ذكر وزير الخارجية الإسباني جوزيب بوريل، أن الرئيس الأمريكي اقترح على بلاده إقامة جدار على طول الحدود مع الصحراء الكبرى لمنع تدفق المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى إسبانيا، شبيه بالجدار الذي ينوي ترامب إقامته على الحدود الأمريكيةالمكسيكية. وكان وزير الخارجية الإسباني يتحدث خلال لقاء عقد الثلاثاء الماضي في العاصمة مدريد، وقالت قناة CNN الأمريكية إنها تتوفر على شريط صوتي لتصريح بوريل بهذا الشأن، كما نقلت عدد من وسائل الإعلام الإسبانية فحوى هذه التصريحات. ولم يشر وزير الخارجية الإسبانية أين قدم ترامب اقتراحه هذا لإسبانيا واكتفى بالقول إنه تم منذ فترة قصيرة. من جهته لم ينف البيت الأبيض هذه التصريحات، واكتفى متحدث باسمه بالقول في حديث إلى قناة CNN: « إذا كنا نؤكد أن الرئيس- دونالد ترامب- علق على التحديات التي تواجهها إسبانيا بخصوص الهجرة أمام المسؤولين الإسبان، إلا أننا لا نتوفر على تسجيل بخصوص هذا التعليق». بوريل كشف أيضا خلال اللقاء المذكور أنه وتعليقا على مقترح ترامب سأل هذا الأخير إن كان يعرف مساحة الصحراء الكبرى، وأن الرئيس الأمريكي أجابه بأنها لا يمكن أن تكون أكبر من الحدود الأمريكيةالمكسيكية، ليوضح له بوريل بأن مساحة الصحراء الكبرى أكبر بكثير من الحدود الأمريكيةالمكسيكية وأنه في جميع الأحوال فهذا الاقتراح غير مجد. وفي تعليق على هذا الموضوع أكد ناطق باسم الخارجية الإسبانية ما جاء على لسان جوزيب بوريل لكنه أردف قائلا «إن مدريد لا تريد أن تعلق على الموضوع». ومعلوم أن الصحراء الكبرى تمتد على طول 4800 كيلومتر، وتعبر عدة دول إفريقية، هي المغرب، الجزائر، موريتانيا، تونس، ليبيا، مصر، ماليتشاد والنيجر، ولا توجد طبعا ضمنها إسبانيا، وفكرة إقامة جدار من طرف إسبانيا يعبر كل هذه البلدان ضرب من الخيال، فمن هي الدولة التي ستسمح لدولة أخرى بإقامة جدار على أراضيها ؟ كما أنه لا يمكن مقارنة ذلك بالجدار الذي ينوي ترامب إقامته على طول حدود بلاده مع المكسيك والتي يبلغ طولها 3200 كلم. وكان الرئيس الأمريكي أعلن غداة انتخابه عن عزمه اتخاذ عدة قرارات تستهدف الهجرة والمهاجرين، وعلى رأسها إقامة جدار على طول حدود بلاده مع المكسيك، بل وأكد أن تكاليف هذا الجدار ستتحملها المكسيك لوحدها، وهو ما رفضه الرئيس المكسيكي بشدة، ومازال هذا الاقتراح يراوح مكانه بعد مرور نصف ولاية ترامب.