في بداية الأسبوع الماضي، مثل المعنيون بقضية ابتزاز مريض ،أمام قاضي التحقيق لدى المحكمة الابتدائية الزجرية ، وسيط المصحة الكائنة بمنطقة بوسكورة، وأخصائي جراحة القلب والشرايين وزميله الأخصائي في الإنعاش والتخدير، حيث أجريت مواجهة بين الأطراف الثلاثة من أجل إقفال الملف وإحالته على الغرفة الجنحية التلبسية . نقل «الضحية» إلى فرنسا في الوقت الذي كان يخضع معتقل مصحة ببوسكورة للتحقيق كان «جمال» محمولا في طائرة خاصة إلى فرع لإحدى المصحات الخاصة بفرنسا من أجل إجراء عملية مفتوحة على القلب بعد أن قرر مسؤولو المصحة بالبيضاء تحويله إلى أحد الفروع التابعة لهم بعد أن أصبح الطبيبان اللذان يعملان بالمصلحة محط مساءلة. اضطر المريض جمال ، بعد أن عرضت حياته للخطر ، مضطرا إلى الولوج للقضاء ، حيث قدم شكاية إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية الزجرية بالبيضاء ، كشف من خلالها تعرضه للابتزاز قبل إجراء عملية على مستوى القلب، ما أسفر عن توقيف أحد السماسرة وطبيبين متورطين في عملية ابتزاز ورشوة . وحسب مصدر عليم ، فإن « نقل المريض على متن طائرة خاصة جاء لحفظ ماء وجه المصحة ، وخوفاً من فشل مشاريعها داخل التراب المغربي، بعدما تفجرت فضيحة الرشوة والسمسرة التي أسقطت طبيبا جراحا ، وآخر مختصا في الإنعاش والتخدير و"بائع دجاج" يعمل كوسيط بين المعنيين بالأمر وزبناء المصحة»، متسائلا : « كيف لطبيب أن يصرح للمريض أن حياته في خطر إذا لم يجر العملية في الموعد المحدد لها، ليأتي بعد ذلك ويخبره لحظات قبل أجرائها بأن عليه دفع مبلغ 30 ألف درهم "تحت الطاولة ، ما جعل المريض يتفاجأ بالمبلغ ويصرح بعدم امتلاكه، ليجيبه الطبيب بأنه يمكن تأجيل العملية لثلاثة أيام إلى حين توفير المبلغ ، معرضا بذلك حياته للخطر» النيابة العامة تدخل على الخط في 10 فبراير 2020 وبناء على الشكاية الواردة على الدرك الملكي من طرف وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء المرفقة بشكاية جمال ضد كل من (ا ع )طبيب مكلف بالتخدير و ( م. ل ) جراح للقلب ، ووسيط «يوسف» « من أجل الابتزاز و اقتراف جنحة الإرتشاء مع تعريض مريض للخطر» ، ومن أجل التنفيذ تقدم أمام رجال الدرك المسمي محمد ، وهو أخ المشتكي و أكد أنه تقدم بالشكاية، بطلب من أخيه المشتكي، ليؤكد أن المسمى يوسف /الوسيط قد ضرب لهم موعدا في الساعة الرابعة بعد الزوال من يوم 10/02/2020 ، لتسلم المبلغ المتفق عليه، حيث سلم لرجال الدرك صورا للمبلغ المالي ، وبتتبع من نائب وكيل الملك انطلقت عملية محاولة ضبط المشتكى به في حالة تلبس ، حيث تمكن رجال الدرك من ضبطه متلبسا ، معترفا بأن المبلغ المضبوط بحوزته سلم له من طرف أخ المشتكي كرشوة قصد تسليمها للطبيبين المشتكى بهما. شهادة الممرضة أفادت الممرضة التي تعمل بقسم الإنعاش انها تلقت مكالمة من»جمال» و الذي تجمعه علاقة صداقة مع والدها ، و اخبرها أنه سوف يجري عملية جراحية داخل المصحة التى تعمل بها ، و اكد لها على ضرورة الحضور رفقته اثناء التحضير لاجرائها، وفي يوم 05/02/2020 ، صعدت الى الطابق الأول من أجل زيارة جمال للاطمئنان عليه ، وفور وصولها صرح لها أن أحد الأشخاص « يوسف» طلب منه ان يمنحه مبلغ 15000 درهم من اجل منحها لفريق العملية، فطلبت منه التريث لمعرفة الموضوع ، وتوجهت لعملها حيث صادفت المسمى يوسف فاستفسرته ، فأخبرها ان المبلغ ضروري لاجراء العملية والمتمتل في 30000 درهم عوض 15000 درهم مؤكدا أن فريق العملية يرغب في ذلك . فإخبرته بانها غير مستعدة لإخبار المريض جمال بالموضوع، ليقترح عليها الصعود برفقتها ، وهو ماحصل. و أفادت طبيبة أخرى « إ» أنها تعمل بالمصحة منذ اكثر من ستة اشهر ، و بخصوص المشتكى فإنه من أحد مرضى جناح الطابق الأول ، ولا تربطها به أية قرابة اذ انه مريض بالقلب ومن الذين تم اخضاعهم للعلاج بداخل المصحة ، و قد كان من المقرر أن يخضع لعملية جراحية يوم 07/02/2020 وحوالي منتصف النهار ولجت غرفة المريض ففوجئت به و هو يرتدي اللباس الخاص بغرفة العمليات و سألها عن سبب عدم خضوعه العملية الجراحية، و بعد حوالي الساعة التقت بأخصائي جراحة القلب والشرايين المفروض فيه اجراء العملية و استفسرته حولها ، و بدون أي سبب أكد لها انه لا يود رؤيته أو مقابلته و هو الشئ الذي أثار استغرابها ؟ بتاريخ 10/02/2020 اخبرت من طرف الممرضة « م» أن المريض سيتم اخضاعه لعملية جراحية بعدما ادى مبلغ 30000 درهم للمسمي يوسف و قد صدمت و لم تصدق الأمر إلى أن علمت أن « يوسف» قد تم اعتقاله متلبسا برشوة، مؤكدة أن المشتكي كان من المفروض ان يخضع لعملية جراحية يوم 07/002/2020 بسبب حالته الصحية الحرجة و التي أجلت بدون أي سبب طبي يذكر، مضيفة أن المسمى يوسف معروف داخل أوساط المصحة … في انتظار المحاكمة من المنتظر أن يحيل قاضي التحقيق الملف على غرفة الجنح الابتدائية بداية من هذا الأسبوع ، بعد أن استمع الى المتهمين الثلاثة والشهود ولم يتبق سوى إجراء مواجهة بينهم ، في الوقت الذي تتحدث مصادر متعددة عن دخول بعض الجهات على خط وقفة احتجاجية أمام المركز الصحي ببوزنيقة ضد «تفاقم مشاكل التسيير « هذه القضية الحساسة ، كما كشفت مصادرنا ، أنه بعد التفاعل الذي لقيته القضية، أكدت ابنة المريض / المشتكي ، التي تمتهن الطب، أنها ستقوم بمتابعة هذه القضية على أعلى مستوى، لافتة إلى خطورة القضية باعتبار أنها تمس بأخلاقيات المهنة، مناشدة وزارة الصحة من أجل القيام بدورها في حماية المواطنين من جشع بعض السماسرة الذين يعرضون حياة المواطنين للخطر.