تقنين «الرقية الشرعية» موكول لثلاث وزارات قال مصطفى الخلفي الناطق، الرسمي باسم الحكومة، إن المعالجة القانونية لوضعية الرقاة الشرعيين تحتاج إلى الاشتغال من طرف مجموعة من الوزارات على رأسها الأوقاف و الداخلية والصحة. وأضاف الخلفي خلال رده على سؤال طرح عليه حول تقنين الرقية الشرعية في ندوة صحفية أعقبت المجلس الحكومي،الخميس الماضي، «أنه ليس لديه ما يضيف في الموضوع، لأن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، سبق أن صرح بأن تقنين الرقية الشرعية يحتاج إلى عمل مشترك بين وزارة الأوقاف وقطاعات حكومية أخرى من بينها الداخلية والصحة». ويشار أنه أثير، مؤخرا ، النقاش حول مسألة تقنين الرقية الشرعية، بعد تسريب فيديوهات جنسية لأحد «الرقاة « ببركان، كان يقوم باستغلال النساء والفتيات اللواتي يلجأن لخدماته جنسيا. وتمت متابعة المعني بعد اعتقاله بتهم ثقيلة منها، « الاستغلال الجنسي، والتحرش الجنسي، والاغتصاب بالعنف، وإقامة علاقة غير شرعية، و استدراج عدة أشخاص تحت الاكراه والتدليس»، بالإضافة الى تهم أخرى تتعلق بالتصوير والتسجيل.
هاشتاغ: اقفلوا حوانيت الرقية أطلق عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة على « الفيسبوك»، للمطالبة بإغلاق محلات ممارسة الرقية الشرعية في المغرب، والتي تحول بعضها إلى تجارة يُستغل بها المواطن العادي. الحملة جاءت بعد تفجر قضية «راقي بركان»، و طالبت، أيضا، بمحاسبة كل متورط في استغلال الرقية الشرعية في أغراض جنسية، بالإضافة إلى النصب على المواطنين بتغريرهم بالشفاء مقابل أموال طائلة. وارتباطا بذات الموضوع ، أفادت مصادر من إنزكان – أيت ملول «أن السلطات الإقليمية شنت حملة واسعة، لإغلاق محلات الرقية الشرعية والحجامة، والشقق المخصصة للتداوي بالأعشاب، والتي لا تملك تراخيص قانونية»، وذلك بعد الانتشار الواسع لهاته الأنشطة خاصة في الأحياء الشعبية، إذ أصبح بعض النصابين يستخدمون وصفات أدوية تهدد حياة وصحة المواطنين، الذين يتوجهون إلى هذه المحلات العشوائية. ووفق نفس المصادر، فإن أول عملية شهدتها شقة أحد «الرقاة»، الذي يقدم خدماته «الدينية والصحية»، حيث أشرفت عليها لجنة مكونة من مندوبية الصحة، والعمالة، والسلطة المحلية، و»ذلك بإزالة لوحات الإعلانات المعلقة على المحلات، واتخاذ كل الإجراءات القانونية في حق المخالفين». ومن المنتظر أن تستمر الحملة على شقق ومحلات الرقية الشرعية والحجامة، التي يتم فتحها أمام العملاء، وتقدم الوصفات الطبية من قبل أشخاص يسوقون لمنتجات مجهولة المكونات، إضافة إلى تقديم خدمات لعلاج الأمراض النفسية والعضوية، في غياب أي رقابة تذكر، حيث أصبحت هذه «الحرفة» مورد دخل سهل للعديد من الدجالين.
الرقية عن بعد.. حين يمارس الدجل عبر الفضائيات وسط زحام القنوات يستوقفك صوت عذب لتلاوة القرآن، فتتوقف للإنصات أو التعرف على قناة جديدة تبث القرآن آناء الليل وأطراف النهار، فتفاجأ بمئات الإعلانات التى تتحرك على الشاشة على خلفية لا علاقة لها بما يجرى أمامك من صور وأرقام تليفونات خاصة بكبار « الدجالين « المتخصصين فى فك السحر والعمل، وأيضا علاج كل أنواع الأمراض المستعصية وغير المستعصية ، مع التركيز على المشاكل «الجنسية» بالرقية الشرعية والأعشاب والوصفات الغريبة، التى لا يعرف مكوناتها أكبر الأطباء وأمهرهم . آيات من الذكر الحكيم فى الخلفية، محتوى جذاب لملايين المتابعين، وعلى الشاشة إعلانات «نصب» صريح، عبر خطة محكمة لبيع الوهم على القنوات الفضائية بطريقة تافهة وسهلة ومضمونة لجنى الملايين. ففي قناة ستجد إعلانا يتم الترويج له على أنه راق يحميك من المس والسحر وغيرها من الأشياء الأخرى. انتشار اللجوء إلى «الرقية الشرعية»، بالشكل الذي هي عليه اليوم، ساهمت فيه بشكل كبير فضائيات «متخصصة». فالرقية كانت تتم بشكل فردي في البيوت قبل أن تصبح لها قنوات فضائية ومحلات متخصصة بعناوين أصبحت معروفة لدى الجميع. عدد من «الرقاة» لا يقدمون أنفسهم بديلا للطب، بل بديلا للشعوذة ، كما يعتبرون أنهم يوفرون خدمة غير موجودة في الحقل العلاجي، من منطلق أن الطب لا يتعامل مع الجن، وهي الأفكار التي يقتنع بها كثير من الناس الذين يلجؤون إلى الرقاة بدل الأطباء؟