أكدت دراسة كانت قد أعدتها وزارة إعداد التراب الوطني والماء والبيئة بالمغرب، في وقت سابق، بأن ارتفاع نسبة الدخان الأسود من 9 إلى 87 ميكروغراما بالمتر المكعب، ينتج عنه ارتفاع الوفيات بنسبة 9 %، ونوبات الربو بنسبة 6 %، مع ارتفاع إصابة الجهاز التنفسي لدى الأطفال أقل من 5 سنوات بنسبة 8.37%. أرقام تعتبر بمثابة جواب شافٍ عن عامل من ضمن عوامل متعددة تساهم في استفحال أمراض الحساسية في صفوف الأطفال، وتزايد عدد المعرضين لأزمات الربو وتنامي عدد الالتهابات التنفسية عندهم، بالنظر إلى ارتفاع معدل التلوث الهوائي بمجموعة من المدن المغربية وفي مقدمتها مدينة الدارالبيضاء التي يزيد تلوثها عن المعايير الدولية ب 2.5 مرة، إذ يستنشق المواطن البيضاوي حوالي 14 مترا مكعبا من الهواء يوميا غالبا ما يكون ملوثا بمقذوفات وسائل النقل والوحدات الصناعية، لكون العاصمة الاقتصادية تتواجد بها الوحدات الصناعية الأكثر تلويثا في المغرب. لغة الأرقام توضح أن 50 في المئة من هذه الوحدات الصناعية تنفث أزيد من ألفي طن من الانبعاثات الغازية، والحال أن المستوى الأدنى من تلوث الهواء يجب ألا يتعدى 9 ملغ من الأدخنة السوداء في المتر المكعب من الهواء، بينما بعض المناطق في البيضاء تم تجاوز هذا الرقم إلى 87 ملغ في المتر المكعب الواحد، ينضاف إليها تجوال أكثر من مليون وخمسمائة ألف ناقلة تجوب شوارع البيضاء، الآلاف منها تعدى عمرها 10 سنوات، في الوقت الذي تصل كمية الغازات التي تنفثها وسائل النقل في المدينة سنويا حوالي 1800 طن!