علم "برلمان.كوم"من مصادر موثوقة، أن مصالح الدرك الملكي بمدينة بوسكورة نواحي الدارالبيضاء، تمكنت من توقيف طبيب جراح مشهور مختص في جراحة القلب، وطبيب مختص في الإنعاش والتخدير، ووسيط "سمسار"، في حالة تلبس، بعدما طالبوا أحد المرضى بتقديم رشوة قدرها 30 ألف درهم لإجراء عملية على القلب في إحدى المصحات الدولية الخاصة الشهيرة ببوسكورة، رغم استكماله للمساطر القانوينة والمالية اللازمة، ويتوفر موقع "برلمان.كوم" على وثائق وتسجيلات عملية الابتزاز. وفي التفاصيل، كشف مصدر مطلع، أن المريض الضحية لجأ إلى المصحة الدولية المشهورة بالمنطقة الخضراء (بوسكورة) قصد إجراء عملية على القلب، وقام باستيفاء جميع شروط التي وضعتها المصحة، بما فيها تأديته 114 ألف درهم كمصاريف العملية، والتي سيتكلف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) بتأديتها وفق دفتر التحملات، لكن الضحية تفاجأ قبل يوم من إجراء العملية بدخول المعنيين الثلاثة إلى غرفته بالمصحة، يطالبونه بتقديم مبلغ 30 ألف درهم تحت الطاولة، الأمر الذي دفع به إلى مطالبتهم بالعودة في يوم آخر ومعه المبلغ المطلوب، ليربط الاتصال بعد ذلك بمصالح الدرك الملكي التي أوقفت المتهمين في حالة تلبس داخل المصحة. وفي اتصال مع محامية المريض الضحية، أكدت أسماء الوديع، في تصريح ل"برلمان.كوم"، أن مصالح الدرك الملكي أوقفت الطبيب المشهور ومن معه في حالة تلبس، بعدما قاموا بابتزاز موكلها لإجراء عملية على القلب رغم استيفائه للشروط التي تفرضها المصحة الدولية المذكورة. وأوضحت المتحدثة، أن الأمر يتعلق بطبيب جراح وطبيب تخذير ووسيط مهنته بائع دجاج، وقد تمت متابعة هذا الأخير في حالة اعتقال، بينما توبع الطبيب الجراح وطبيب الإنعاش في حالة سراح مع أداء ضمانة قدرها 50 ألف درهم لكل منهما، والمنع من مغادرة التراب الوطني. ومن خلال هذه الواقعة المستفزة، يبدو أن مسلسل اعتقال "السماسرة" في عدد من القطاعات الحيوية في المغرب لن يتوقف، فكلما ظهر ملف جديد إلا وطفا على السطح ملف آخر يفضح تفشي هذه الظاهرة التي تعرض المواطنين والمواطنات للابتزاز، سواء الميسورين منهم أو الفقراء، الذين وجدوا أنفسهم لقمة سائغة بين فك "السماسرة" الذين يتحركون بتعليمات من هم مؤتمنون على صحة المغاربة. ومن المتوقع أن تكشف هذه القضية عن حجم الفساد المستشري بعدد من المصحات والمستشفيات.