يخوض مجموعة من سكان جماعة واويزغت المركز، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم أزيلال، اعتصاما احتجاجيا، منذ الأسبوع الماضي، خاصة سكان دوار "آيت شيكر"، فسرته مصادر محلية نتيجة معاناتهم مع المطرح الجماعيبالإضافة إلى ما تشكله النفايات من تهديد لهم، بسبب الروائح الكريهة، والدخان المتصاعد من مكونات القمامة، بعد عملية الحرق، الذي يؤدي إلى اختناق السكان، فضلا عن الأمراض التي تتهدد الأطفال بالدوار، والأضرار التي تخلفها المزبلة، وما يرافق ذلك من انتشار للحشرات والكلاب الضالة، والآثار البيئية الوخيمة على المحيط الاجتماعي لسكان الدوار. وتضيف مصادرنا أن سكان الدوار يطالبون منذ مدة بترحيل المطرح إلى مكان آخر، تكون فيه المواصفات المطلوبة التي لن تؤثر على صحة المواطنين وبيئتهم الجبلية النظيفة، إلا أن ذلك لا يجد آذانا صاغية، رغم الوعود التي تلقوها من طرف الجهات المسؤولة. وقد أكدت مصادر مطلعة ذات علاقة بالملف المطروح، أن مطرحا جماعيا جاهزا بالمنطقة الشرقية لواويزغت، كبديل لحل المشكل الحالي بمنطقة "تاورضة"، إلا أن السكان في هذه الناحية، يرفضون إقامة مزبلة بأراضيهم للأسباب نفسها، فيما تقترح مصادر من الجماعة القروية، البحث عن مكان ثالث، لحل مشكل المطرح الجماعي، وتلبية رغبة السكان في المنطقتين، وبالتالي نزع فتيل الاعتصامات والاحتجاجات، خاصة بعدما اختار سكان "آيت شيكر" التصعيد، بالاعتصام في وسط الشارع عبر بناء خيمة كبيرة، للضغط على الجهات المسؤولة بالسلطة لحل المشكل بشكل نهائي، بعد العديد من الشكايات ولكن دون نتيجة. وكشفت مصادرنا أن اجتماعا انعقد، أول أمس الثلاثاء، بعمالة أزيلال، حضره رئيس الجماعة القروية ونائبه ورئيس جمعية محلية، رفقة مكونات من السلطة، لإيجاد حل للمشكل المطروح، مع العلم أن جماعة واويزغت، تعاني بنية تحتية مهترئة وضعيفة، خاصة داخل المركز ومدخل المدينة على مستوى البنية الطرقية، ومن إشكالية التلوث البيئي، وهو ما عبرت عنه مصادر جمعوية ذات علاقة بتدبير الشأن المحلي، بغياب شبكة للصرف الصحي تستوعب الكثافة السكانية للجماعة وتستجيب لحاجياتها، على اعتبار أن الشبكة الحالية تقليدية. كما أن هناك تعطل محطة تصفية المياه العادمة والخاصة بالصرف الصحي منذ سنة 1985 ومازالت على حالها، ثم إن مياه سائل التطهير تصب في بحيرة "بين الويدان"، عبر قناة تستقبل هذه الأوساخ والنفايات السائلة، في مدخل المدينة وتنساب هذه السيول إلى البحيرة، وهذه كارثة بيئية وسياحية، تؤدي إلى ظهور مجموعة من الأمراض مثل "اللشمانيوز" أو داء "الذبابة الرملية"، وتؤثر على التنوع البيولوجي والنشاط السياحي بالمنطقة، خاصة هواة الصيد السمكي والرياضات المائية، التي تشكل انتعاشا للمدينة اقتصاديا، وتضيف المصادر ذاتها، أن المشكل البيئي أضحى مطروحا بحدة في الجماعة، بسبب تعطل محطة التصفية الخاصة بمياه الصرف الصحي، ومشكل المطرح ونفاياته، التي تهدد البيئة والسكان.