تحدث تقرير لمركز إسباني للاستخبارات والاستشارات الأمنية عن وجود معسكرات صغيرة لتدريب جهاديين مرشحين للتوجه إلى بؤر التوتر ،وخصوصا سوريا والعراق، محذرا من مخاطر هذه المعسكرات التي لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن « الأراضي الإسبانية» في إشارة إلى مدينة سبتةالمحتلة. وقدم التقرير صورة قاتمة عن حالة الاستقطاب التي ينهجها المتطرفون بالمغرب، والتي جعلت منه، حسب التقرير دائما، أحد أهم المصدرين للمقاتلين في صفوف داعش والنصرة. وقال التقرير إنه بالرغم من الضربات الموجعة التي وجهتها السلطات الأمنية المغربية بالاشتراك مع نظيرتها الإسبانية للشبكات المتطرفة في المغرب، فإن « الخطر الحقيقي لا يزال في داخل المغرب، حيث التدخلات الأمنية كانت أقل، خصوصا عندما كانت من طرف السلطات الأمنية المغربية لوحدها» حسب التقرير. وحدد التقرير ما سماه ب» المثلث الأسود» حيث توجد معسكرات التدريب في أقصى شمال المغرب، ما بين الفنيدق، تطوان وطنجة»، واعتبرها منطقة حساسة باعتبار قربها من سبتةالمحتلة. ومن هذه المنطقة، توجه أكبر عدد من المغاربة للقتال في سوريا والعراق، حيث حدد عددهم في 2500، من بينهم حوالي 20 يحملون الجنسية الإسبانية. وشدد التقرير على الخطر الذي يمثله هؤلاء المقاتلون في حالة عودتهم من هناك، بعد أن يكونوا تلقوا تداريب على أعلى مستوى، وقدرة على تنفيذ عمليات إرهابية دموية، بعد أن أصبحوا متخصصين في التفجيرات والاختطافات ، ليستهدفوا المغرب وأيضا إسبانيا. وقال التقرير إن السلطات المغربية تعتبر أن هذه المجموعات تتوفر على شكل تنظيمي بدائي ، غير أنه ، التقرير، نبه إلى مخاطرها، معتبرا أنها في تطور متصاعد، وهناك « شكوك في أن تكون أولى عملياتها في المغرب مدوية، وذلك لإثارة الانتباه وإظهار مدى قدراتها» وأضاف التقرير أن المغرب إذا لم يتمكن من ضبط هذه المجموعات، فستنتشر أيضا إلى الخارج وخصوصا إسبانيا، حيث ستسعى إلى تنفيذ عمليات إرهابية ضدها، او على الأقل في سبتة ومليلية المحتلتين. ويعتبر المركز الذي قدم هذا التقرير مجموعة استخباراتية تقدم استشارات ذات طابع أمني إلى الشركات، وذلك حول الوضع الأمني بالمناطق التي تمارس فيها أنشطتها . وإذا كانت الاستنتاجات التي ذهب إليها التقرير، والمتعلقة بالخطر الذي تشكله عودة المقاتلين، لا تقدم جديدا حيث سبق أن أشارت إليه العديد من الجهات، إلا أن حديثه عن وجود معسكرات للتدريب بالشمال، وتقييمه للضربات الاستباقية التي وجهتها السلطات المغربية للتنظيمات المتطرفة، ومنها الكثير الذي تم بالتنسيق مع إسبانيا ... كل ذلك يتناقض مع العديد من التقارير والتصريحات التي كان لها تقييم إيجابي لهذه الجهود. فقد سبق لإسبانيا أن أكدت رسميا أن التعاون الوثيق مع المغرب مكن من تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية التي تنشط في البلدين، وأحبطت العديد من عمليات الاستقطاب وإرسال مقاتلين إلى سوريا والعراق . ومن أوجه هذا التقييم توشيح إسبانيا لمسؤولين بالمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بأوسمة رفيعة. وكان بلاغ لوزارة الداخلية الإسبانية في نهاية 2014 قد أوضح أنه تم « القيام بخمس عمليات مشتركة، أسفرت عن اعتقال 40 شخصا، وذلك بهدف تفكيك الشبكات الإرهابية التي تركز أنشطتها على تمويل وتجنيد وتلقين وإرسال مقاتلين إلى بؤر النزاع في سورية والعراق». كما أن العمل المشترك بين إسبانيا والمغرب مكن خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من «تفكيك بنى لوجستيكية مختلفة لتجنيد الإرهابيين الجهاديين» كانت تنشط بمدن الفنيدقوتطوان وفاس، وبسبتة ومليلية المحتلتين. واعترفت إسبانيا رسميا بهذا الدور حيث صرح كاتب الدولة المكلف بالأمن فرانسيسكو مارتينز فاسكز أن «أمن إسبانيا، وأمن حدودنا، ومكافحة شبكات الاتجار في البشر، ومكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات يعتمد بشكل كبير على التعاون المهم مع المغرب»، مؤكدا أيضا ما صرح به المدير العام للشرطة الإسبانية، إغناسيو كوسيدو، عندما نوه ب»تضحية وتفاني وعمل المصالح الأمنية المغربية في مجال مكافحة الإرهاب» من جهة أخرى أفاد مصدر مطلع للجريدة من مدينة أوطاط الحاج اقليم بولمان/ ميسور أن عسكريا سابقا يدعى الطيب الشطيبي قد توفي منذ أسبوعين ، تقريبا متأثرا بجراحه على جبهة الأراضي السورية . وقد غادر العسكري السابق المذكور أرض الوطن منذ شهور خلت للانخراط في صفوف الجيش الحر السوري المعارض لنظام الدولة السورية غير أن ظروفا «قاسية» تعرض إليها حسب نفس المصدر جعلته يلتحق بأحد التنظيمات المسلحة المتطرفة. وقد توجه عدد من الساكنة المحلية إلى منزل الهالك لتقديم التعازي إلى أسرته بحي بئر نزران بمدينة أوطاط الحاج. وقد ازدادت الصدمة لدى العائلة على إثر اعتقال شقيقه الوحيد من طرف السلطات الأمنية بإحدى المدن، بسبب اتصالات هاتفية أجراها مع شقيقه.