توفي صباح أول أمس السبت بالدارالبيضاء الدراج المغربي السابق محمد الكرش عن سن تناهز 79 سنة إثر إصابته بنوبة قلبية وفق ما علم لدى أسرته. وولد محمد الكرش في 11 يناير 1936 بمدينة الدارالبيضاء، وترسخ اسمه طويلا في ذاكرة كل المغاربة كواحد من أبطال المغرب في سباق الدراجات حيث حصل على لقب طواف المغرب ثلاث مرات (سنوات 1960 و 1964 و 1965) وشكل إلى جانب دراجين مرموقين من أمثال إبراهيم بن بويلا ومصطفى النجاري وبلقاضي والعدلاوي وغيرهم من الأبطال الذين صنعوا مجد رياضة الدراجات في المغرب منذ الستينات وخلال عقدي السبعينيات والثمانينيات. ويصفه عشاق سباق الدراجات بقاهر الطرقات وقاهر فرق المعسكر الشرقي سابقا وأسطورة الدراجة المغربية. وقد ظل المرحوم محمد الكورش حتى آخر ساعات عمره ملتصقا بعالم الدراجات متتبعا لأخبارها وعاشقا ومعجبا وسعيدا بإنجازات الدراجين المغاربة الحاليين ومساندا لكل المجهودات المبذولة من طرف أسرة الدراجة الوطنية, و يعتبر الفقيد محمد الكورش و عبد الرحمن الفارق و محسن الحسايني الدراجين المغاربة الوحيدين الذين استطاعوا الظفر بلقب طواف المغرب. رحم الله محمد الكورش وألهم ذويه وأسرته الصغيرة وأسرة الرياضة الوطنية الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون. مساره: محمد الكورش (ولد في 11 يناير 1936، الدارالبيضاء) متَخَصّص في السباقات على الطريق. يعتبر من رواد رياضة سباق الدراجات في المغرب و هو صاحب أفضل سجل شخصي في تاريخ طواف المغرب، بفوزه باللقب في ثلاث نسخ (1960 و 1964 و 1965). نشأ محمد الكورش في حي درب السلطان بالدارالبيضاء، و اشتغل ابتداء من سن العاشرة في إحدى ورشات إصلاح الدراجات بالحي و هو ما مكنه من الارتباط بالدراجة و من الممارسة المبكرة. تمكن من الصعود بسرعة إلى تصنيف دراجي النخبة بفضل انتصاراته في السباقات التي كانت تنظمها جامعة الدراجات الوليدة آنذاك. كان يحمل اسم محمد بن محمد في رخصته الجامعية، و هو الإسم الذي شارك به خلال أولمبياد روما 1960 في 1957، شارك مع المنتخب المغربي في طواف مصر للدراجات. سنتين بعد ذلك، سيصل إلى منصة تتويج طواف المغرب باحتلاله المرتبة الثالثة، ليفوز بنسخ 1960 و 1964 و 1965. كانت لطواف المغرب آنذاك شعبية كبيرة، مما جعل إنجازات الكورش تبوؤه مكانة بطل وطني، و تلهم أجيالا من الرياضيين بممارسة رياضة الدراجات[. خلال النسخ الموالية لطواف المغرب (67 و 68 و 69)، حافظ الكورش على وجوده ضمن الثلاثة الأوائل دون استطاعته الظفر باللقب. على المستوى الدولي، شارك مع المنتخب المغربي، في طواف المستقبل بفرنسا (في نسخ 61 و 62 و 63 و 64) و هو طواف مخصص للدراجين الشباب (أقل من 25 سنة) أو الهواة. ظلت مسيرة الكورش حبيسة الهواية لعدم توفر شروط الممارسة الاحترافية آنذاك في المغرب، و لقد رفض عدة عروض للتجنيس بفرنسا و الممارسة الاحترافية، مغلبا الحس الوطني على الطموح الاحترافي.