ملكة الصورة في المغرب فاطمة الطويل تربعت وحيدة على عرش آلة التصوير اكثر من عشرين سنة حتى اصبحت اسما مرادفا للصورة.. زليخة أسبدون، الريفية الثائرة دوما لم تشرك أحدا في عشقها للريف وحبها لآلة التصوير. ظلت مخلصة لعالمها الخاص بأنانية شديدة. أصابتها عدوى التصوير في جريدة الاتحاد الاشتراكي، فأصيبت فيه بعشق مزمن لازمها لحد اليوم .حفرت اسمها ومكانها بعناد بين الصحافيين المصورين في عالم لا ترحم فيه دقة اللحظة أحدا. وكانت في الموعد في كل المحطات.. تستحق أكثر من تكريم في محطات عديدة وإن كانت تنأى بنفسها عن ذلك صديقتي وزميلتي زليخة.. نقتسم نفس فضاء العمل ونفس الحلم الذي لم يتحقق. ونفس النجاحات ونقتسم الوشوشات أيضا….في يوم تكريمك أقول لك إني أفتخر أني اشتغلت مع صحافية مصورة وحيدة في المغرب، مشاغبة وثائرة وإنسانة مثلك..هنيئا لك. أثر الفراشة لايزول حفيظة الفارسي حين تلتقيها لأول مرة ، يتجاذبك سؤال واحد: من أين ينبعث هذا الضوء؟ من عينها الثانية أم من طاقة خفية لا تُرى؟ وعلى عكس فراشة دوريش «أثر الفراشة لايرى»، يظل أثر زليخة موشوما وبصمتها في كل مفاصل لحظات الوطن، حاضرة. تاريخ من ضوء يتحرك مع كل خطوة، وأرشيف من لحظات مقتنصة بعناية الجرّاح، وبهشاشة القلب أمام قسوة الصورة. لكأني بدرويش يقصدها: «أثر الفراشة لا يزول هو شامَةٌ في الضوء تومئ حين يرشدنا الى الكلماتِ باطننا الدليلُ” تكريم زليخة اليوم، تكريم للإنسانة وللصورة التي تختزل كل عميق. القلب ممهور بمداد الحب، والعين قناصة لا تخطئ طريدتها مهما راوغَتْ. طقْ.. طقْ.. طقْ… لقد فَعَلتْها واصْطَادَتْكَ وفي المرة القادمة: خلي بالك من زوزو. الصدق في عناوينه الكاملة لحسن العسبي صديقتي وزميلتي، الصحفية المصورة زليخة أسبدون، ابنة مدينة الناظور المغربية،، الطيبة في أعلى درجاتها، الصدق في عناوينه الكاملة، الحمية والغضب حين تغضب الريفية الأمازيغية.. فازت بجائزة منظمة العفو الدولية «أمنيستي»، تقديرا لها على مسار طويل لجعل الصورة وثيقة للدفاع عن حقوق الإنسان.. هنيئا لها، لعائلتها، لصديقاتها الكثر الطيبات النبيلات، لأسرتها الإعلامية وللمغرب. مصورة تنحدر من أصابع «إيرا» سعيد منتسب أبدا ليست مولعة بالوقوف تحت الهدوء، فمنذ أصابعها الأولى على أزرار آلة التصوير، احترفت الضوء، فصارت تملك أسبابا شهية لإظهار ما يتوارى خلف الانعكاس. زوليخة، امرأة تصنع بسهام عينيها لحظات تكتظ بالتاريخ، كأنها تنحدر من أصابع «إيرا» وهي تسكب حريرها تحت القدمين لا أعرف لماذا تذكرت مناديل «الماغوط» التي كان يضعها على الرصيف ليصطاد الخيالات، حين أمعن النظر في ما تصنعه زليخة بالوجوه والأحداث والفضاءات. تنتقل بين الظلال والزوايا والسطوح، بدربة لا تحتاج الى أدلاء أو مرشدين كأنها حين تضغط على الزر لتتزود دائما بما يجعل صورها أكثر طراوة.. هنيئا لزليخة هذا التكريم المستحق.. هنيئا لها اعتقالها الرائع للضوء.. وهنيئا لنا لأنها تعيش بيننا..
ورمت في آلة التصوير.. 20 حديقة عماد عادل زليخة الرائعة ..المتعددة بصيغة المفرد.. العاشقة لمهنتها حد الوله .. حين تتواطؤ مع آلة التصوير التي سرعان ما تغدو امتدادا لعينيها الخضراوين .. تذهلك بهذه القدرة الهائلة على التقاط التفاصيل التي لا ينتبه إليها أحد .. هناك دوما شيء ما من زوليخة ومن شخصيتها الثائرة في صورها، هي التي رمت في آلة التصوير 20 حديقة و ألاف الوجوه .. وجمدت على امتداد مسيرتها المهنية لقطات من الزمن ، و لحظات مفصلية في تاريخ الوطن .. هي الحاضرة دوما في المحطات الحاسمة.. تعرف جيدا كيف تبصم أعمالها بمنسوب عال من الانسانية .. لذلك تستحق أكثر من تكريم. عين زوليخة المشاغبة مصطفى الادريسي كلما كان هناك اتصال بيننا ، كانت زوليخة ابنة الريف، تحتج بقلب كبير ، حتى ضحكها ونبرتها في الهاتف أو في المباشر ، توجه معها توبيخا وتسامحا بطفولة بريئة. تحب الصورة ومهنتها حتى الجنون، تقسو على نفسها إن لم تحضر في مناسبة من المناسبات الكبيرة، عاشقة للفن والفنون ، تتسلل لأخذ صورة كفراشة بدون أن تزعج أحدا ، تثير انتباه كل من شاهدها تحمل لعبتها الجميلة وتحضنها بعشق متدفق. صديقة الجميع، لا عداوة لها، حب متدفق ونهر جارف من الأحاسيس الجميلة تجاه من يقدرها ويعاكسها بحنان. أنت كل يوم وكل لحظة مكرمة عندي أيتها المشاغبة . حسن مهني رفيع وحيد مبارك حسّ مهني رفيع وبعد إنساني بديع، هما معا تلامسهما كلما استحضرت الزميلة زليخة أو كنت على علاقة مباشرة معها، كنحلة لاتكلّ ولا تملّ، تنتقل هنا وهناك، تجوب الوطن طولا وعرضا، وتلتقط بحاستها وبحدسها وحسّها الإنساني وبالتجربة التي راكمتها على مدى سنوات طوال، الصورة التي تتطلب توثيقا، ووقوفا متأنيا، ولا تحتمل المرور عندها وعبورها دون اهتمام. زليخة لا تلتقط صورا جامدة فكل صورة لها ستجدها بألف معنى، ولا تختزن حكاية فقط بل هي سلسلة حكايات ممتدة في الزمان ولو اقتصرت على لحظة معنية ومكان بذاته. صور ناطقة دالة، توثق لآلام وجراح، بعضها ظاهري والآخر باطني. صور المغرب الظاهر والمستتر. صور بأكثر من عنوان. اشتغلت مع زميلتي زليخة، وكنا نحرص على التوصل بشأن تفاصيل الصورة التي نريدها لهذا المقال أو ذاك، وكانت دائما في الموعد، تبعث لك بصور تتحدث عن نفسها شأنها في ذلك شان الصور التي تلتقطها بمبادرة منها والتي تحول الجمود إلى حياة. سعيد بتكريمك زميلتي زليخة، بمقدار سعادتي وأنا أتابعك دوما، وأنا في صلة مستمرة بك، مهنية وإنسانية، لكل واحدة منهما قصص كثيرة عصيّة على الحصر والتلخيص… وفية لمبادئها والابتسامة الجميلة لاتفارقها محمد رامي هو تتويج مستحق لمسار طويل العطاء الفني والمهني بسخاء في مجال الصورة قل نظيره في مهنة المتاعب بين النساء، زليخة الصحافية النابضة بالحياة والتي تحضن عدستها بحب أبدي أنتجت ولاتزال تنتج صور توثق للحظة بصدق وبعفوية. هكذا زليخة التي أعرفها منذ التحاقي بجريدة الاتحاد الإشتراكي، اشتغلنا مرارا معا وكانت دائما وفية لمبادئها لاركوع لا استسلام ورغم كل شيء فالابتسامة الجميلة لاتفارقها. دمت متألقة شامخة كما عرفتك الفنانة العصيّة على العراقيل عزيز الحلاج زليخة هاته المرأة الناظورية، زميلتنا المنتصبة القامة في كثير من المواقف الحرجة، المبتسمة رغم ما يصادفها في طريقها المهني من مصاعب، في مجتمع تعلو فيه نسبة الرجال الذين يمتهنون صحافة التصوير على الصحافيات المصورات بكثير، لم تأل جهدا في البحث عن الخبر، وتوثيقه بكاميرتها. ولشد ما يسترعي انتباهي، إبداعها وتفننها في تصوير مشهد من زاوية تنم عن أنها راكمت تجارب في الصحافة والفن والحقوق. إن تكريم الزميلة زوليخة اليوم، لآية على أن لهاته المرأة الفنانة العصيّة على العراقيل، أيادٍ بيضاء ليس فقط على المنبر الذي تشتغل فيه، ولكن أيضا على وطن برمته، وطن لا يتحدث عن النساء المتميزات، إلا ويأت على ذكر زوليخة، لأن لها أعمالا تصويرية مميزة، أعمالا لم تأت من فراغ، وإنما بجهد جهيد وبذل لاينضب. إنتباه في جريدتنا الاتحاد مصورة عبد النبي المساوي زليجة أيقونة التصوير الصحفي، والتي تم تكريمها من قبل منظمة العفو الدولية، كوجه نسائي مدافع عن قيم حقوق الإسنان من خلال مهنتها، فهي التي غطت وعلى مدي ثلاثة عقود بالصورة تظاهرات و مسيرات مؤيدة لكرامة الإنسان، في الصحة و السكن و الشغل و الحرية..ومن أجل ذلك تعرضت للعنيف من قبل الأجهزة الأمنية أثناء قيامها بواجبها المهني، هذا الواجب وهذا العشق للمهنة جعلها ترفض التوظيف في مؤسسات حكومية حين عرض عليها الأمر، ولكونها وجه نسائي دخل غمار التصوير الصحفي، كان لابد أن يجدب لها الأنظار في بداية التسعينيات من القرن الماضي. زليخة تستحقين كل التقدير. مسارٌ بِحَجْمِ خارطة الوطن أحمد العراقي تكريم الزميلة زُليخة أسبدون من طرف منظمة أمنستي تتويجٌ مُستحقّ.. ورَصيدُ الصُوَر الذي راكَمَتهُ مُند اعتناقها ميدان التّصوير يُؤكّد أنّها جديرة بهذا التّكريم. فَرَغمَ عِنادِ الواقع ورَغم كل المُعيقات كانَت زُليخة مُتفائلة في مسارها المهني الطويل.. وكانت دائماً تومِنُ بِأنّهُ سيكونُ لها في يوم من الأيّام موعدٌ مع الفرَح. بِعينِها.. بِحِرَفيّتها وبِأخلاقها كانت تُنسجُ مسارها المُضيء بالذكريات الجميلة مع آلة التّصوير. وزُليخة.. تَحلم فقط بِعَتادٍ مُتكامل لِتحقيق دَورها المهني الذي لم نكتشفهُ بعد. هنيئاً لَكِ العزيزة زليخة بهذا التكريم.. ومُتمنّياتي لكِ بالتّوفيق في تحقيق المزيد من المواعيد مع الفرح.