمة العالم العليا" سينصف رجلا من عيار عبد الرحمن اليوسفي , وليس كتبة " مؤدلجون " إلى حد العماء.. ووحدها سيرة هذا الرجل ما يحدد قيمته الوطنية والنضالية والرمزية..