في الوقت الذي تصر فيه وزارة الصحة على أن أعمدة البث الخاصة بتوليد الإشارات في مجال الاتصالات، المنتصبة في مختلف الزوايا بالشارع العام وعلى أسطح عدد من البنايات ، لا تمثل ضررا لصحة الإنسان، خلافا لما هو متداول ولما تشير إليه العديد من التقارير الطبية والدراسات، رافضة إزالتها، وهو نفس النهج الذي تبنته مصالح وزارة الداخلية، فإن الاحتجاج على هذه الأعمدة الخاصة ب «الريزو» لم يعد مقتصرا على فئات المواطنين من قاطني هذا الحي أو ذاك، بل خرج للتنديد بها هذه المرة مهنيون تابعون لوزارة الصحة، الذين عبروا عن رفضهم الاستمرار في الاشتغال إلى جانب حقل كهرومغناطيسي للاتصالات تم نصبه بالمركز الصحي الذي يزاولون فيه مهامهم اليومية؟ مهنيو الصحة الذين يشتغلون بالمركز الصحي الحضري رياض الألفة التابع لمندوبية الصحة بالحي الحسني بالدار البيضاء، وجهوا 5 مراسلات إلى مندوبية الصحة، ملتمسين التدخل لإزالة الحقل الكهرومغناطيسي الخاص بإحدى الشركات الفاعلة في مجال الاتصالات، وذلك نتيجة للأخطار الصحية التي تتهدد صحة المواطنين والموظفين على حد سواء، مشددين على أن هذا الوضع يهدد صحة العاملين والسير العادي للمركز الصحي الذي يعاني بعض أطره من أمراض مزمنة، مؤكدين على أنها ستتفاقم بوجوده، وبأنه في حال عدم التدخل لإزالته فسيكونون مضطرين إلى إكمال مهامهم وعملهم بالمركز الصحي سيدي الخدير إلى حين إيجاد حل لما وصفوه بالمعضلة. احتجاج أصحاب الوزرة البيضاء الذين هم على بيّنة ودراية بخطورة انتشار أعمدة «الريزو» وتأثيرها على الصحة العامة، ينضاف إلى أصوات المواطنين التي يتم «وأدها» من طرف السلطات المعنية التي تتدخل أحيانا بالقوة لتفريق أشكال احتجاجية ضد نصب هاته الأعمدة، معتمدة على «فتوى» من وزارة الصحة، هذا في الوقت الذي تؤكد العديد من الدراسات على أن موجات الهواتف النقالة هي موجات راديو لاسلكية، ومن المعروف أن الزيادات في قدراتها وتردداتها يسبب تأثيرا حراريا، لهذا ينصح مجموعة من الخبراء وبهدف الوقاية بتفادي أبراج تقوية الإرسال وإبعادها عن المناطق السكنية على الأقل على مسافة 400 متر، كما أكدت دراسات في هذا الصدد على تعدد أشكال الضرر باختلاف أنواع الأعمدة وحجم الأشعة المنبعثة منها.