يرى الفنان المغربي، حسن المغربي، أن الأغنية المغربية حققت قفزة نوعية في السنتين الأخيرتين بفضل جهود بعض المطربين والموسيقيين الشباب، الذين سعوا إلى إيصالها إلى المشرق العربي وذلك من خلال كلمات بسيطة ومفهومة، وألحان جيدة، وتوزيع موسيقي على مستوى عال من الحرفية، وبفضل الاستغلال الجيد لشبكات التواصل الاجتماعي (الفايسبوك وتويتر ويوتيب). وأكد حسن المغربي، في حوار ل"المغربية" أنه توقع، منذ حوالي عامين أن يحقق هذا اللون الغنائي الشبابي المغربي طفرة في الأغنية المغربية، مؤكدا أن سعيه إلى نشر الفن المغربي في كل أنحاء الوطن العربي، نابع من حبه وغيرته على الأغنية المغربية. وبخصوص غيابه عن المهرجانات الغنائية الوطنية، دعا حسن المغربي المسؤولين عن الشأن الفني بالمغرب إلى أن يمنحوا الفرص للفنانين المغاربة، مبرزا أن هناك فنانون مغاربة يضاهون نجوم الشرق في مواهبهم الفنية. جرى تكريمك أخيرا في مهرجان فاس للفكاهة في دورته الثالثة، ماذا تقول عن هذه الالتفاتة؟ سعيد جدا بهذا التكريم، لأنه تتويج لنجاح ألبوم "برافو عليك"، الذي لقي نجاحا كبيرا، وكان أول فرحة لي شاركتها مع الجمهور المغربي الفاسي بمسرح الحرية بمدينة فاس، التي كانت بالنسبة إلي محطة أولى لتتويج الألبوم. رغم أنني كنت أحس أن "برافو عليك" لقي صدى طيبا عند الجمهور، إلا أن هذا التكريم زاد من هذا الإحساس، وجعلني أشعر أكثر بهذا النجاح. وجدت أيضا أن أغنية "لا علاقة"، التي هي من تلحين وكلمات الملحن الشاب زكريا بيقشا، وتوزيع رشيد محمد علي، انتشرت بشكل رهيب بين الناس والشباب، ما أعطاني الطاقة والتحفيز والدعم للمضي قدما في هذا الاتجاه الذي اخترته. لماذا اخترت مصر نقطة لانطلاقتك الفنية؟ أولا قبل السفر إلى مصر، تعرفت على الراحل محمد الحياني، وهو من تبنى حسن المغربي فنيا في المغرب، بعد ذلك وموازاة مع هذه المرحلة أصبح تفكيري منصبا على السفر إلى مصر، لأن حلمي كان كبيرا في اكتشاف الموسيقى من أوسع أبوابها، وبحكم حبي وولعي بالفن الشرقي، وبحكم أيضا ما تعرفه مصر من زخم فني تصل أصداؤه إلى كل الوطن العربي بما في ذلك المغرب. سافرت إلى مصر وخضت التجربة وكانت مغامرة بالنسبة إلي، إذ تركت خلفي كثيرا من الأشياء الجميلة مثل عائلتي ودراستي، تحديت نفسي، وبعد معاناة استمرت سنة ونصف السنة وقعت عقدا مع طارق الكاشف صاحب إحدى شركات الإنتاج الفني، جعلني أشعر بقيمتي كفنان. في مصر، كيف استطعت أن تخطو في ساحة فنية تعج بالمطربين؟ لا أنكر أن الساحة الفنية المصرية تعج بالمطربين كل واحد يبحث عن فرصته للانتشار والظهور، والدليل أنني وقعت العقد مع الشركة سنة 1997، ولم ينزل أي عمل إلا في سنة 2005، وبين هذا الانتظار والترقب يضيع الوقت والجهد، لكن رغم ذلك تحليت بالصبر واستطعت الاندماج والتكيف مع الأوضاع الفنية، لأنه لم يكن لدي أدنى استعداد لتضييع الفرصة والرجوع إلى الوراء، وما شجعني أكثر لقائي وتعاملي مع المنتج طارق الكاشف، الذي منحني الاعتبار النفسي، وقيمتي كفنان أنستني المعاناة التي عانيتها في تلك الفترة. أغنية "بدي شوفك كل يوم" كانت بادرة خير عليك وأبرزت اسمك على الساحة الفنية العربية. ماذا تقول عنها؟ دائما أقول إن هذه الأغنية هبة من الله، لأنني عندما وقعت العقد مع الشركة المنتجة في مصر لم أكن أعرف التوجه الذي رسمه صاحب الشركة، اكتشفت أن السنوات تمر سنة تلو أخرى دون صدور أي عمل، والجميل أن "بدي شوفك كل يوم" التي هي للمطرب السوري محمد جمال، كانت تنتظرني في بلدي الحبيب المغرب بباب مراكش تحديدا، حيث التقطتها آذاني سنة 2002. فبعد معاناة وصعوبة لأخذ ترخيص من الشركة المنتجة للعودة إلى المغرب، قررت بألا أعود إلى مصر، وكان هذا مطلع سنة 2002، إذ اتصل بي المنتج وطلب مني أن أعود إلى مصر. اقترحت عليه "بدي شوفك"، في البداية تخوف، لكن أقنعته بأنني سأغنيها بطريقتي الخاصة، وبحلة جديدة ستعجب الناس، لأنني رأيت فيها النجاح ورأيت أنها ستصنع حسن المغربي في الشرق. وبالفعل نجحت. لماذا توقفت في هذه الفترة عند "بدي شوفك كل يوم"؟ لأسباب كثيرة منها أنني كنت ومازلت أصر على أنني فنان مغربي، لذلك أوقفت العمل مع الشركة المنتجة، كما أن طلاقي جعلني أعجل بالعودة إلى المغرب. كنت أريد أن أغير الجو بكامله، عدت إلى المغرب لأرتاح مدة 6 أشهر، إلا أنني وجدت نفسي في طريق آخر. لماذا لا نراك في المهرجانات الوطنية؟ (يضحك)، صراحة أنا أيضا لا أعرف؟؟ لكن أتمنى من المسؤولين عن الشأن الفني بالمغرب أن يمنحوا الفرص للفنانين المغاربة الشباب، فهناك فنانون اختاروا موجة جديدة أرادوا من خلالها أن يطوروا الأغنية المغربية، ونجحوا في ذلك، لهم جمهورهم العريض الطويل من الشباب وحتى الكبار دخلوا قلوبهم. وأشكر جميع الإذاعات الوطنية، على ترحيبها بي، ودعمها لي وللون الغنائي الذي اخترته. ماذا عن هذه الموجة الغنائية الجديدة التي تنتمي إليها؟ الموجة الغنائية الجديدة روادها فنانون مغاربة مجتهدون لهم طموح فني، يعملون عليه بجد، يبتغون من ورائه إيصال الأغنية المغربية إلى العالم العربي، يحاولون مواكبة العصر، والتجديد في أعمالهم الفنية. توقعت منذ حوالي عامين أن يحقق هذا اللون الغنائي طفرة في الأغنية المغربية، وهذا يظهر جليا في الإقبال الكبير عليه، من خلال شبكات التواصل (الفايسبوك وتويتر ويوتيب). أرى أن هناك قفزة نوعية في الموسيقى المغربية، حتى أننا لم نعد نرى ذاك المطرب الكلاسيكي، بل أصبح هناك مغني يشتغل على طلته مثلما يشتغل على أعماله الفنية. ما هو طموحك في المجال الموسيقي في المغرب؟ كوني مغربيا وأحب الأغنية المغربية وأغار عليها، أطمح إلى الاشتغال على الأغنية المغربية لتأخذ مكانها الصحيح في العالم العربي وحتى في العالم بهذا الجيل من الملحنين وكتاب الكلمات والمطربين الشباب . ما هو جديدك؟ لما حققته أغنية "لا علاقة" من انتشار واسع في المغرب، فقد انتهينا من آخر الترتيبات المتعلقة بتصويرها على طريقة الفيديو كليب.