مهرجان مراكش في بعده الكوني يختصر العالم في مختلف لغاته.. حين كان الافتتاح استمعنا الى الكثير من اللغات التي تتجسد من خلال عناصر لجنة التحكيم فكانت العربية والفرنسية والانجليزية والدانمركية والهندية وغيرها، غير ان اللغة التي وحدت كل هذه اللغات هي اللغة السينمائية.. لغة يسيطر فيها الحيز البصري ليشكل عالمه الفني الساحر الذي باستطاعته ان يتواصل بألق كبير مع كل الكائنات البشرية التي تحج الى هذا العالم المدهش الساحر والمبهر الذي هو السينما.. "كاترين " السائحة الفرنسية التي صادف تواجدها في مراكش المهرجان الدولي للفيلم قالت: "إذا كانت مراكش عالما ساحرا يتدفق بالدفء والشمس فإن لمهرجان السينما بهذه المدينة المدهشة سحرا آخر يجعل من النجوم الآتية من كل العالم متألقة في سماء المدينة الحمراء.." وقال مامادو سار " وهو سينغالي وبائع متجول في أزقة مراكش، رغم معاناتي مع رجال الأمن الذين يطاردوننا في الأزقة ، فمهرجان السينما جعلنا نطل على العالم من خلال الشاشة المثبتة في ساحة جامع الفناء والتي استقطبتنا لنشاهد بشكل مباشر نجوما عالميين كنا نراهم فقط في خيالنا، ما أجمل هذه المدينة إنها مذهلة ومتألقة في عالم غير متناهي من الحب الإنساني المكسر لكل الحدود وغير المعترف بالتأشيرات لأنه عالم متدفق بالإنسانية وبامتياز.." مجدي أبو العز مصري يشتغل في مجال الاليكترونيات يقيم بمراكش منذ ستة أشهر عبر عن سعادته وهو يتأمل صورة عادل إمام من على شاشة كبيرة في فضاء قصر المؤتمرات الخارجي.. كانت رقصته وكلامه وابتسامته لحظة جعلتني أربط النيل بالأطلس، ما أجمل هذه المدينة المغربية الساحرة التي جعلتني أُحس بأن الاسكندرية وبور سعيد والإسماعيلية والصعيد تختزل في مراكش، شكرا للمغرب شكرا لمهرجانها السينمائي.. اللوحات المثبتة في الشوارع الرئيسية المراكشية ، والتي تبث برنامج وصور النجوم العالميين الضيوف على مهرجان مراكش في دورته الرابعة عشرة تشكل محطة للوقوف والتأمل لدى الكثير من زوار المدينة الحمراء، يقول انديرسون وهو دانماركي الجنسية، لم أدر أن بلادكم بكل هذا السحر، ولم أعتقد أن لوحات إشهاركم ستتضمن ثقافة للانفتاح حيث الجسد ينطلق متباهيا بكل حرية ليعزف أنشودة الحرية، ولم أكن أتوقع ان ارى كل هذه النجوم المتألقة في عالم السينما وهي ترصع سماء مدينتكم..