في زحمة الفصول لم أنتبه الى خطاي فوضعت قدمي باكرا في الخريف لم تجن علي الجسور التي عبرتُها ربما جنى علي هوسي بالغابة… في وضح النهار وبعيون مغمضة رأيتني أكبر في أحلامي قامتي غارت في السحاب وبخطوة واحد عبرت أكثر من نهر راوغت غيمة داهمتني أومأت للشمس فسقطت دسست أشجارا في جيبي فاخضرت يداي وحين أيقظني رذاذ النهر من أحلامي رأيتني أنحدر من الخرافة تضاءلت حتى أن أقدام النمل كانت تدوسني بلا رحمة. لقد وضعت يدي في فوهة بركان وجلست أنتظر رجة الأرض سأنزل الشراع عن الصواري وأوقف حفلة الرقص فهاته السفينة ستغرق بي لا محالة أنا الربان الأعمى استعجلت اليابسة فاصطدمتُ بما يكفي من جبال الجليد سأنتظر الموت هنا بهدوء فلا داعي للعاصفة. حين تخترق المياه شقوق الخشب تسحبني الأمواج الى غضبها ماذا سأفعل بالأسطرلاب والبوصلة؟ ماذا سأفعل بالخرائط وصناديق الذهب؟ من ديوان «أنظر وأكتفي بالنظر»