تحول واد العبيد بجماعة تاكلفت دائرة واويزغت إقليمأزيلال لمصب للمياه العادمة (واد الحار) و مكبا للنفايات المنزلية لعدد من المراكز المجاورة ,و في مقدمتها مركز تاكلفت البالغ عدد سكانها أكثر من 12 ألف نسمة, في غياب لقنوات للصرف الصحي , ,ظهرت قنوات عشوائية تصب مياهها العادمة في مجرى الوادي ,كما أصبح الحل أمام النفايات المنزلية المتراكمة هو رميها في الوادي . كما تنتشر بالوادي عدة نقط لتنظيف الملابس والأغطية يستعمل مرتادوها مواد تنظيف خطيرة على الفرشة المائية. كما يلجأ البعض إلى استعمال الحفر الصحية أو الآبار الدفينة في تصريف مياههم العادمة , هذه الأساليب العملية تتسبب في تلوث المياه الجوفية (عين أدندون), كما يظهر أحيانا قنوات مكشوفة تصب مياهها في الأزقة تنبعث منها روائح كريهة وظهور أعراض مرضية على الأطفال جراء لسعات الحشرات السامة و البيئة المتعفنة المحيطة بهم . ورغم وجود مطرح النفايات المنزلية إلا أن الإمكانيات المتاحة ليست كافية ( شاحنة واحدة و مطرح صغير) أمام الكثافة السكانية المتزايدة , هذا يؤدي إلى ظهور بؤر تلوث تارة على شكل دخان جراء حرق النفايات , أو اللجوء إلى الوادي للتخلص منها . وحسب تصريحات بعض المواطنين فإن مشكل الصرف الصحي بالجماعة ليس وليد اللحظة بل يعود لعشرات السنين رغم الشكايات الموجهة لمختلف المصالح المسؤولة (المجلس الجماعي , المجلس الإقليمي , مجلس الجهة, وكالة الحوض المائي أم الربيع) ,فمشكل مطرح النفايات مثلا لم يعرف حلا إلا بعد الإضراب الذي خاضه سكان الجماعة سنة 2013, ليرى المطرح العمومي للنفايات النور سنة 2014 رغم عدم استكماله للشروط المطلوبة , وفي انتظار حلول لمشكل الصرف الصحي لازال المواطنون أمام حل الحفر الصحية أو الوادي مباشرة رغم وعيهم بخطورته البيئية على صحتهم والثروة المائية. يقول هشام .م وهو أستاذ مادة علوم الحياة والأرض بالثانوية التأهيلية لتاكلفت وفاعل جمعوي بالمنطقة أن مظاهر التلوث بواد العبيد باختلاف أشكالها أدت إلى انتشار أمراض و أوبئة خطيرة و كذلك إلى اختفاء بعض الحشرات والحيوانات البرمائية والأسماك التي كان الوادي معروفا بها ,ويضيف الأستاذ هشام أن بعض جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة دأبت على تنظيم حملات لتوعية الساكنة بأهمية المحافظة على نظافة الوادي والتحسيس بأخطار التلوث,ورغم علمهم ووعيهم بخطورة ذلك فليس أمامهم بديل أخر . يذكر أن مياه واد العبيد تصب في بحيرة بين الويدان, فلكم أن تتصوروا حجم التلوث الذي تعرفه البحيرة إذا أضفنا تلوث وادي أحنصال الذي يمر بكل من مركز زاوية أحنصال و تيلوكيت وأيت مزيغ و جل هذه المراكز تفتقر بدورها لمحطات لتصفية المياه العادمة . ويقول زايد ع و هو رئيس جمعية لصيد الأسماك بالبحيرة أن بعض الأنواع من الأسماك انقرضت من البحيرة بشكل نهائي, و الأنواع الاخرى أصبحت قليلة ' حيث في بعض الأحيان نقضي يوما كاملا دون أن نظفر بسمكة واحدة ,كما يطرح أيضا تساؤلات حول مصير النفايات و المياه العادمة لعدد من المؤسسات الفندقية المطلة على البحيرة. وقد شيد سد «بين الويدان» الذي قام بتصميمه المهندس «أندريه كوين» عام 1950 على وادي العبيد، حيث بني على شكل قوس، ويعد أعلى سد في أفريقيا ومن أكبر السدود من حيث إنتاج الطاقة الكهربائية، ويعد أيضا من أهم المنشآت المائية التي تتوفر عليها جهة بني ملال-خنيفرة .