أعلن فريق الرجاء حوالي الساعة الثانية من صباح أمس الجمعة عن استقالة مديره الرياضي فتحي جمال منصبه، الذي تقدم بطلب رحيله عن بالنادي، وهو ما استجابت إليه الإدارة الخضراء، بعد التوصل إلى اتفاق يقضي بفك الارتباط مع النادي. ولم يكشف البلاغ المقتضب جدا، والذي تم تعميمه على الموقع الرسمي للفريق وصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، عن الدوافع الحقيقية لهذه الاستقالة، التي يمكن اعتبارها مفاجئة، بالنظر إلى الصلاحيات المطلقة التي كان يتمتع بها جمال، والتي جعلته أقوى شخصية على المستوى التقني داخل الفريق. وكتفى البلاغ بالإشارة إلى أن المكتب المديري للفريق استجاب لرغبة فتحي جمال، قبل أن يثني عليه بعبارات الشكر والامتنان على ما قدمه من خدمات طيلة مدة ارتباطه بالنادي. وكان فتحي جمال قد تسلم مهمة الإشراف على الشأن التقني داخل الفريق خلال فترة اللجنة المؤقتة، التي ترأسها محمد أوزال، وقام بعمل كبير على مستوى تصحيح المنظومة التقنية التي عاشت فترة ركود وتراجع، أفقدت النسر الأخضر حضوره وتوهجه، قبل أن يتحول إلى الإشراف المباشر على أكاديمية الرجاء، التي سترى النور في القريب، بعدما بلغت الأشغال مراحلها النهائية. وكشفت مصادر مقربة من فتحي جمال أن الأخير وجد نفسه مضطرا إلى الاستقالة بعد الضجة التي رافقت إقالة زكرياء أوطالب، المسؤول عن التكوين داخل الرجاء، والذي تم فك الارتباط معه يوم الأربعاء الماضي، مشيرة إلى أن المدرب السابق للمنتخب الوطني الأول لم يستسغ الطريقة التي تم بها الانفصال عن أوطالب، الذي تعرض لحملة شرسة. كما لم يسلم جمال بدوره من الانتقاد، حيث حمله المناصرون مسؤولية الصفقات الفاشلة التي أبرمها الفريق مطلع الموسم الجاري، ولاسيما التعاقد مع المالي كوليبالي، قبل أن يتدخل المكتب المسير ويبرئه فيما بعد، ويستنجد به في عملية التعاقد مع الليبي سند الورفلي، حيث نجح في إقناعه بالعودة إلى القلعة الخضراء. وقد حاولنا الاتصال بكل من فتحي جمال ورئيس الرجاء جواد الزيات، وأيضا الناطق الرسمي باسم المكتب المسير سعيد وهبي، إلا أن محاولاتنا المتكررة باءت بالفشل، ولم تجد اتصالاتنا أي مجيب. وفي سياق متصل، عاد الثنائي عبد الجليل جبيرة وإلياس الحداد إلى التدرب رفقة المجموعة الخضراء يوم الخميس، استعدادا للمباريات المقبلة. وكان جبيرة قد غاب عن الرجاء حوالي عشرة أشهر، بعدما تعرض لإصابة أمام فريق سيركل مبيري في منافسات كأس الكاف، وخضع لعملية جراحية أنهت موسمه مبكرا، ما فرض على الرجاء الإسراع بالتعاقد مع الكاميروني فابريس نغاه. فيما عاد الحداد بعد استكمال تعافيه من إصابة ألمت به في بداية الموسم وغيبته لعدة أسابيع.