"البنج صعيب.. شوف يفيق منو الإنسان أو لا".. كلمات تؤرق كثيرا من المغاربة الذين يقبلون على إجراء عمليات جراحية، إذ غالبا ما يتم ربط الخطأ الطبي بجرعة زائدة من المخدر، وذلك نظرا لضعف التوعية الطبية في المجتمع. حنان، شابة في مقتبل العمر مقبلة على عملية جراحية نتيجة إصابتها بمرض الدودية الزائدة ، كان هاجسها الأكبر هو ظروف إجراء العملية لاستئصال "المصرانة الزايدة"، وما يرافقها من تخدير، وما بعد عملية التخدير. أما حياة، وهي أم لثلاثة أبناء وحامل في شهرها التاسع، فقالت لهسبريس إنها لم تستوعب ما أخبرتها به الطبيبة المشرفة على حملها بضرورة إجراء عملية قيصرية، رغم أنها وضعت أبناءها الثلاثة بطريقة طبيعية، وذلك بسبب وضع الجنين". "منذ ذلك الحين وتفكيري منشغل بظروف العملية، خصوصا أنني متخوفة من عملية التخدير التي أدت في أحيان عدة إلى وفاة الأم أثناء العملية"، تورد حنان التي زادت أن "بعض النساء لم يخرجن من عملية "البنج"، وبعد مدة من الزمن فارقن الحياة في ظروف غامضة، إلا أن ما يتردد هو حقنهن بجرعة زائدة من المخدر أدخلتهن في غيبوبة". مختص في الإنعاش والتخدير أكد أن عملية التخدير ضرورية للقيام بأي عملية جراحية، وذلك لإزالة الألم وتسهيل إجراء العمليات الجراحة، موضحا أن "الأفكار الشائعة لعدد من المغاربة عن العمليات الجراحية ترجع إلى المعلومات الخاطئة التي تشبعوا بها، وغياب التوعية الطبية بين المواطنين". مراحل وظروف "التبنيج" ذات المختص أشار إلى أن عملية التخدير "التبنيج" ثلاثة أنواع: موضعي ونصفي وكلي، وتتم عبر عدة مراحل، بداية بالفحص السريري، والذي يقوم به مختص في التبنيج والإنعاش عدة أيام قبل إجراء العملية. والهدف من ذلك الفحص، وفق الأخصائي، معرفة تاريخ المرض عند المقبل على الجراحة، ومعرفة إن كان المريض مصابا بأمراض من قبيل ارتفاع الضغط الشرياني، أو السكري أو الربو أو القصور الكلوي وغيرها من الأمراض المزمنة الأخرى. وأردف المتحدث أنه بعد ذلك تأتي مرحلة الاستشفاء حيث تتم زيارة المريض ليلة إجراء العملية وأخيرا مرحلة ما بعد العملية، مشيرا إلى أن هذه المراحل تتم خلال العمليات المبرمجة، فيما يتم استثناء الحالات المستعجلة. وأفاد الأخصائي، في تصريح لهسبريس، أن المقبل على العملية الجراحية يجب أن ينقطع عن الأكل 8 ساعات قبل موعد العملية، وذلك تجنبا لمرور محتوى المعدة في القصبة الهوائية والرئتين. ويشرح "تتم الجراحة في غرفة خاصة بالعمليات، والتي تمر عبر طورين، إذ يتم تنويم المريض أولا، والطور الثاني يتعلق بالصيانة حيث تتم ملاءمة جرعات عقاقير التخدير مع سير العملية الجراحية، مع مراقبة العلامات الحيوية عند المريض". أما مرحلة ما بعد العملية الجراحية، يُكمل الأخصائي، فتتم غالبا بغرفة الاستيقاظ حيث يتم التحقق من القدرة على التنفس بدون مساعدة، للتأكد من استقرار الحالة الدينامية الدموية للمريض، ليتم المرور لمرحلة علاج ألم ما بعد العملية". ولفت المتحدث إلى أن "عملية القيء ما بعد العملية الجراحية "معتقد شائع وسط فئة عريضة من المجتمع، وما ذلك سوى أعراض جانبية لعقاقير التخدير قد تظهر، كما قد تغيب، فلا يمكن الجزم في هذا الأمر" يؤكد الأخصائي. مختص التخدير والإنعاش أشار أن الأخطار موجودة دائما في أي تدخل جراحي، لكنها تبقى محدودة وقليلة، خاصة في ظل التطور الذي عرفه الميدان الطبي بصفة عامة، مضيفا أن المضاعفات الصحية الناجمة عن عملية التخدير، تصنف ما بين الخطيرة كالإصابة بالنزيف أو صعوبة التنفس أو الإصابة بالشلل أو توقف القلب، والبسيطة التي تختفي بعد مدة وجيزة من الزمن، من قبيل آلام الرأس أو الإحساس بالدوران "الدوخة". وذهب أخصائي التخدير إلى أن الوفاة تعتبر أقصى مضاعفات التخدير، إلا أن نسبتها ضعيفة، مؤكدا على ضرورة التنسيق بين فريق التخدير والجرَّاح المشرف على العملية الجراحية".