خلقت حالة الطوارئ الصحية التي سنتها الحكومة من أجل الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد حالة ارتباك كبيرة بمختلف الدوريات العالمية، حيث شلت الحركة الرياضية، ودخل الجميع الحجر الصحي. وعلى المستوى الوطني، بادرت الأندية إلى وضع برامج تحضيرية عن بعد، يكون اللاعب فيها مسؤولا عن نفسه، ومطالبا بالتفاعل مع مدربه عبر تقنيات التواصل الحديثة، بيد أن أندية الدوري الاحترافي الثاني، تعيش إكراهات عديدة. ويرى خليل بودراع، مدرب الاتحاد الزموري للخميسات، أن لكل فريق طريقة خاصة في الاشتغال، «فبالنسبة لنا يتدرب اللاعبون بشكل انفرادي تحت مواكبة المعد البدني، الذي يمكن اللاعبين عبر أشرطة فيديو، يوضح فيها منهجية العمل برنامج الإعداد البدني الفردي، حيث يقوم بتبسيط الأمور، حتى يكون الاستيعاب جيدا. وحول توفير النادي للاعبيه الأجهزة اللازمة للتدرب عن بعد، قال بودراع إنهم يعتمدون على أبسط الوسائل، لأن الأجهزة الحديثة تتطلب مبالغ مالية باهظة. مشددا على أن اللاعبين يتمتعون بحس احترافي ويقومون باتباع التعليمات بشكل دقيق، بغاية الحفاظ على مقوماتهم البدنية، طالما أن كرة القدم هي مهنته الوحيدة. أما محمد شهيد، مدرب الراسينغ البيضاوي، فقد أكد أن لاعبيه زودوا بالإرشادات اللازمة في هذه الفترة من طرف طبيب الفريق، مضيفا أنه تم وضع برنامج قدم للاعبين عبر شريط فيديو حول طريقة التدرب، مضيفا أن هذا الحل لن يضمن الجاهزية التامة للاعبين، التي تتحقق فقط داخل رقعة الملعب وبالقرب من الأطر التقنية. مشددا على أنه يتم التركيز فقط على التمارين التي سبق اعتمادها في أول الموسم. و»في نظري الشخصي يبقى هذا الحل غير كاف لأن لعبة كرة القدم، تتطلب الاحتكاك والاقتراب من اللاعبين». واعتبر شهيد أن اللاعبين الذين يتدربون بأسطح المنازل وفي الفضاءات الصغيرة يكونون عرضة للاصابات. «فإذا كنا بالأمس القريب نشتكي من العشب الاصطناعي فإننا الآن نتخوف من خطر الأرضيات الإسمنتية، إذ يمكن أن يتعرض اللاعب للكسر أو بعض الإصابات الخطيرة، والتي ستكون لها آثار سلبية عند استئناف النشاط.» وأوضح شهيد أن إمكانيات فرق الدرجة الثانية لا تسمح بتوفير إمكانيات التمارين بالمنازل،خاصة وأن أغلب لاعبي القسم الثاني يؤمنون بالكاد مصاريف عيشهم اليومي، قبل أن يختم بالتأكيد على أن عودة البطولة الوطنية بعد انتهاء فترة الحجر الصحي، ستكون مخالفة تماما لانطلاقة الموسم، لأن مدة التوقف الاضطراري أطول من عطلة نهاية الموسم، والأكيد أن التحضيرات ستكون مضاعفة كي يتمكن اللاعبون من التأقلم والتجانس. وبدوره أوضح رضوان الحيمر، مدرب شباب السوالم، أن الحجر الصحي دفعه إلى اعتماد أسلوب التداريب الانفرادية، كما طلب من بعض لاعبيه التدرب بالشاطئ، طالما أنهم يقطنون بالقرب منه وفئة أخرى تتدرب ببعض الفضاءات، بعدما سطر له المعد البدني، رضوان الحمصاوي، برنامجا من خلال شريط فيديو، تم ارساله عبر الواتساب لكل اللاعبين، و»نكتفي فقط من خلال الاتصال الهاتفي للتأكد من مزاولتهم الحصص التدريبية، كل حسب الإمكانيات المتوفرة لديه». وشدد رضوان الحيمر على أن فترة الحجر الصحي تتطلب على الأقل ثلاثة أسابيع من التحضير كي يسترجع اللاعب مستواه، لأنه لم يلمس الكرة منذ مدة، وهي أطول من العطلة السنوية الصيفية. وبدوره قال سعيد الصديقي، مدرب الاتحاد القاسمي، إنه بمجرد الإعلان عن توقف البطولة، أعد برنامجا عبر شريط فيديو، وتم ارساله لكل عناصر الفريق عبر الواتساب، الذي يبقى الوسيلة الوحيدة للتواصل معهم.اللاعبين مطالبون بتطبيقه عبر الإمكانيات المتوفرة لديهم، وهي إمكانيات أقل من تلك التي يتوفر عليها لاعبو القسم الأول. وأضاف أن مدة التداريب اليومية تتراوح بين ساعة وساعة ونصف، علما بأن التأكد من التزام عناصر الفريق بالتداريب اليومية يتم عبر الواتساب من طرف المعد البدني والمدرب المساعد ومدرب الحراس. على اللاعبين أن يتحملوا مسؤوليتهم، لأن أي زيادة في الوزن قد تكلفهم مكانتهم بالمجموعة الرسمية للفريق.