بعد توقفها لثلاثة أسابيع، تستأنف عجلات الدوري الاحترافي دورانها من أولى محطات الإياب. ولعل توقف الدوري كان فرصة أمام الأندية لشحن البطاريات، وتجديد جرعات الأوكسجين، سيما وأن الشطر الثاني سيكون حاسماً بالنسبة لجميع الفرق رغم تباين الأهداف والطموحات، وهو الأمر الذي يجعل جميع المباريات حارقة. فماذا أعد المدربون كوصفات؟ وكيف كانت الاستفادة من المعسكرات؟ قمة الجولة الأولى من مرحلة الإياب تجمع فريقين لهما وزن ثقيل على الساحة الوطنية، وحصيلتهما خلال المواسم الأخيرة مشرفة من حيث لقب البطولة، والأمر يتعلق بالرجاء البيضاوي والمغرب التطواني. ولعل الصراع على التفوق سيمتد إلى دكتي الاحتياط، حيث التجربة في مواجهة الطموح، ذلك أن المدرب الإسباني الشاب لوبيرا المتشبع بالنهج التكتيكي لبرشلونة يراهن على هذه المباراة لتأكيد أسلوبه، وزرع بصمته والعودة بنتيجة إيجابية، لكن المدرب البرتغالي روماو يتطلع إلى تدشين محطات الإياب بفوز يرفع من معنويات اللاعبين للاستمرار في صنع الإيجابي. هي مباراة بحساسيات مفرطة وحسابات معقدة وخماسية الموسم الماضي سترخي بسدولها على هذه المحطة التي من المنتظر أن يتابعها جمهور غفير. متصدر الترتيب الوداد الذي أهدر سيلا من النقط خلال الجولات الأخيرة، وصام عن الفوز خلال المباريات الأربع الأخيرة، هذا الفريق سيحط الرحال بالملعب البلدي لمنازلة الكاك، الفريق المتموقع في صفوف غير آمنة، والمتطلع إلى تفادي الحسابات الضيقة هو لقاء ملغوم، واقتسام النقط لا يرضي الطرفين، لذلك سيكون على فريق الوداد رسم انطلاقة قوية، كما فعل مع مرحلة الذهاب، سيما وأن فرق المطاردة كثيرة وفارق النقط قليل، وأي تعثر يعني بداية تبخر أحلام الظفر باللقب. فهل وجد توشاك الوصفة لاستعادة التوهج وبعث الأمل في نفوس الجماهير؟ فريق الجيش الملكي الذي عزز صفوفه باللاعب المحترف بالنرويج المهدي قرناص سيكون مطالباً بتحقيق الفوز، كما فعل أمام الكوكب والحسيمة، سيما في ظل التعاقد مع المدرب الوطني حمادي حميدوش بعد انتهاء فترة المؤقت للإطار بودراع الذي حقق نتائج إيجابية، ويتطلع إلى إضافة فوز جديد، خصوصاً وأن الفريق المنافس شباب خنيفرة يحتل الصف الأخير، ويقترب من مصعد النزول، لكن تعاقد الفريق الخنيفري مع إثنى عشر لاعباً خلال الميركاتو الشتوي بطلب من المدرب التونسي كمال الزواعي سيضخ دماء جديدة لتحسين الموقع، ولعل الرهان مع انطلاق مرحلة الإياب هو تفادي الهزيمة أمام الجيش. ظاهرة الموسم الجاري حسنية أكادير ستواجه الكوكب المراكشي في قمة كروية بتوابل الجنوب. الفريقان يتواجدان في موقع المطاردة على بعد نقطتين فقط من المقدمة وغزالة سوس صالت وجالت بملعب الانبعاث، وهزمت فرقاً كبيرة وبحصص عريضة، وتتطلع إلى هزم الكوكب ورد دين الرباعية التي خسرت بها في أول مباراة برسم الموسم الجاري. المدرب عبد الهادي السكيتيوي الذي قرر إلحاق 12 لاعباً شاباً بالفريق الأول يراهن على الفوز لتأكيد الذات، لكن هشام الدميعي الذي صنع الموسم الماضي فوزاً على الحسنية بأربعة أهداف بملعب الانبعاث تحدوه رغبة إعادة نفس الإنجاز. فلمن ستدق أجراس الانتصار؟ إن الموقع الذي يحتله فريق أولمبيك خريبكة يعتبره البعض مفاجأة شطر الذهاب، لكن المتتبعين يؤكدون بأن الخريبكيين يقدمون منتوجاً كروياً مؤطراً بأساليب تكتيكية ناجعة، وتواجدهم ضمن طابور المقدمة ليس بمحض الصدفة، ولكن نتيجة مجهودات جبارة، والمباراة التي ستجمع الفريق الخريبكي بالفتح الرباطي تميل كفتها لفائدة الأولمبيك، سيما وأن المدرب وليد الركراكي تلقى صفعتين قويتين، عندما تعرض المهدي الباسل والحارس عصام بادة للإصابة بكسر مزدوج، والهزيمة ستجعل النكسة مضاعفة، سيما وأن الفتح ختم مرحلة الذهاب بخسارة أمام الحسنية. فريق الدفاع الجديدي سيفتتح مرحلة الذهاب على إيقاع أزمة يعاني منها اللاعبون والمدرب، وقد يكون لها تأثير كبير على عطاءات العناصر الدكالية وهي تنازل فريق نهضة بركان صاحب الرقم القياسي من حيث التعادلات (عشرة تعادلات) وهذه مناسبة أمام المدرب عبد الرحيم طاليب لإظهار كفاءته على حساب فريق الأمس، والارتقاء درجات على سلم الترتيب، سيما وأن موقعه غير مطمئن. فهل سيتجاوز طارق مصطفى كل المشاكل ويهيء لاعبيه نفسياً لانتزاع الفوز، أم أن البركانيين سيكون لهم رأي آخر؟ المدرب مصطفى مديح الذي تجرع مرارة الصوم عن الفوز خلال الجولات الأربع الأخيرة سيحط الرحال بملعب المسيرة، وسيواجه فريقاً منتشياً بتصحيح المسار، وتلمس بوادر الانعتاق من المراتب غير الآمنة، والأمر يتعلق بأولمبيك آسفي، الفريق الذي استطاع أن يركب صهوة التحدي خلال الدورات الأخيرة، ويقوي عنصر الثقة. لذلك تبدو مهمة شباب الحسيمة صعبة للغاية، إذا ما استحضرنا المعنويات العالية للمحليين وسوء أرضية الملعب، وعدم تساهل القرش الآسفي بميدانه مع الضيوف. فبأي حال سيناقش مصطفى مديح انطلاقة مرحلة الإياب، وهو الذي ختم محطات الذهاب على إيقاع الهزائم المتوالية؟