سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في اختتام المؤتمر 37 لصحفيي الضفتين بألمونيكار الإسبانية : الإشادة بمبادرة جلالة الملك محمد السادس بإصدار عفوه على الصحافية هاجر الريسوني الدعوة إلى الالتزام بمدونات الأخلاق والضوابط المهنية في التعامل مع القضايا ذات الارتباط بالمرأ ة الإعلامية
أشاد المشاركون في اختتام فعاليات المؤتمر37 لصحفيي الضفتين بألمونيكار الإسبانية بمبادرة الملك محمد السادس بإصدار عفوه على الصحافية هاجر الريسوني بعد أن أدينت في قضية تتعلق بالإجهاض بسنة سجنا نافذا. وحث المشاركون من خلال توصيات المؤتمر المنظم من طرف جمعية صحفيي جبل طارق والجمعية المغربية للصحافة تحت شعار “النساء الصحافيات داخل المشهد الإعلامي” على ضرورة الاهتمام بدور المرأة الإعلامية الريادي سواء من خلال توليها مناصب المسؤولية داخل المؤسسات الإعلامية أو من خلال إبرازها لقدراتها العالية في إنتاج مواد إعلامية ودخول غمار الكتابة في قضايا كانت حكرا على الرجال. المشاركون شددوا على ضرورة استمرار هذه الملتقيات لاعتبارها مشتلا للأفكار من شأن بلورتها أن يساهم في الرقي بالعمل الصحفي في البلدين من خلال برامج مشتركة تنفد مع شركاء محليين ودوليين ولكونها أيضا وجها من أوجه الدبلوماسية الموازية تساهم في تقريب الرؤى. وبعد التأكيد على الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه المرأة من خلال اشتغالها في المؤسسات الإعلامية سواء كانت سمعية، بصرية، مكتوبة أو الكترونية.. وأكد المشاركون على رفض أن يكون دور المرأة الإعلامية شكليا داخل هيئات التحرير، وأيضا التعامل معها بالرغم من مؤهلاتها العلمية أنها مجرد امرأة فقط، وكذا الرفع من مساهمة الصحافية المرأة في إعداد وتوقيع مواد إعلامية ذات الصلة بمجالات السياسة والإجتماع وعالم الأخبار المتنوعة حتى لا يبقى اختزال دور المرأة الاعلامية في اشتغالها على الفن والثقافة وأخبار النجوم والمشاهير، مع تثمين التقدم الذي عرفه مجال الصحافة بكل أنواعها والذي مكن من تسجيل حضور نوعي و كمي لها في هيئات التحرير مع الإشارة إلى أنه رغم حضورها هذا ماتزال تعاني نوعا من التمييز وتقاعس في عدم استثمار قدراتها المهنية بسبب تمثلاث وتصورات قبلية. وطالب المشاركون بضرورة بدل مزيد من الجهود من أجل الالتزام بمدونات الأخلاق و الضوابط المهنية في التعامل مع القضايا ذات الارتباط بالمرأة والابتعاد عن القوالب الجاهزة من خلال اعتماد المقاربة الحقوقية في تناول قضايا المرأة عبر تمكنيها الحضور في وسائل عبر الأجناس الصحافية الكبرى. التوصيات الصادرة في ختام هذا الملتقى، أكدت على بدل مجهود من أجل تحرير القطاع السمعي البصري ودعم المقاولة الصحافية لاعتبارهما رافعتان لتشغيل الشباب من خريجي الجامعات والمعاهد في مجالات الصحافة والإعلام والإتصال، مع الإشارة إلى أن العوائق الاقتصادية تقلص الدعم و الإشهار سببا مباشرا في إفلاس المقاولة الشابة خاصة المواقع الالكترونية. كما أن غياب الفرص بإثبات الذات لعدد من الصحافيات المغربيات لأسباب ذاتية وموضوعية دفعت العديد من الصحافيات المغربيات إلى الهجرة الى وسائل اعلام غربية وعربية إسوة بأشقائهم الرجال لإبراز كفاءتهن. وكان المشاركون والمشاركات قد التأموا بمدينة “ألمونيكار” الاسبانية في الفترة الممتدة ما بين 17 و20 أكتوبر الجاري ضمن فعاليات المؤتمر 37 لصحفيي الضفتين، الذي نظم بتعاون بين الجمعية المغربية للصحافة وجمعية صحفيي الأندلس بدعم من عمدية مدينة ألومونيكار وجماعة تطوان والذي عرف نجاحا على كافة المستويات بحكم التنظيم المحكم للوفد الإسباني وطبيعة الموضوع المؤطر لأشغال المؤتمر. وتميز هذا المؤتمر الذي شارك في فعالياته صحافيات وصحفيون من وسائل إعلام مكتوبة، سمعية و بصرية من المغرب وإسبانيا بالإضافة إلى فعاليات مهتمة بالشأن الإعلامي وقضايا المرأة، ببحث وتحليل موضوع: “دور المرأة في وسائل الإعلام” في ظل التطورات الجديدة التي تفرضها نظم التواصل الجديدة المؤثرة سواء على أداء المهنيين أو التأثير في إعداد المحتوى الإعلامي، حيث كانت لفعاليات المؤتمر خلال اليوم الثاني موعد مع عرضين لصحافيتين مغربيتين أمينة توبالي وفدوى امرابطي حيث تم الوقوف على العديد من الإكراهات والمعيقات التي تعترض المرأة الصحافية في إبراز قدراتها الإبداعية والمهنية في مجال الصحافة مع تقديم الحلول الممكنة لتجاوز هاته الوضعية من خلال فتح المجال لها للتعاطي مع هذا المجال في شموليته، بعد ذلك تم تقديم بعض النماذج لصحافيات من المغرب اللواتي لازلن يواجهن بعض الصعوبات في الولوج إلى عالم صاحبة الجلالة، حيث أوضحت الصحفية دينة البشير خريجة ماستر القانون ووسائل الإعلام والتي ولجت عالم الصحافة سنة 2013 بجريدة “تمودة تطوان” قبل أن تشتغل بإحدى الجرائد الإكترونية أن معظم خريجات معاهد الإعلام وطنيا وجهويا يواجهن البطالة وأن المرأة الصحافية بشمال المغرب تعاني الإقصاء طالما مصير الإعلام في قبضة الإشهار خاصة في مدينة غير اقتصادية كتطوان، لكنها أكدت أن الحماس والشغف عاملان مهمان لتحمل ظروف المهنة المتقلبة والمحبطة حسب تعبيرها، في حين رأت الصحفية مريم كرودي أن عالم الصحافة كان حلما راودها منذ طفولتها حيث كانت تنبهر ببعض الصحفيات اللواتي كان يقدمن نشرات الأخبار واللقاءات التلفزية فكانت تنجذب وبشكل كبير للأقلام النسائية والتي عادة ما تجدها عميقة وجريئة، وزادت كرودي قائلة “كان الحلم يكبر رويدا رويدا بعد وقوفي على نجاحات بعض الصحافيات اللواتي استطعن ترك بصمتهن في هذا المجال”. مريم كرودي التي لها ميولات أدبية وثقافية أشارت إلى أن ذلك ساعدها لكي تلج الصحافة بقلم يشبهها ويشبه تناقضاتها وتساؤلاتها من خلال معالجتها لقضايا المرأة والطفل والمجتمع مؤكدة أنها واثقة من مؤهلاتها وعازمة على تخطي كل الصعاب للوصول إلى تحقيق ما سطرته من أهداف. من جهة أخرى أوضحت الكاتبة الصحفية الإسبانية روزاريو بريز أن البكاء على حال المرأة الصحفية لا يجدي نفعا مشددة على ضرورة خوض كافة أشكال والمعارك للحصول على الحقوق، وأشارت بريز أن طالبات الصحافة بالجامعات والمعاهد بإسبانيا يشكلن الأغلبية لكن في المقابل هم الأقلية في مناصب القرار و تضيف في هذا الصدد أن 21 بالمئة من الصحفيات فقط يكتبن عمود الرأي في حين تظل نسبة 79 بالمئة من الرجال يكتبون كتابة الرأي وفق حصيلة الفيدرالية الإسبانية للصحافة سنة 2019 . روزاريو لم تكتف بهذا الرقم بل أشارت إلى أن 64 بالمئة من النساء الصحفيات عاطلات عن العمل في حين تشير بعض الأرقام تقول بريز أن عدد الصحفيات ضحايا التحرش الرقمي في تزايد مستمر ناهيك عن معاناة الصحفيات في عدم تكافىء الرواتب هذا و دعت ذات المتحدثة إلى مكافحة التهميش من أجل المساواة مع الرجل. وقد توجت أشغال هدا اللقاء بتقديم ثمرة تعاون ثنائي ما بين كل من الجمعية المغربية للصحافة تحت إشراف رئيسها مصطفى العباسي وجمعية صحفيي الاندلس برئاسة خابيير مارتينيز مانوييل ويتعلق الأمر بكتاب يضم نصوص ترجمة لقانوني الصحافة و النشر والقانون الأساسي للصحفيين المهنيين بالمغرب من إنجاز المترجم المغربي عبد الحق نجمي. وخلال مساء يوم الجمعة تم تقديم عروض لصحافيين مغاربة و إسبان قدت تشخيصا لواقع المرأة الاعلامية المغربية و الاسبانية في وسائل الإعلام في البلدين على اختلاف أنواعها وقد، استعرض يوسف هناني، صحفي بالقسم الوطني والدولي بجريدة “الاتحاد الاشتراكي” حضور المرأة المغربية في وسائل الاعلام المغربية. حيث أشار الإعلامي هناني إلى أن الإعلامية المغربية التحقت بالمجال السمعي البصري منذ الاستقلال حيث كان حضورها متميزا و تمكنت من إثبات مكانتها في الميدان الإذاعي والتلفزيوني إلى جانب الرجل. واستطرد الصحفي المغربي أن النساء الصحافيات في مجال الصحافة المكتوبة كن معدودات على رؤوس الاصابع بالنظر الى طبيعة العمل في هذا القطاع الذي كان يرتبط بالصحافة الحزبية التي كانت تتخذ من النضال من أجل توسيع الحق في حرية الرأي والتعبير والصحافة واحدة من معاركها الكبرى، الى جانب صحافيات اخترن العمل في وكالة المغربي العربي للأنباء بعد تخرجن من المعهد العالي للصحافة والاتصال بالرباط. وأبرز يوسف هناني أن المرأة الإعلامية سجلت حضورا كميا ونوعيا بعد فتح أبواب الدراسة في مجال الصحافة والاتصال والمهن السمعية البصرية إلى جانب فتح الجامعات المغربية “الاجازة” المهنية و”الماستر” المتخصص في الاعلام بكل تلاوينيه، مكنها من الالتحاق بعدد من وسائل الاعلام السمعية البصري، المكتوبة و الالكترونية. وتوقف الصحفي المغربي عند حضور المرأة الكبير اليوم في المؤسات الاعلامية في هيئات التحرير في الاذاعة و التلفزيون والصحافة المكتوبة والمواقع الالكترونية بعدما كانت جل النساء المشتغلات في وسائل الاعلام المكتوبة والسمعية البصرية، إلى حدود أواخر التسعينيات، يشتغل جلهن في مهام تقنية سواء تعلق الأمر بمصورة أو تقنية تصوير بالكاميرا تقنية صوت أو معدة برامج أو مساعدة مخرج أو مخرجة. وخلص يوسف هناني الى أن المرأة الصحافية تمكنت اليوم من تبوء مناصب المسؤولية في المؤسسات الاعلامية سواء كمديرة تحرير أو رئيسة تحرير أو رئيسة قسم، ومقدمة اخبار و برامج سواء إذاعية أو تلفزية مستطردا أنه بالرغم من الاستثناءات المتعلقة بولوج المرأة مجالات كانت حكرا على الرجل مثل السياسة وقضايا المجتمع، والتعليم والشؤون الثقافية والرياضة، ظلت المرأة الصحفية مرتبطة بمجالات الفن والنقد التلفزي وأخبار المشاهير. وجرد المؤتمر مجموعة من انشغالات العاملين بالمجال الاعلامي في كل من اسبانيا لأجل تجاوز من جهة العوائق التي تحول من اثبات المرأة الاعلامية لذاتها في مجال ظل الى عهد قريب ذكوي وايضا رصد انشغالات الاعلاميات انفسهن من خلال إطلاق مبادرة “ألكومار” تنبثق عنها وثيقة مشتركة تكون بمثابة خارطة طريق يمكن تفعيلها لأجل: أولا، دعم واشراك النساء الاعلاميات في القرار داخل هيئات التحرير بوسائل الاعلام مع التأكيد على أهمية المساواة بين الرجل والمرأة داخل وسائل الاعلام. ثانيا، استثمار المرأة العاملة في وسائل الاعلام لقدراتها الأكاديمية وخبرتها العلمية لفرض داتها في وسائل الاعلام الى جانب زميلها الرجل مع الوعي بأهمية مقاربة النوع الاجتماعي في تحقيق التمنية. ثالثا، مواجهة المشاكل والعوائق التي تواجه النساء الاعلاميات اعتبارا لجنسهن اثناء ادائهن لمهامهن الاعلامية والعمل على النضال من اجل تقليص الفوارق الاقتصادية داخل المؤسسات الاعلامية والرقي بالأوضاع المادية و تحسين الظروف المهنية للصحافيات في افق تحقيق المناصفة والمساواة المبنية على الكفاءة بين الاعلامية والمرأة وزميلها الرجل. هذا، وكانت الجلسة الافتتاحية قد عرفت حضور عمدة مدينة ألمونيكار ترينرا هيريرا ورئيس جماعة تطوان محمد إد عمار اللذين عبرا عن استعدادهما لتجديد وإحياء اتفاقية التوأمة التي كانت تربط المدينتين في وقت سابق كما أكدا على أهمية المؤتمر 37 لصحفيي الضفتين الذي يساهم في تطوير وترسيخ التقارب بين صحفيي البلدين كما انه يشكل دعامة أساسية للدبلوماسية الموازية بين المغرب وإسبانيا يؤكد رئيس جماعة تطوان. مصطفى العباسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة أوضح في ذات الجلسة أن المؤتمر اختار موضوعا مهما للنقاش ويتعلق بالمراة الصحافية التي استطاعت أن تشكل إضافة مهمة في هذا المجال رغم الصعوبات والإكراهات التي تعترض طريقها مذكرا بالمجهودات التي تبذلها النقابة الوطنية للصحافة المغربية من أجل تحسين ظروف العمل بالنسبة للصحافيات قصد مزاولة المهنة في ظروف ملائمة. خاببير مارتينز رئيس جمعية منطقة جبل طارق بدوره أشاد بموضوع المتناول بالمؤتمر معتبرا أن وضعية الصحافيات بالبلدين تستدعي المزيد من النقاش لأن ما تعيشه هاته الفئة من تهميش وحرمان تجعل مهنة الصحافة في موضع لا يحسد عليه.