أفاد تقرير جديد لمنظمة الصحة العالمية، أن العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، تصدرت قائمة المدن المغربية الأكثر تلوثا، تليها مدن مراكش، آسفي، طنجة، مكناس، فاس وسلا، مشيرا إلى أن سكان هذه المدن مهددون بالإصابة بالسكتة الدماغية، وأمراض القلب وسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي الحادة. ووضع تقرير منظمة الصحة حول التلوث الهوائي عبر العالم الصادر يوم الجمعة الماضي، البيضاء في مقدمة المدن الأكثر تلوثا في المغرب ب 60 ميكروغراما للمتر المكعب، وهي أصغر وحدة لقياس ذرات الغبار المحملة في الهواء. وفي هذا السياق، كشف الخبير البيئي محمد بنجلون، أن الوضع البيئي بالدارالبيضاء صار مقلقا بالفعل، وأن مستوى تلوث الهواء بها تجاوز الحد المسموح به، مشددا على أن هذه الأوضاع تجعل سكان الدارالبيضاء في طليعة المصابين بأمراض الربو والتنفس والحساسية البصرية والسرطان. وتعيش البيضاء وضعا بيئيا خطيرا، من حيث ارتفاع نسبة التلوث في الهواء، إذا عزا بنجلون ذلك إلى عدة أسباب عديدة، ضمنها تزايد وسائل النقل وما تفرزه من عوادم ملوثة للبيئة التي تسبب في ارتفاع نسبة مادة «الرصاص» في الهواء، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الربو في صفوف الساكنة. من جهته، كشف رشيد الملكي، المدير الجهوي لوزارة الصحة بالبيضاء، أن نحو 17 في المائة في المائة من البيضاويين مصابين بالربو، بسبب الأمراض الناتجة عن تلوث الهواء وانتشار مادة "ديوكسيد الكبريت" التي تصيب الجهاز التنفسي وأمراض أخرى. وفي تصريح صحافي لأحد المصادر الإعلامية، قال بنجلون :"إن المسؤولين المحليين بالعاصمة الاقتصادية بالمغرب لا يرون أن في الأمر خطورة على السكان، رغم أن مستوى مادة -ديوكسيد الكبريت- تجاوزت الحد العالمي الذي صادقت عليه منظمة الصحة العالمية، خصوصا في منطقة عين السبع الصناعية التي تشهد نسبة مرتفعة من التلوث". وأرجع الخبير البيئي أسباب التلوث إلى النشاط الاقتصادي الذي تعرفه المدينة، إذ تمثل 50 في المائة من نشاط المغرب كله، بالإضافة إلى أعداد مهمة من المركبات، فضلا عن مطرح النفايات بمديونة. جدير بالذكر، أن منظمة الصحة العالمية، كانت قد أفادت أن ارتفاع تلوث الهواء في بعض المناطق عبر العالم، يؤثر على سلامة الأشخاص، الأمر الذي يؤدي إلى إلى وفاة أكثر من 3 ملايين شخص في العالم، داعية إلى الحد من انبعاث المداخن الصناعية، واستبدالها باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ومنح الأولوية لوسائل النقل السريع، وشبكات المشي وركوب الدراجات في المدن.