للبدايات سحرها الخاص ،تبقى دائما عالقة في الذاكرة والوجدان، مثل ظلنا القرين،لصيق بنا في الحل والترحال، مهما كانت الإخفاقات أو النجاحات فلن يستطيع الزمن طيها. البدايات كانت دائما صرخة اكتشف معها المرء لغز الحياة، وككل بداية أو أول خطوة تحضر الدهشة بكل ثقلها، نعيش تفاصيلها بإحساس مغاير تماما ،وهو الإحساس الذي يكتب له الخلود ،نسترجعه بكل تفاصيله وجزيئاته، كلما ضاقت بنا السبل أو ابتسم لنا الحظ وأهدانا لحظة فرح عابرة. البدايات في كل شيء، دائما هناك سحر غامض يشكل برزخا بين الواقع وماتتمناه النفس الأمارة بالحياة والمستقبل الأفضل. في هذه الزاوية نسترجع بدايات فنانين مغاربة عاشوا الدهشة في أول عمل فني لهم، واستطاعوا تخطي كل الصعوبات كل حسب ظروفه المحيطة به، ليبدع لنا عملا فنيا ويهدينا أغنية تشكل اليوم له مرجعا أساسيا في مسيرته الفنية ،وتشكل لنا لحظة بوح من خلال استرجاع عقارب الزمن إلى نقطة البدء، وتسليط الضوء على ماجرى.
أول أغنية احترافية بالنسبة للفنان حسن المغربي ولج بها الميدان الفني يقول هي أغنية «بدي أشوفك كل يوم» والتي أعدت غناءها بطريقة جديدة، وهي من إنتاج شركه أفريكانا لصاحبها آنذاك الأستاذ طارق الكاشف ،حيث لاقت نجاحا وصدى كبيرين سواء في مصر أو في العالم العربي ،من ألحان محمد جلال وكلمات مشيل طيعمة، أعدناها يضيف حسن المغربي برؤيه جديدة رفقه الموزع طارق حبيب. الصعوبات التي واجهها في البدايات يقول بشأنها ،كنت قد وقعت على عقد مع شركة الإنتاج سنه 1997 ،لكن الأغنية لم يتم إطلاقها إلا سنة 2004، وكانت مجموعة من الأغاني الأخرى يتم تسجيلها ، لكن كتب لأغنية «بدي أشوفك «أن تكون الأولى التي أطلقناها وتكون عروسة الألبوم»دفتر الأشواق»، أي أنني انتظرت 6 سنوات بالتمام والكمال على إخراج الألبوم بشكل عام من توقيعي على العقد. لكن الجميل يتذكر حسن المغربي ،أن هذا العمل الذي لقي تجاوبا كبيرا في مصر والعالم العربي في ظل أعمال فنية لنجوم كبار ،مما أثلج صدري، خاصة وأن هذه الأغنية انتشرت واكتسحت العالم العربي ،رغم أنه تم غناؤها من طرف فنانين آخرين، هذا بالنسبة لي كمغني ،أما بالنسبة لي كملحن ،فبداية الاحتراف كنت بصحبة الفنان الراحل محمد الحياني رحمه الله من خلال أغنية « مستحيل « وأنت ليا «،مما أتاح لي الفرصة أن أتعامل مع الجوق الوطني وفي الأستوديو مع الفنان يونس ميكري ،وثاني مرحلة نجاح في مسيرتي الفنية من خلال أغنية «أقر أنا المذكور أدناه «التي غناها الفنان القدير محمد منير، هذه الأغنية لاقت نجاحا كبيرا في مصر، وأبرزتني كملحن ،في حين أظهرتني أغنية «بدي أشوفك «كمطرب. ويضيف الفنان حسن المغربي قائلا:المبلغ المالي الذي تقاضيته كملحن آنذاك أي سنة 2004 هو 5000جنيه مصري حينها ،أما بالنسبة كمطرب تسلمت ما يعادل 70 ألف درهم مغربي عن الألبوم من شركة أفريكانا. ويرى حسن المغربي أن مسيرته الفنية عرفت مرحلتين ،و تمت في بلدين مصر والمغرب ،ويقول إن أغنية «بدي أشوفك «صنعت اسم حسن المغربي على مستوى الوطن العربي ،في حين جاءت المرحلة الثانية ببلدي المغرب ،وهي أسميها مرحلة أغنية «لاعلاقة «التي تعاملت فيها مع الملحن والمبدع زكريا بيقشة كلمات ولحنا ،وكانت هذه المرحلة أيضا مرحلة أخرى ،عرفت الجمهور المغربي أكثر على حسن المغربي ،وجعل البعض من الجمهور يكتشف أن حسن المغربي هو من أدى أغنية «بدي أشوفك «. ويؤكد صاحب أغنية «مميز» و»برافو «و»طالقها «و»واسمع «وغيرها من الأغاني الناجحة ،أن هناك علاقة بين نجاحي في المغرب من خلال أغنية «لاعلاقة «والأغنية اللبنانية بالصيغة المصرية «بدي أشوفك « وهذا ما أدى إلى ولادة أغنيتي الأخيرة «مميز «التي جمعت كل هذا الخليط. عن ردود فعل العائلة أثناء ولوجه إلى عالم الغناء والطرب ،عن ذلك يقول الفنان حسن المغربي ،منذ صغري وأنا مولوع بالفن ،وكانت العائلة دائما تشجعني وأجد فيها السند القوي لحد الآن ،بل شكلت العائلة لي الداعم الرسمي من والدي رحمهما الله إلى إخوتي، لأنهم كانوا منذ الصغر يؤمنون بقدراتي الفنية وعاشوا معي هذا الإحساس وهذا الوله بالفن من زمان . ويحسب للفنان حسن المغربي أنه أعاد تلحين أغنية غناها كل اللبنانيين ولم يستطيعوا إيصالها إلى مصر. ووصلتها يقول إلى كل المصريين، هي أغنية ‹بدي أشوفك كل يوم› المعروفة. وبجرأة أزلت موسيقاهم ومسحت ‹ركوزهم› في ‹هارموني› الأغنية وبدلت ملامحها بشكل كلي. وستقفون على الفرق عندما تستمعون للأغنية بتوزيع محمد جمال وبتوزيعي أنا. فهذا إنجاز كبير، وإن كنت أتحاشى الكلام فيه. عملية أحيي عليها المنتج طارق الكاشف ومحسن جابر، لأنهما قبلا الدخول في هذه التجربة، ووضعا لها ميزانية ضخمة لتصويرها فيديو كليب وهي أغنية معادة في التوزيع.كما أفتخر بتجربة أخرى ولابد لي من أذكرها، وهي أغنية ‹أرض السلام› لمحمد منير التي هي ‹مدد يا رسول الله›، فكل الموسيقات التي وضعتها وزعت بشكل واسع على القنوات الفضائية.