الدورة الثالثة عشر تكرم النجمة الأمريكية الكبيرة شارون ستون والممثلة الفرنسية جولييت بينوش تكريم جولييت بينوش تتواصل فعاليات مهرجان مراكش الدولي للفيلم في دورته الثالثة عشر والتي تحتفي بالفن السابع العالمي وقد شرع يوم السبت الماضي في عرض الأفلام المتبارية خلال المسابقة الرسمية للحصول على نجمة مراكش الذهبية، كما تم تكريم النجمة العالمية شارون ستون خلال الافتتاح ونجمة الرومانسية الفرنسية جولييت بينوش مساء أول أمس السبت بنجمة مراكش الذهبية. وأعربت الممثلة الفرنسية عن سعادتها وهي تحظى بالتكريم على أرض المغرب الذي تحتضن تربته بعضا من جذورها العائلية. وكشفت بينوش ، خلال حفل تكريمها من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته 13، أن أباها ، الذي كان نحاتا ، ازداد وترعرع في تزنيت وأكادير ودرس بمراكش وتعلم اللغة العربية قبل أن يتكلم باللغة الفرنسية ، وأن جدها ، الذي كان ممثلا هاويا، دفن في المغرب أيضا. وأضافت بينوش ، التي تلقت دروسها الأولى في التمثيل على يدي والدتها الفنانة ومدرسة الآداب، أنها استقبلت في ورزازات بالحفاوة المعهودة لدى المغاربة حين توجهت إلى هناك في السنة المنصرمة لتصوير فيلمها الأخير «ألف مرة ليلة سعيدة» (2013). وتوجهت الفنانة الفرنسية بالامتنان لسينمائيين عديدين وأناس آخرين، ومن ضمنهم شقيقتها ماريون، ساعدوها في الظل وعلموها «السفر الداخلي» حيث الطمأنينة والأمان ومحبة الآخرين. وأعرب المخرج الفرنسي برونو ديمون عن إعجابه الشديد بجولييت بينوش التي شخصت دور «كامي كلوديل» في فيلمه الأخير (2013) الذي يحمل العنوان ذاته، معتبرا أن «وجهها هو الأجمل ، لأنه الأكثر إنسانية وتعبيرا عن الأحاسيس جميعها». وأضاف المخرج الفرنسي ، خلال حفل التكريم هذا الذي تخلله عرض لقطات من أفلام شاركت فيها جولييت بينوش ، أن هذه الأخيرة «تشتغل السينما بلطف ومرونة ومرح، وتمتلك لغزا هو الألق الذي يتجلى في مختلف تصرفاتها وطريقة تشخيصها لأدوارها ومجمل حياتها». وتم بمناسبة حفل تكريم جولييت بينوش، عرض فيلم «ألف مرة ليلة سعيدة» لمخرجه الدانماركي إريك بوبي، والذي شخصت فيه الممثلة الفرنسية المكرمة دور مصورة حرب تعود إلى بيت أهلها بعد إصابتها بجروح بليغة في تفجير انتحاري. يذكر بأن جولييت بينوش حازت جائزة التمثيل في مهرجان البندقية، وجائزة سيزار أحسن ممثلة، وجائزة الدب الفضي بمهرجان برلين، وكذا أوسكار أحسن دور ثانوي عن تجسيدها لدور الممرضة آنا في فيلم «المريض الإنجليزي» لأنطوني مينكيلا لتصبح ثاني ممثلة فرنسية تحصل عليه بعد سيمون سينيوري. ندوة لجنة التحكيم وقد تميز صباح نفس اليوم بالندوة الصحافية التي عقدها المخرج العالمي مارتن سكورسيزي، رئيس لجنة تحكيم هذه الدورة رفقة كامل أعضاء لجنته التي تتكون من فاتح أكين (تركيا)، باتريشيا كلاركسون (الولاياتالمتحدة)، ماريون كوتيار (فرنسا)، أمات إيسكالانتي (المكسيك)، غولشيفته فرحاني (ايران)، أنوراغ كاشياب (الهند)، بارك تشان ووك (كوريا الجنوبية)، باولو سورينتين (ايطاليا) والمخرجة المغربية نرجس النجار. وتحدث سكورسيزي خلال هذا اللقاء الذي ضم ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والدولية، عن علاقته بالمغرب مذكرا بأنه يحتفظ بذكريات خاصة عن شعب مضياف وعن إعجابه بثقافة بلد صار من محبيه منذ تصوير فيلميه الشهيرين «الإغراء الأخير للمسيح» و»كوندون». وعند حديثه عن الفن السابع الذ ي يعتبر من عمالقته عالميا، قال سكورسيزي «إن السينما واجهة مثالية تفتح العقول والقلوب على تنوع الثقافات الإنسانية»، مضيفا أن الأفلام بحكاياتها وموسيقاها تعكس أنماط حياة وتفكير مختلفة وتوفر فرصة غير مباشرة للتبادل الثقافي بين الشعوب معتبرا أن مهرجان مراكش السينمائي يجسد هذه القيمة من خلال البرمجة المتنوعة التي تسمح بمشاهدة أفلام من قارات إبداعية مختلفة. وفي مقارنة بين سينما الأمس واليوم، اعتبر رئيس لجنة التحكيم أن السينما مرآة وفية لعصرها، مضيفا أن سينما العقود الماضية كانت تعكس هموم عصرها وإيقاعه، وكذلك بالنسبة للسينما اليوم التي تعيش معترك الانتشار الواسع للصور والمعلومات. تكريم النجمة العالمية شارون ستون وقد أكد المهرجان خلال انطلاقه يوم الجمعة الماضي على وفائه للقيم التي تأسس عليها حيث استقطب إليه أسماء وازنة ونجوما لامعة في سماء السينما من كل جهات العالم، كان أبرزهم النجمة العالمية شارون ستون التي أدهشت الحاضرين بلطفها وتواضعها الجم، حيث لم تكتف برد تحية الجمهور الذي كان في انتظارها خارج قصر المؤتمرات، لكنها أصرت على الاقتراب منه ومصافحته يدا بيد، أما بالنسبة لممثلي وسائل الاعلام المرئية العربية والدولية الذين اصطفوا على جنبات البساط الأحمر فانها كانت تجيب على استفساراتهم واسئلتهم بابتسامتها العريضة وروحها المرحة ولحظة تسلمها لدرع المهرجان كانت سعيدة لدرجة انها رقصت للحضور وبدا أن هذه الممثلة القديرة تمتلك سحرا خاصا هو ما كان يمنح السعادة والمتعة لجمهورها العريض عبر العالم حينما كانت تقدم أكثر الأدوار السينمائية تعقيدا. شارون ستون التي وصفها مارتن سكورسيزي ب «النجمة الحقيقية» من طينة كبيرات هوليود التي لا يحق مقارنتها بغيرها من النجوم لأنها لم تقلد أحدا ولم تكن يوما ظلا لغيرها. عهدها الجمهور فنانة متمكنة، تعشق السينما ولا تتهاون في عملها حتى بالأمور الصغيرة، كما يجدها المتتبع لأعمالها متجددة مع كل فيلم جديد، متسلحة دائما بالأداء الصادق والموهبة الفذة والحضور القوي وهي كلها عوامل ساهمت في جعل أفلامها تخترق حدود بلادها نحو الفضاء العالمي الأوسع. وأعربت عن سعادتها بزيارة المغرب، «البلد الذي يتسم بالسلام والأمن»، مشيدة أيضا بمهرجان مراكش كموعد «يجمع بين الثقافات والمواهب الخلاقة، دأبت شارون ستون، منذ بداية مسيرتها الفنية، على تزويد أفلامها بدفقة إنسانية، واستطاعت باستمرار حصد النجاح اعتمادا على حسن اختيارها لأفلامها، كما طورت في كل مرحلة من مراحل حياتها نوعية الأدوار التي تختارها، وظلت من خلالها بطلة متألقة ومتفردة في أدائها. وقالت شارون ستون لدى وصولها الى حفل الافتتاح «انها لحظة حماسية بالنسبة لي فممثلون كبار يكرمونني هذا المساء». وهي النجمة ذات الرصيد الهائل من الأفلام السينمائية والبطولات، وقد حصدت عدة جوائز عن بعضها، معتبرة ان الفن بالنسبة إليها أداة للتعبير الإنساني أورثها نظرة متفائلة للحياة وعشقا كبيرا للحرية. كان أول ظهور لشارون ستون في السينما في فيلم ذكريات صغيرة لوودي ألن (1980)، راكمت بعده لمدة تزيد عن عشر سنوات العديد من الأدوار الثانوية، من ذلك دورها في «مزرعة الرعب لويس كرافن (1981)، و»طلاق في هوليوود» (1984)، و»كنوز الملك سليمان» و»أكاديمية الشرطة» و»مواطنون على دورية» (1987). وكان عليها أن تنتظر بداية سنوات التسعينيات، لتضرب لها الشهرة موعدا بعد لقائها مع المخرج بول فيرهوفن الذي منحها دور قاتلة في فيلم «استدعاء كلي» (1990)، ثم لتلعب بعدها دور الروائية كاترين ترامل في فيلم «غريزة أساسية» (1992)، قبل أن تترشح لنيل جائزة الأوسكار وجائزة غولدن غلوب عن دورها في فيلم كازينو (1995). شاركت شارون ستون أيضا كعضوة لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي في دورته الخامسة والخمسين بعد أن انقطعت فترة عن التمثيل بسبب إصابتها بنزيف حاد في الدماغ ، لتعود في 2003 للعمل مجددا في استوديوهات هوليود، من خلال العديد من الاعمال. وفضلا عن شارون ستون، والممثلة الفرنسية جولييت بينوش، ستكرم المخرج والسيناريست الياباني كوري إيدا هيروكازو، والمخرج والمنتج الأرجنتيني فيرناندو سولاناس، إضافة إلى الفنان المغربي محمد خيي. وتعرف المسابقة الرسمية للدورة 13 للمهرجان مشاركة 15 فيلما تمثل تجارب ومدارس سينمائية مختلفة. وتعد جل الأفلام المنتقاة للمشاركة في المسابقة عبارة عن أعمال أولى أو ثانية، الأمر الذي ينسجم مع رهان إدارة المهرجان على اكتشاف أساليب وتجارب إبداعية جديدة في الفن السابع. المسابقة الرسمية وتحضر السينما المغربية في المسابقة من خلال عملين في إطار الإنتاج المشترك. ويتعلق الأمر بفيلم «حمى» (فييفر) وهو إنتاج مغربي فرنسي من إخراج هشام عيوش. ويشارك في بطولته ديديي ميشون وسليمان الدازي وفريدة عمروش ولونيس تازايرت وتوني هاريسون. أما الفيلم الثاني فهو «خونة» (ترايترز)، من إنتاج مغربي أمريكي، وإخراج شين غوليت. ويلعب بطولة الفيلم شيماء بن عشا، وصوفيا عصامي ونادية نيازا وإدريس الروخ ومراد الزكندي ومرجانة العلوي. وتشمل باقي قائمة أفلام المسابقة الرسمية أفلام «أكان» (مرة أخرى) من اليابان، و»باد هير» من فينزويلا، و»بلو روين» من الولاياتالمتحدة، و»هانغ جونغ جو» من كوريا الجنوبية، و»هوتيل» من السويد، و»الآن، هذه حياتي» من بريطانيا، و»إيدا» من بولندا، و»المسيرة» (لامارش) من فرنسا، و»ميدياس» من الولاياتالمتحدةوإيطالياوالمكسيك، و»ذيغامبلر» من ليتوانيا وليتونيا، و»المسبح» من كوبا وفنزويلا، و»ذوويشفولثينكرز» من إسبانيا و»عاشت الحرية» من إيطاليا. ودعما للمواهب السينمائية الصاعدة، تواصل الدورة تقليدا دشنه المهرجان عام 2010، يتمثل في جائزة الأفلام القصيرة لمدارس السينما، التي يترأس لجنة تحكيمها المخرج نور الدين الخماري. كما يقترح مهرجان مراكش مجموعة من الأفلام خارج المسابقة الرسمية، تعكس تنوع التجارب والرؤى في الإبداع السينمائي العالمي.