أكدت منظمة الصحة العالمية، يوم الاثنين 29 أكتوبر، أن تلوث الهواء يؤدي إلى وفاة سبعة ملايين شخص سنويا، من بينهم 600 ألف طفل، معظمهم يعيشون في بلدان فقيرة في آسيا وإفريقيا، وأن 90 في المئة من الأشخاص عبر العالم يتنفّسون هواء غير نقي ومشبع بالسموم. وأوضحت المنظمة التي نظمت مؤتمرا حول تلوث الهواء والصحة بمقرها الرئيسي في جنيف، والذي انطلقت فعالياته أول أمس الثلاثاء وستستمر إلى غاية يومه الخميس، أن تلوث الهواء هو السبب في ثلث الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية وسرطان الرئة وأمراض القلب، مشددة على أن 93 في المئة من أطفال العالم دون 15 سنة، أي حوالي 1.8 مليار طفل، يتأثرون بالهواء السام الذي يؤثر على ذكائهم ويتسبب في وفاة مئات الآلاف منهم سنويا، جراء إصابتهم بالتهابات الجهاز التنفسي السفلي. من جهتها ماريا نيرا، مديرة دائرة الصحة العامة والمحددات البيئية والاجتماعية للصحة في منظمة الصحة العالمية، أكّدت بالمناسبة أن حوالي ربع وفيات البالغين نتيجة لأمراض القلب أو الجلطات أوسرطان الرئة، يمكن أن تعزى إلى تلوث الهواء. وكانت المنظمة قد أكدت في عدد من المناسبات في تقاريرها أن تلوث الهواء يتسبب في حالة وفاة واحدة من كل 9 وفيات في جميع أنحاء العالم، كما يؤدي إلى وفاة 2.2 مليون شخص سنويا جراء الإصابة بالسكتة الدماغية، ووفاة مليوني شخص كل سنة نتيجة الإصابة بأمراض القلب، إلى جانب وفاة 1.7 مليون شخص سنويا بسبب الإصابة بأمراض الرئة والسرطان. وفي المغرب، كانت دراسة قد أعدتها وزارة إعداد التراب الوطني والماء والبيئة سابقا، قد خلصت إلى أن ارتفاع نسبة الدخان الأسود من 9 إلى 87 ميكروغراما بالمتر المكعب، ينتج عنه ارتفاع الوفيات بنسبة 9 %، ونوبات الربو بنسبة 6 %، مع ارتفاع إصابة الجهاز التنفسي لدى الأطفال أقل من 5 سنوات بنسبة 8.37 %. وأشارت المعطيات الرقمية إلى أن تلوث الدارالبيضاء يزيد عن المعايير الدولية ب 2.5 مرة، وأن المواطن البيضاوي يستنشق حوالي 14 مترا مكعبا من الهواء يوميا، غالبا ما يكون ملوثا بمقذوفات وسائل النقل والوحدات الصناعية، علما بأنه في الدارالبيضاء توجد الوحدات الصناعية الأكثر تلويثا في المغرب، وتقدّر كمية الانبعاثات الغازية التي تنفث بالعاصمة الاقتصادية بأزيد من ألفي طن، 50 في المئة مصدرها هذه الوحدات الصناعية. الإحصائيات السابقة المرتبطة بالتلوث، في انتظار الكشف عن أرقام جديدة التي ستكون بدون شك أكثر تلوثا، تشير إلى أنه يجب ألا يتعدى المستوى الأدنى من تلوث الهواء 9 ملغ من الأدخنة السوداء في المتر المكعب من الهواء، بينما في بعض المناطق في البيضاء تجاوز الأمر 87 ملغ في المتر المكعب الواحد، أخذا بعين الاعتبار أن هناك أكثر من مليون وخمسمئة ألف عربة تجوب شوارع البيضاء، الآلاف منها تعدى عمرها 10 سنوات، هذا فيالوقت الذي تنفث فيه وسائل النقل في المدينة سنويا حوالي 1800 طن من كمية الغازات. البروفسور نجيب الجيلالي، أستاذ في كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، وبخصوص مرض الربو الذي يعد من الأمراض التي يساهم التلوث في ارتفاع معدلاتها، أكد في تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي» أنه يجب العمل على تفادي التلوث الذي هو من مسببات المرض، خاصة سواء في الشارع العام أو في المنازل ومقرات العمل، وتفادي المهيّجات، من قبيل التدخين، والحرص على التهوية الجيدة، مع التخلي عن الأثاث والفراش الزائد وعدم استعمال الزرابي والستائر وغيرها من المواد التي تعد بمثابة مشتل للقرضيات ولتجمع الغبار،إذ تتمثل أقوى عوامل الاختطار للإصابة بالربو في استنشاق المواد المهيجة للمسالك التنفسية.