المنظمة المغربية لحقوق الإنسان تنعي الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي أحد مهندسي تأسيسها فقدت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان صبيحة يومه الجمعة 29 ماي 2020، الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي الذي يعتبر من بين الشخصيات الحقوقية الوطنية التي كانت وراء تأسيس المنظمة في 10 دجنبر1988، كما كان من الشخصيات الحقوقية الإقليمية والدولية حيث كان من بين مؤسسي المنظمة العربية لحقوق الإنسان والتي شغل بها نائب رئيس مجلس الأمناء. وانخرط الفقيد في بداية أربعينيات القرن الماضي في النضال السياسي، ويعتبر من قادة الحركة الوطنية والمقاومة ، وقد ساعده تكوينه القانوني والحقوقي ،إذ حصل على الإجازة في القانون ودبلوم المعهد الدولي لحقوق الانسان … ، على ارتباطه بقضايا حقوق الانسان والدفاع عنها أينما حل و ارتحل حيث أصبح نقيبا للمحامين بطنجة لما كانت هيئات المحامين في الواجهة في دفاعها عن حقوق الانسان، كما سبق وأن دافع عن حقوق العمال المغاربة بفرنسا، وكان من الفاعلين الأساسيين في اتحاد المحامين العرب حيث سيصبح أمينه العام المساعد لأكثر من عشرين سنة، وكان مديرا لجريدة التحرير وساهم في تأسيس النقابة الوطنية للصحافة التي شغل بها منصب أمين مساعد لأكثر من عشر سنوات ليصبح عضوا في المعهد الدولي للصحافة بسويسرا، كان في منفاه قريبا من المغتربين في خارج المغرب والى جانب ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان ، ومحاميا للقضايا العادلة في المغرب الكبير وباقي بلدان المعمور، قاد تجربة حكومة التناوب التوافقي وساهم في إحقاق الكثير من المكتسبات للشغيلة التعليمية والصحية وضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان حيث كان دائما نصيرا لقضايا حقوق الإنسان… وتميز الفقيد بالتواضع ودماثة الخلق، والمواظبة والإخلاص في العمل، وكذا على القدرة على الإنصات، وبحسه الإنساني الرفيع وكان محبا لوطنه وضحى من أجله بالسجن والمنفى. حسن العزاء وجميل الصبر الى زوجته إيلين وعائلة الفقيد، والى كافة رفاقه ومعارفه. وتحية وسلاما عليه. وإنا لله وإنا إليه راجعون. المكتب التنفيذي الرباط بتاريخ 29 ماي 2020
المكتب الوطني لجمعية الشعلة للتربية والثقافة ينعي الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا للَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا بقلوب مؤمنة بقضاء لله وقدره، نودع إلى دار البقاء المجاهد الوطني الغيور الفقيد ذ.عبد الرحمن اليوسفي تغمده لله بواسع رحمته. إن العين لتدمع والقلب ليخشع لفراق رجل بقامة الوطن، ندر حياته للدفاع عن القضايا العادلة للشعب المغربي وقوى التحرر والديمقراطية في كل بقاع المعمور، رجل حزن لفراقه الشعب المغربي قاطبة لما حضي به من حب واحترام و تقدير.فعاش شامخا ومات شامخا في عيون الوطن… والمكتب الوطني لجمعية الشعلة للتربية والثقافة إذ ينحني خشوعا وترحما على روح فقيد المغرب المخلص النزيه، فإن الشعلة ستظل تستحضر اهتمامه كقائد سياسي ورجل دولة، عنايته بمتابعة مختلف مبادرات الجمعية الثقافية والتربوية وتشجيعها الدائم على تعميق الارتباط بخدمة قضايا الطفولة والشباب، ولذلك فالشعلة والحركة الجمعوية التطوعية التربوية ستبقى مدينة له بتمتيعها بصفة النفع العام اعترافا ودعما لخدماتها ومساراتها منذ الاستقلال … إن الحركة الجمعوية الديمقراطية لن تنس كذلك، الأيادي البيضاء للرجل وحرصه الدائم والمتواصل لترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحرية التعبير والحق في تأسيس الجمعيات الذي توج بإصلاح قانون الحريات العامة سنة 2002 بإشرافه المباشر . والشعلة اليوم وهي تعدد مناقب رجل وطني، سكنه الوطن وبصمه هو بمختلف نضالاته السياسية والحقوقية والنقابية والثقافية والرياضية طيلة مساره النضالي وخاصة في تجربة المغرب الحديث، بترؤسه لحكومة التناوب التي فتحت أفقا جديدا للمغرب، مغرب المصالحة والكرامة والمواطنة والمساواة والديمقراطية والممارسة السياسية النبيلة بنزاهة واستقامة وإخلاص خدمة لقضايا الوطن و المواطنين … وعليه فإن المكتب الوطني لجمعية الشعلة نيابة عن جميع أجهزتها وأعضائها ليتقدم بأحر التعازي والمواساة لرفيقة عمره زوجته السيدة هيلين وأفراد عائلة اليوسفي ولعائلته الاتحادية والديمقراطية وللحركة الحقوقية والجمعوية ببلادنا ولكافة أفراد الشعب المغربي، راجيا من العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته و يسكنه فسيح جناته. المكتب الوطني البيضاء، 30 ماي 2020
المكتب النقابي لعمال و عاملات و أطر مؤسسة اتحاد بريس ينعي المجاهد سي عبد الرحمان اليوسفي بقلوب مكلومة وأفئدة مؤمنة بقضاء الله وقدره، ينعي الكاتب العام للمكتب النقابي لأطر وعمال مؤسسة اتحاد بريس عبد القادر مخدو ومعه أعضاء المكتب وكل عاملات وعمال جريدتي الاتحاد الاشتراكي و ليبراسيون إلى كل الشرفاء و الاتحاديين رحيل الفقيد المجاهد سي عبد الرحمان اليوسفي الذي ارتقى إلى جوار ربه فجر يوم الجمعة بإحدى المصحات بالدارالبيضاء. وبهذه المناسبة الأليمة ، يتقدم المكتب النقابي بتعازيه الصادقة إلى الأستاذ الكاتب الأول ادريس لشكر المدير العام لمؤسسة اتحاد بريس والأخ عبد الحميد جماهري مدير نشر جريدة الاتحاد الاشتراكي والأخ محمد بنعربية مدير نشر ليبراسيون وإلى كل صحفيي وأطر وعمال مؤسستنا العتيدة، كما نتقدم بتعازينا إلى كل الاتحاديين والشرفاء والوطنيين، سائلين الله أن يتغمد الفقيد برحمته و يرزقنا الصبر على فراقه. إنا لله و إنا إليه راجعون
Helene اليوسفي …رفيقة حياة رجل استثنائي .. ! ما سر نجاح سي عبد الرحمان في السياسة وفي الحياة ؟ ..كيف استطاعت امرأة استثنائية اختارت مرافقة رجل استثنائي ليحلقا معا في الأعالي ويخلقا معا نموذجا متفردا للعلاقة الزوجية تتجاوز بناء «قبر الحياة» إلى بناء الوطن بضفافه الواسعة ….؟ فقد شاءت الأقدار الجميلة أن تكون صدفة اللقاء الأول بمدينة الدارالبيضاء سنة 1947 ، وكانت المناسبة نهاية السنة الدراسية بنجاح ، وكان مطلوبا من التلميذ لحظتها «عبد الرحمان اليوسفي» تقديم عرض مسرحي في الحفل المنظم بذات المناسبة ، و كان اليوسفي يعلب فيه دور النادل .. حيث قرر مخرج المسرحية أن يرتدي سي عبد الرحمان بذلة بيضاء للقيام بهذا الدور، وبما أنه لا يتوفر عليها، فقد أرشده أحدهم إلى خياط كان قد حل حديثا بالمدينة قادما إليها من فرنسا ، و فتح محله بالشارع المعروف حاليا بالأمير مولاي عبد لله، ولم يكن هذا الخياط المقصود غير والد « هيلين» السيد PANDALIS KESSISSOGLOU. وبعد فترة، جمعت الصدفة للمرة الثانية سي عبد الرحمان بالحاج أحمد بناني تاجر الأثواب بالجملة بالدارالبيضاء الذي دعاه لتناول العشاء معه، و فوجئ عندما وجد «Helene» وعائلتها، وكانت مناسبة للتعرف عليهم، حيث علم أنها عائلة معروفة من أصل يوناني ، تحمل إسم «كسيسيو كلو». لكن كيف استطاع هذا «الفارس»… الذي لم يكن له الوقت الكافي للالتفات لحياته الخاصة من أن ينجز مشروعا «حياتيا» مع رفيقة دربه Helene.. وهو الذي اعتقل في مرحلة أولى سنة 1959 …وفي مرحلة ثانية سنة 1963 … ثم جاءت بعدها قضية اختطاف الشهيد المهدي بنبركة ، فكان عبد الرحمان اليوسفي مطالب أخلاقيا و سياسيا ومهنيا كمحامي بأن يشد الرحال إلى باريس لمتابعة القضية كطرف مدني، ولم يصدر الحكم في هذه القضية إلا سنة 1967 .. يحكي عبد الرحمان اليوسفي في مذكراته «أحاديث في ما جرى ..» عن هذا القدر الجميل الذي جمعه مع رفيقة حياته Helene، حيث قررت عائلة هيلين مغادرة المغرب بصفة نهائية سنة 1965، واستقرت في مدينة «كان CANNES» بالجنوب الفرنسي، وفي سنة 1968 أي بعد 21 سنة من التعرف على Helene وعائلتها، تم عقد الزواج بين عبد الرحمان اليوسفي ورفيقة دربه ببلدية الدائرة السادسة بباريس، وقد أشرفت على عقد هذا القران محامية أحمد بن بلة مدلين لفو فيرون… كان والد Helene منذ الستينات من القرن الماضي – يحكي عبد الرحمان اليوسفي في مذكراته – يداعبني ويكرر على مسامعي باستمرار: «متى يقوم ملككم الحسن الثاني بتعيينك وزيرا أولا كي يرتاح .. غير أنه مات ستة أشهر قبل أن يلبي الملك الراحل رغبته ..» وعن أصول رفيقة دربه Helene، يحكي عبد الرحمان اليوسفي ، أن جدها كان يتاجر بالبواخر بين تركيا وروسيا لعقود، وكان عائلتها تقيم بمدينة «إنوبلوس» على البحر الأسود ، وبعد الحرب العالمية الأولى، احتل الأتراك تلك المنطقة، فخيروا جميع اليونانيين الأورثودوكس بين التخلي عن ديانتهم للحفاظ على ثرواتهم أو الرحيل خارج المنطقة. وقد اختارت عائلتها الرحيل ، ليتوجه أفرادها مباشرة إلى مدينة «ليون» الفرنسية. كان والد هيلين لا يزال أعزبا، وتعرف على أمها «CHRISTINE CARAMLAMBOS» ليتم الزواج بمدينة ليون حيث رأت النور «هيلين» وأختها أنييت وأخويها ألان وجون .. بعد الحرب العالمية الثانية، شجع أحد الأصدقاء عائلة هيلين، وقد كان يعمل طبيبا للعيون بمدينة الدارالبيضاء، وهو الدكتور «دور DR DAURE» على المجيء إلى المغرب، وبالفعل رحلت العائلة إلى المغرب سنة 1947، حيث فتح والدها محلا للخياطة بالشارع الذي يحمل حاليا اسم الأمير مولاي عبد لله، بينما فتحت أمها دكانا لبيع ملابس الأطفال بالشارع الذي يحمل اليوم إسم الشهيد مصطفى المعاني …. يحكي عبد الرحمان اليوسفي في الجزء الأول من مذكراته أن زوجته هيلين تحملت وضحت بالكثير وهي تقف بجانبه، فقد ساعدته في رحلة الغربة الشاقة والمتعبة .. وبلغة ممزوجة بكثير من الامتنان يقول .. «أنا مدين لها بالكثير .. فقد كنت دائم التنقل من اجتماع إلى اجتماع، ومن موعد إلى آخر ، كما كنت أتلقى زيارات كثيرة ، في أي وقت ، ليل نهار .. والشكر موصول لها أيضا على العلاقة الخاصة و المتينة التي كانت تربط بينها وبين والدتي رغم غياب التواصل اللغوي ، ولكن كمياء التواصل كانت تسري بينهما بشكل غريب، وكان تبادل المحبة والود متأصلا وعظيما لدرجة أثارت انتباه الجميع !!» ..
المنظمة المغربية لحقوق الانسان تدين تديس اللوحة التذكارية التي تحمل اسم الفقيد عبد الرحمان اليوسفي تلقى المكتب التنفيذي للمنظمة المغربية لحقوق الانسان خبر قيام عناصر متطرفة بتلطيخ لوحة تذكارية تحمل اسم فقيد الوطن الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي في الشارع الذي سمي باسمه بمدينة طنجة حيث عبر بنات وأبناء مدينته بحزنهم عبر وضع أكاليل الزهور تحت هذه اللوحة ليلة السبت ويومه الأحد، وذلك بعد مرور يومين فقط على وفاته التي استقبلها عموم المواطنات والمواطنين والكثير من نساء ورجالات حقوق الانسان والسياسة والفكر على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي بأسى وحزن عميقين. إن المكتب التنفيذ وهو يدين هذا السلوك الشنيع، يؤكد على: أن الفقيد دخل التاريخ من بابه الواسع وأن اسمه نحت في كتبه؛ أن ذاكرة الوطن وكذا ذاكرة المواطنات والمواطنين لا يستطيع مثل هذا السلوك المتطرف محو اسم الفقيد منهما وهو الذي كان يؤمن بقيم ومبادئ حقوق الإنسان القائمة على التسامح ونبذ الكراهية والعنصرية والتطرف بجميع أشكاله؛ مطالبة السلطات المعنية بالتحقيق في هذه النازلة واتخاذ الإجراءات القانونية إزاء من قام بهذا الفعل الذي يعتبر شكلا من اشكال التطرف العنيف، وكذا لمن كان وراء مثل هذه السلوكات. المكتب التنفيذي الرباط بتاريخ 29 ماي 2020
الطيب البكوش ينعي وفاة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي توفي فجر يوم الجمعة 29-05-2020 الصديق والزعيم المغربي الكبير عبد الرحمان اليوسفي الذي عرفته أولا في حركة حقوق الإنسان عندما كان عضوا في مجلس إدارة المعهد العربي لحقوق الانسان الذي كان لي شرف رئاسة مجلسه العلمي ثم رئاسة مجلس إدارته بين التسعينات والعشرية الموالية. وعندما كلفه الملك الحسن الثاني برئاسة الحكومة في 14 مارس 1998، لتجسيم الانفتاح السياسي بعد أن كان من أبرز زعماء المعارضة، صادف أن أشرفت في الرباط بعد تعيينه بمدة قصيرة على دورة تدريبية نظمها المعهد العربي لثلة من شباب البلاد العربية في مجال حقوق الانسان، واستضافني بالمناسبة الاستاذ محمد اليازغي الذي خلفه في قيادة «الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية». واتصل هاتفيا بالأستاذ عبد الرحمان اليوسفي لأخذ موعد لي قبل مغادرتي الرباط فوجده في مهمة بمراكش، لكنه أكد أنه يعود مساء اليوم ذاته ويستقبلني مباشرة في مكتبه بقصر الحكومة حوالي الساعة الثامنة ليلا. وعند اللقاء أعلمني أنه حجز طاولة لنا في المطعم، وأثناء العشاء دار بيننا حديث طويل عن ذكريات المعهد العربي وحركة حقوق الإنسان العربية وعن المغرب الكبير وعن اشكاليات تشغيل الشباب في المغرب، وهي من أهم القضايا التي اعترضته في مهمته على رأس الحكومة، وقص عليّ الظروف التي جعلته يقبل المهمة الجديدة عندما دعاه إليها الملك في إطار فتح صفحة سياسية تفتح عهدا جديدا بالمملكة المغربية. وكم كنت سعيدا بزيارته في مقر سكناه بالدارالبيضاء يوم 1 فيفري 2018 بعيد استقراري بمدينة الرباط أمينًا عاما لاتحاد المغرب العربي. رحم لله الاستاذ عبد الرحمان اليوسفي المناضل والحقوقي والزعيم السياسي البارز في المعارضة ثم في الحكم.