بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف 3 ماي، ينظم المصور الصحفي الزميل عبد النبي المساوي، مصور جريدة الاتحاد الاشتراكي، معرضه الثاني تحت عنوان «بدون إطار»، وذلك بقاعة العروض التابعة للمركب الثقافي سيدي بليوط بالدار البيضاء، يوم 3الخميسي ماي 2012 ، الافتتاح ابتداء من الساعة السادسة مساء. لحسن العسبي عبد النبي المساوي، مصور انتصر على نفسه.. لأنه راهن على شئ أساسي في مساره المهني، هو التعارك مع الكاميرا كي تصبح معنى وجوده الوحيد.. بمعنى آخر، أصبحت هويته.. أقصد ربما، أكثر من ذلك، صارت عشقه الوحيد.. حين أستعيد شريط علاقتي بالزميل عبد النبي المساوي، منذ حمل آلة تصويره الأولى، هو القادم من دروب المدينة القديمة بالدار البيضاء، ومن جريدة «رسالة الأمة»، قبل الالتحاق بيومية «الإتحاد الاشتراكي»، أستعيد صورة شاب مغربي مسكون بالمقاومة من أجل فرض الذات، وأحيانا بشكل غريزي.. لم تكن الطريق سهلة، ولم يكن هو نفسه رحيما بذاته في بعض الأحيان، لكنه نجح في أن يخلق لنفسه صوته الخاص ضمن جيل جديد من المصورين الفوتوغرافيين المغاربة.. وكانت له خاصيته في ممارسة مهنته، التي لم تخلق له دوما الأصدقاء، بل كانت سببا في منافحات له هنا وهناك.. لكن، قليلا ما انتبه زملاؤه، أنه إنما أراد أن ينحت لنفسه مكانة تحت شمس المهنة وفي الحياة.. وحين تراجع الكثيرون ممن كانوا يقدمون وعدا على احترافية قادمة في مجال الفوتوغرافيا بالمغرب، لهذا السبب أو ذاك، بقي هو صامدا حتى نجح في فرض ذاته اسما جديدا في عالم الصورة الصحفية.. الأجمل، ربما من وجهة نظري الخاصة، أن الزميل عبد النبي المساوي، قد غيرته المهنة كثيرا، وجعلته يتشرب العالم والعلائق بشكل لم يكن ليتحقق له، لو امتهن مهنة أخرى أو قاده القدر إلى سماوات أخرى. وهو التغيير الذي كانت نتيجته البارزة والجميلة أن عينه اللاقطة قد تغيرت من المستوى التقني المحض للصورة الصحفية إلى مستوى الصورة الفوتوغرافية الإبداعية. وهذا مكسب ليس له هو فقط بل للجسم الصحفي الفوتوغرافي المغربي كله. ولعل حرصه على تنظيم ثاني معرض فوتوغرافي لأعماله تحت عنوان «بدون إطار»، إنما يقدم الدليل الأبرز على ذلك. لقد انتصر فيه الفنان على الموظف. والعديد من صور هذا المعرض تقدم العنوان على الرؤية الفنية والجمالية التي يصدر عنها اليوم كفنان فوتوغرافي راكم معرفة في الحياة وفي مهنة التصوير. علما أن من خاصيات المساوي أكيد، انتصاره الدائم لآلات التصوير الاحترافية وليس للآلات التقنية الحديثة. لنترك صوره تتكلم عن نفسها، فهي رسوله الأبقى والأوفى، التي تسكت كل كلام. فهي عنوان عنه، هي رأسماله وقيمته بين الناس. والناس، في يقيني، لا تخطئ قط في حكمها على الجمال.