هل توقف الطيران المغربي عن قصف المواقع التابعة لتنظيم «داعش» بعد إقدام مقاتلي البغدادي على إعدام الطيار الأردني، معاذ الكساسبة ، بإحراقه حيّا؟ ما يعزز هذا السؤال هو توالي توقيف دول عربية مشاركة في التحالف الدولي لضرباتها الجوية ضد «داعش». وأولى هذه الدول هي الإمارات العربية، التي أعلنت على لسان مسؤول في حكومتها، في تصريح لصحيفة «نيويورك تايمز»، أنها علقت ضرباتها الجوية، وهو ما يرجح إمكانية تعليق المغرب لمشاركته، خاصة أن الطائرات المغربية كانت تنطلق من قواعد عسكرية إماراتية، لتنفيذ طلعاتها الجوية، حسب ما أوردته مجلة «إير فورسيز» البريطانية. ويرى مراقبون التعاون العسكري بين المغرب والإمارات، الذي يتم على أعلى مستوى، يرجح هذا التوقيف، خصوصا بعد إرسال المغرب لعدد من جنوده إلى الإمارات لمواجهة التهديدات الإرهابية. وطالبت الإمارات البنتاغون بتحسين جهود البحث والإنقاذ واستخدام طائرات من نوع v-22 osprey في شمال العراق بدلا من إرسال البعثات إلى الكويت. وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الطريقة التي تعاملت بها الولاياتالمتحدة مع أسر الطيار الأردني أغضبت العديد من الدول العربية، وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة التي أخبرت واشنطن بتوقيف مشاركتها في القصف الجوي ضد «داعش». وأفادت نفس الجريدة بأن الإمارات احتجت على الولاياتالمتحدةالأمريكية، لأنها لم تسارع لإنقاذ الطيار الأردني بعد سقوط طائرته، بل إن الطائرات العسكرية الأمريكية المخصصة لإنقاذ الطيارين في حال سقوط طائراتهم لم تقلع من قواعدها في الكويت. ولفتت صحيفة «نيويروك تايمز» إلى بعد المسافة الفاصلة بين الكويت ومدينة الرقة السورية، مكان سقوط طائرة معاذ لكساسبة، والتي تقدر ب 1300 كيلومتر. وتابعت أن الإمارات طلبت من الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تضع طائرات التدخل السريع في قواعد عسكرية عراقية حتى تكون قريبة من ساحة القتال، وهو المقترح الذي لم يستجب له الجيش الأمريكي، ما دفع الإمارات إلى إعلان قرار تعليق الضربات الجوية ضد «داعش».