التدرب عن بعد حل ترقيعي للحفاظ على المستوى البدني فقط بعد أقل من ستة أشهر على رأس الجيش الملكي تمكن المدرب عبد الرحيم طاليب من إعادة الزعيم إلى مكانه الاعتيادي كواحد من الفرق الشرسة داخل الدوري الاحترافي، بعد سنوات ظلت فيها نتائجه تترنح بين العادي والمتواضع. ويمكن القول إن طاليب أعاد نسج علاقة جديدة بين المجموعة العسكرية ومحبيها، الذين طالما أبدوا استياءهم وتذمرهم من أداء الفريق، رغم تعاقب كثير من المدربين، مغاربة وأجانب، مروا جميعهم بجانب الرهان، قبل أن يتغير الوضع هذا الموسم رفقة طاليب، الذي يمكن القول إن تجربته الكبيرة، ومروه عبر أكثر من فريق، محليا وعربيا، جعله يعثر بسرعة على الوصفة التقنية المطلوبة، ويغير وجه الزعيم، الذي استعاد وميضه بعدما لازمه الشحوب والوجوم لأزيد من عقد. في هذا الحوار نقف مع طاليب على رصد واقع الممارسة في ظل تفشي وباء كورونا، وكذا توقعاته المستقبلة لمرحلة ما بعد الحجر الصحي، وكذا طموحاته مع الجيش الملكي بعد عودة الحياة إلى الدوري الاحترافي. كيف تباشر مهمتك على رأس المجموعة العسكرية في ظل إكراهات الحجر الصحي؟ إننا نعيش وضعا استثنائيا على غرار كل الفرق الوطنية، ولهذا كان الاعتماد على نظام التدرب عن بعد، بغاية الحفاظ على مؤهلات اللاعبين. حيث سطرنا برنامجا تدريبيا يتوافق وإمكانيات المجموعة، وأيضا حسب عدد المباريات التي خاضها كل لاعب. شخصيا أرى أن برنامج التدرب عن بعد يبقى أحسن طريقة للحفاظ على الطراوة البدنية. ومن حسن حظنا أن توقف النشاط جاء بعدما أجرينا 20 دورة من الدوري الاحترافي، ولو جاءنا في بداية الموسم لكانت الانعكاسات سلبية بدرجة كبيرة. وبناء على كل ما ذكرت، فإننا سنكون عند رفع الحظر محتاجين إلى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من أجل تعزيز منسوب اللياقة البدنية، الذي سيتضرر بنسبة تقل عن 30 بالمائة، وهو ما يمكن تعويضه بكل سهولة. كيف يتعامل اللاعبون مع أجواء الحجر الصحي، وما مدى تأثرهم نفسانيا؟ لقد سجلنا بعض الانعكاسات على نفسيات اللاعبين خلال فترة الحجر الصحي، ولهذا يتعين مواكبتهم ذهنيا، بغاية رفع المعنويات، وجعلهم يواصلون التداريب بالإيقاع المطلوب. كيف تقيمون نظام التدرب عن بعد؟ حصص التداريب عن بعد لا يمكنها أن تعوض الحصص العادية، ولهذا فإنها تبقى حلا ترقيعيا، خاصة في ظل غياب قاعات رياضية مجهزة، وأيضا افتقاد اللاعبين للأدوات التكتيكية، الأمر الذي يدفع الكثير منهم إلى استعمال الأدوات المنزلية، وتحديدا لوازم المطبخ، لأن هذا الوضع فاجأ الجميع، حيث لم تكن لدينا ثقافة رياضية منزلية. وعموما فقد طالبنا اللاعبين بضرورة الثقة في النفس، والعمل حسب الإمكانيات المتوفرة، على أمل تجاوز هذه المحنة في أقرب فرصة وبأخف الأضرار. إن ما يجعل المهمة صعبة بعض الشيء هو افتقاد غالبية منازل اللاعبين للمساحة اللازمة للتمرن، الأمر الذي فرض عليهم اللجوء إلى الأسطح أو بعض الغرف بعد إفراغها من محتوياتها، ورغم كل هذه الإكراهات فقد حالفنا التوفيق إلى حد بعيد. ما هو تقديرك لمدى انعكاس هذه الوضع الاستثنائي على الأندية الوطنية؟ من الناحية المادية ستكون الآثار كبيرة، لأن الفرق الوطنية عانت خلال هذا الموسم من إكراهات متعددة، كان آخرها لعب بعض المباريات من دون جمهور قبيل الإعلان عن إيقاف النشاط الرياضي، الشيء الذي ستعاني معه الفرق في توفير السيولة المادية اللازمة لأداء مستحقات اللاعبين ورواتب المأجورين لديها، خاصة في ظل غياب المداخيل. كيف تنظر إلى مستقبل كرة القدم الوطنية في زمن ما بعد كورونا؟ أتمنى أن تنجلي هذه الغمة في أقرب وقت حتى تعود الحياة إلى مجراها الطبيعي، وأن يتم استئناف الدوري الاحترافي بعد التأكد من اختفاء الفيروس بشكل تام. وقبل العودة إلى أجواء التنافس يلزم تمكين الفرق من هامش زمني يتراوح بين أسبوعين وثلاثة بغاية تحضير اللاعبين من الناحية البدنية، لأنهم سيفقدون كثيرا من مقوماتهم، مع ضرورة مراجعة الوسائل التقنية والتكتيكية، وبالتالي العودة إلى الملاعب في جاهزية تامة، بدنيا ونفسانيا وتكتيكيا، وهذا يلزمه بعض الوقت لتفادي أي إصابة على مستوى العضلات. كيف تتصور واقع الممارسة في مرحلة ما بعد كورونا؟ إن التوقف عن الممارسة ولفترة طويلة ستكون له تداعيات كبيرة على الحالة البدنية والتكتيكية، ولهذا ينبغي مراجعة ما يمكنه أن يخلفه هذا الواقع من آثار نفسية وبدنية على اللاعبين، الذين سيدخلون مجال التنافس بعقلية أخرى يسيطر عليها الخوف، الأمر الذي قد ينعكس على منظومة الممارسة، لكن ثقتنا كبيرة في المسؤولين والساهرين على الشأن العام، ولاسيما في المجال الرياضي، حيث لا أتوقع أن تكون هناك مغامرة بالعودة إلى التنافس قبل القضاء التام على جائحة كوفيد 19. ومن حيث المناخ العام لما بعد الحجر الصحي، فإننا محظوظون بخوض ثلثي مباريات الموسم، ذلك أن عشر مباريات يمكن برمجتها في شهر ونصف، ويمكن أن يطول الموسم لشهرين بإضافة أسبوعين من التحضير البدني والتقني. ماذا عن مخططك المستقبلي داخل فريق الجيش الملكي؟ كما يعلم الجميع فإن مشروعي رفقة الجيش الملكي يتوزع على ثلاث سنوات، راهنا في الأولى على تكوين فريق تنافسي، وهو ما تحقق بشكل كبير، حيث تمكنا من جمع 31 نقطة في 20 مباراة، وهي حصيلة جد إيجابية، رغم الأخطاء الفردية لبعض اللاعبين، والتي تحكمت فيها قلة التجربة، وأيضا بعض الأخطاء التحكيمية، ونأمل أن نواصل تحقيق النتائج الإيجابية في المباريات العشر المتبقية، حتى ننهي الموسم في مرتبة تؤمن لنا المشاركة في إحدى الاستحقاقات الخارجية. وخلال السنة الثانية، والتي ستكون فيها المجموعة قد بلغت أعلى درجات النضج، سنقول كلمتنا، خاصة بعد تعزيز المجموعة ببعض الأسماء القادرة على منح الإضافة، حيث دخلنا في مفاوضات جد متقدمة مع بعض الأسماء، التي فتحنا معها قناة الاتصال قبل شهر مارس، ويمكن أن نتوج هذه السنة بالمنافسة على بعض الألقاب، خاصة وأننا حققنا حاليا نسبة كبيرة من رهاننا، حيث قارعنا فرقا قوية وتمكنا من الانتصار عليها، على غرار الرجاء البيضاوي والوداد بالدار البيضاء ومولودية وجدة، وهذا أمر يبعث على الارتياح والتفاؤل، كما أننا بعثنا إشارات الاطمئنان للإدارة والجمهور، الذي أبان عن مساندة لامشروطة للاعبين. ويمكن القول إن المستوى العام الذي ظهر به الفريق حتى الآن منحنا صورة واضحة بشأن المخطط المستقبلي، حيث حدد لنا الأماكن التي ينبغي دعمها، في أفق بلوغ الأهداف والرهانات التي التزمنا بها مع الإدارة. كلمة أخيرة أشكر جريدة الاتحاد الاشتراكي على هذه الاستضافة، وأتمنى أن نهدي الجمهور العسكري نتائج توازي تطلعاته وطموحاته، كما أتنمى أن ننهي الموسم في مرتبة تعيد الجيش الملكي إلى واجهة التنافس الخارجي.