لم تكن الراقصة نور لتعتقد بأنها محظوظة للغاية إلى درجة أن أول من سيستجيب لندائها بالاستثمار في الرقص هو.. عبد الإله بنكيران! فقد اغتنمت الراقصة الشهيرة، مناسبة 8 مارس، لكي تدعو المستثمرين إلى التوجه نحو الرقص، لما فيه من نتائج لا شك أنها أحق من يعرف أنها نتائج مرضية، تتجاوز اللياقة البدنية. وبعد يوم فقط من ندائها، كان الأستاذ عبد الإله بنكيران يهز أكتافه في رقصة مغربية قحة لأحواش. و إذا كانت نور لم تحدد بالضبط دليلا للرقص الذي تريده أن يكون موضوع استثمار، وأين يكمن الفرق بين رقصها ورقص السياسي، كان هو أن استثماره سياسي محض، له علاقة بالصورة الانتخابية وبالرأسمال الانتخابي. وفي مثل هذا النوع من التمارين الاقتصادية، يكون الرقص على الحبال (ولا سيما منها الصوتية) رياضة سياسية أولا، وترفيهية ثانيا، وفرجوية ثالثا. وهي مثلثات المرحلة . ويبدو، والله أعلم، أن الأغلبية كلها تتجاوب مع الراقصة نور، بعد ما اكتشفنا أن الوزير المغربي في الخارجية، السيد صلاح الدين مزوار، هو بدوره يتجاوب مع الذبذبات الراقصة في الأغاني المغربية، كما ظهر في فيديو بمدينة سلا، كان لقاء خطابيا للمرأة في حزبه.. في انتظار أن نشاهد العنصر، في والماس، ونبيل بنعبد الله في كرسيف، نتوقع أن المستقبل السياسي للرقص سيزدهر مع مواسم الانتخابات.. وبقراءة سريعة، نخطيء عندما نعتبر أن سياسيي الحكومة والشأن العام لا يقرأون الأوضاع جيدا وتوجهات الرأي العام. فهم، ولا شك، تمعنوا في الأرقام التي كشفتها متابعة أغنية «"خويا حك ليلي نيفي"»، والتي بلغت، والعهدة على يومية «"لوموند"» التي حاورت صاحبها علي ملوك ، إلى 9 ملايين مشاهد، في أسابيع قليلة.. في الحوار المذكور يعبر ملوك عن دهشته من النجاح الذي حققته الأغنية، وأشار في معرض تفسير بعض ذلك إلى أن «مروره في برنامج "رشيد شو" فتح له اللقاء مع جمهور جديد». ماذا لو أخذ عبد الإله النصيحة وطبقها، وأخذها صلاح الدين مزوار وطبقها؟ سيكون من المفيد أن يدخل الكوريغرافيون وصناع «الكليبات» الغنائية إلى الحقل السياسي..ويطبقون النظريات العلمية في الأحواش والعلاوي والنهاري والعلوة، كما فعل الرهيف والفنان الكبير حسن زينون، ذات إشراقات خالدة. «"خويا حك ليلي نيفي"» تهم الحكومة أكثر من أي فصيل سياسي أو مدني آخر، لوجود تاريخ بين الحكومة «والحكان»، ولعل الحكومة سميت حكومة من «الحكة».. "حك ليلي نيفي"، أغنية ليس لها موضوع، ولا وحدة النص، ولا هي معزوفة كغيرها، حسب ما قاله صاحبها.. إنها أغنية تقول كل شيء ولا شيء وشعارها فضفاض، والمهم فيها هي المشاركة. وهو ما تحتاجه كل حكومة عندما تكون «في حالة فزع انتخابي..». عبد الإله بنكيران الذي رقص أحواش عشية عيد المرأة، ومزوار صفق وغنى.. ونور الراقصة هي التي تكون قد فهمت الإشارة وابتسمت..!