يختلف الفيلم الروائي "الفيل الأزرق" عن الأفلام التقليدية التي اعتاد المشاهد رؤيتها، ليمزج بين التشويق والإثارة والغموض بجودة درامية وتقنية عالية، كما جمع عددا من أبرز نجوم السينما المصرية منهم خالد الصاوي وكريم عبد العزيز ونيلي كريم. وكتب سيناريو الفيلم أحمد مراد، الذي كتب أيضا الرواية المأخوذ عنها العمل السينمائي، وهو من إخراج مروان حامد. ويمكن اعتبار الفيلم أنه يتميز عن باقي الأعمال السينمائية المصرية في الآونة الأخيرة، ودلك لكون موضوع الفيلم يختلف عن كل ما شهدته السينما العربية، كما أنهأخذ عن رواية سبق وأن قرأها الكثيرون، التي حاول كاتبها أن يكسر الجو السائد للروايات الواقعية، إذ ركز فيها على الخيال، وشكل توليفة بين ما هو سحري وواقعي. مع فيلم "الفيل الازرق " ، يسجل مجموعة من النقاد أن السينما المصرية لم تكن مستعدة لمثل هذا النوع من الأفلام، لذا فإن ظهوره في هذا التوقيت شكل مفاجأة، بسبب مؤثراته البصرية وإخراجه والفنانين المشاركين فيه.. وفيما يتعلق بالطريقة التي تناول فيها الفيلم الرواية، قال كاتب السيناريو أحمد مراد: "حاولت أنا والمخرج أن نحتفظ بروح الرواية بما لا يخل بموازين الدراما، الأمر الذي شكل تحديا لي، خاصة وأنني كتبت الاثنين". وعن كيفية الابتعاد بالسينما المصرية عن "الأفلام التجارية" التي قد تكون ضعيفة دراميا، قال مراد: "النجاح الحقيقي للفيلم لا يقاس بالإيرادات التي يحققها، لذا فإنه يتعين على المنتجين أن يركزوا اهتمامهم على الأفلام ذات النوعية الجيدة، لأنها هي ما سيجذب المشاهد وبالتالي ستحقق إيرادات كبيرة". أما الناقد المصري طارق الشناوي، فاعتبر أن اقتباس الفيلم عن رواية "لا يعني بالضرورة نجاحه"، مشيرا إلى عدد من العوامل التي ميزت "الفيل الأزرق" وجعلته من "أفضل الأفلام في السنوات العشر الأخيرة". وتابع: "نجاح الفيلم لا يعود كونه مقتبسا عن رواية، فهناك أفلام كثيرة أخرى أخذت عن روايات وباءت بالفشل .. لكن ما يميز الفيل الأزرق أن كاتب الرواية هو نفسه كاتب السيناريو، لذا فإن الرواية كتبت بروح السينما، كما أن اختيار الممثلين كان جيدا جدا". وأضاف: "مروان حامد نجح في إعطاء مفاتيح النجاح لنجم مثل كريم عبد العزيز، فهنا لا نجد ما اعتدنا عليه من الممثلين الذين يحاولون فرض سيطرتهم على المخرج، وإنما نرى عملا مشتركا وجهودا واضحة من مروان وكريم، وبالتأكيد من خالد الصاوي ونيلي كريم اللذين تألقا بأدوارهما".