اهتزت مدينة طنجة خلال الأسبوع الثالث من الشهر المنصرم على وقع جرائم مروعة، خلفت مصرع ثلاث أشخاص على إثر تعرضهم لاعتداء بالسلاح الأبيض، فيما لازال شخص رابع يصارع الموت بعد إصابته بجروح خطيرة على مستوى العنق، كما أقدم شخصان على اغتصاب سيدة بعد اختطافها على متن سيارة أجرة كانا قد قاما بسرقتها. الجريمة الأولى جرت فصولها بحي بن ديبان الشعبي يوم الخميس 23 أكتوبر المنصرم، راح ضحيتها شاب في عقده الثالث، بعد دخوله في نزاع مع الجاني، انتهى بتلقيه طعنات بالسلاح الأبيض، أردته قتيلا في الحال. يوما بعد ذلك، لفظ شاب، في العشرين من عمره، أنفاسه بمستشفى محمد الخامس، بعد تلقيه لضربات قاتلة بالسلاح الأبيض بحي لالة الشافية على يد أحد محترفي السرقة بالتهديد واعتراض المارة. وفجر يوم السبت الموالي، توفي شخص ثالث بقسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس، متأثرا بطعنات قاتلة تعرض لها، بالقرب من فندق سولازور الشهير بكورنيش المدينة، على يد مجهولين لا زالوا في حالة فرار. وليلة السبت كذلك، شهدت منطقة «الروكسي»، بالقرب من ليسي «رينيون» الفرنسية، جريمة مروعة بعد نشوب نزاع دامي بين شخصين، انتهى بتعرض أحدهما لعملية ذبح بشعة باستعمال سكين من الحجم الكبير، حيث لا زال يصارع الموت بمستشفى محمد الخامس. أما مساء يوم الثلاثاء من ذات الأسبوع، فقد اهتزت المدينة على وقع تعرض سيدة لجريمة اغتصاب بشعة، على يد شخصين قاما باختطافها، وسرقة جميع متعلقاتها، مستعملين سيارة أجرة في تنفيذ فعلتهما المروعة، تبين فيما بعد أنهما قاما بسرقتها، بعدما نجحا في استدراج السائق الذي أقلَهما من الحي الإداري إلى حي العزيب قدور، أحد الأحياء المعروفة بقلة حركية المارة، حيث قاما بسلبه النقود والاستيلاء على السيارة، وبعد تنفيذهما لجريمة الاغتصاب، تركا السيارة المسروقة في حي مسنانة العشوائي. وإذا كانت مصالح ولاية أمن طنجة قد نجحت في توقيف مرتكبي جريمتي قتل ساعات بعد وقوعهما، فيما لازالت تسابق الزمن للوصول إلى باقي الجناة، فإن فظاعة الجرائم التي عرفتها المدينة في أقل من أسبوع أعادت النقاش حول الوضع الأمني بالمدينة، ذلك أن الجهود التي تبذلها المصالح الأمنية أصبحت غير قادرة على محاصرة تفشي الجرائم، في ظل محدودية العنصر البشري و قلة الوسائل اللوجستيكية، مما يحتم على الإدارة المركزية التدخل العاجل لمعالجة هذا الخصاص قبل استفحال الأوضاع وخروجها عن السيطرة.