خرج حسن نصر لله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، ينفي وجود أي صلة أو تواصل بين التنظيم اللبناني وبين البوليساريو، معتبرا أن موقف الحزب من نزاع الصحراء قائم على الحياد. وقال نصر لله إن وزير الخارجية ناصر بوريطة حينما توجه إلى العاصمة الإيرانية قبل قطع العلاقات معها، لم يقدم إلا أسماء لشخصيات يفترض أنها قدمت الدعم للبوليساريو، ولم يقدم بشأنها أي تسجيلات أو صورا أو غيرها من الحجج، معتبرا بأن إسرائيل هي من قدمت هذه الأسماء حسب زعمه. غير أن الوثائق والأدلة، ومنها صور تدحض تصريحات نصر لله، تؤكد أن الحزب قدم منذ مدة دعما سياسيا إلى انفصاليي البوليساريو تطور إلى دعم عسكري، وهو ما سبق أن كشف عنه وزير الخارجية ناصر بوريطة بالتفصيل. وشهدت لبنان ندوة تضامنية لدعم البوليساريو بتاريخ 26 نونبر 2016 حضرها وفد ترأسه مصطفى السيد والشيخ ماء العينين لكبير ومصطفى محمد لمين والنانة لبات الرشيد، وهي الندوة التي نظمتها جمعية للتضامن مع البوليساريو يقف حزب نصر لله التابع لإيران وراءها. كما سبق لمواقع إخبارية أن نشرت صورة لاجتماع تنسيقي بين حزب لله التابع لإيران وقياديين انفصاليين وذلك في بيروت، وهي الصورة التي نشرتها مسؤولة انفصالية حضرت الاجتماع على صفحتها بالفيسبوك. الاجتماع التنسيقي المشار إليه حضره عن حزب لله القيادي في الحزب علي فياض وعن جبهة البوليساريو القيادية النانة لبات الرشيد، بالاضافة إلى 5 قياديين آخرين من الطرفين. وعلي فياض يعتبر من الصف الأول في قيادات الحزب والمكلف بالتخطيط وبالجانب الإديولوجي في الحزب، حيث تولى عدة مهام تنظيمية منها تأسيس التعبئة التربوية للحزب سنة 1982، كما تولى مسؤولية الإعلام المركزي، ثم مسؤولا عن لجنة التحليل السياسي في المجلس السياسي، ومسؤولية التخطيط في الحزب. ومن الطرف الثاني، ترأست الوفد القيادية من الصف الأول كذلك في جبهة البوليساريو النانة لبات الرشيد المسؤولة عما يسمى ''دار الطباعة والنشر الوطنية التابعة للجمهورية الوهمية ''، والمعروفة كذلك بنشاطها الدبلوماسي، خاصة في حشد تأييد الأحزاب والمنظمات عبر بقاع العالم. وتؤكد هذه المعطيات أن محاولة نصر لله، المتخصص في نفي كل ما يقوم به حزبه من استهداف دول عربية، لا يمكن أن تقنع كل متتبع لشؤون هذا الحزب-الميليشيا، وقناعاته الفكرية والإيديولوجية وما يقوم به في سوريا والبحرين واليمن ناهيك عن أخذه لبنان كرهينة خدمة لمخططات إيران في المنطقة. وكان المغرب أكد أن العلاقة بين حزب الله والبوليساريو بدأت عام 2016 حين تشكلت ما يسمى ب»لجنة لدعم الشعب الصحراوي» في لبنان برعاية حزب لله، تبعتها «زيارة وفد عسكري من حزب لله إلى تندوف» في إشارة إلى مخيمات «البوليساريو» في الجزائر. واعتبرت المملكة، على لسان وزير خارجيتها، أن حزب الله بدأ ثأره من المغرب، بعد اعتقال قاسم محمد تاج الدين في مطار الدارالبيضاء بناء على مذكرة اعتقال دولية صادرة عن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتهمه بتبييض الأموال والإرهاب. ولفت وزير الخارجية إلى أن حزب لله أرسل بعد هذا الاعتقال «أسلحة وكوادر عسكرية إلى تندوف لتدريب عناصر من «البوليساريو» على حرب العصابات وتكوين فرق كوماندوز وتحضير عمليات عدائية ضد المغرب»، مؤكدا إرسال صواريخ «سام 9» و«سام 11» أخيرا إلى عناصر الجبهة الانفصالية. وتشير المعطيات الواردة حول الصورة أنها التقطت خلال ندوة «تضامنية» نظمتها جهة تعرف ب»اللجنة التضامنية مع الشعب الصحراوي بالمشرق العربي، وهي الندوة التي حضرها وفد من «البوليساريو» البشير مصطفى السيد، القيادي في الجبهة الانفصالية بالإضافة إلى قياديين آخرين كماء العينين الشيخ لكبير المكلف لدى «البوليساريو» بالدول العربية، مصطفى محمد لمين «ممثل جبهة البوليساريو» بالمشرق العربي، وذلك في نونبر من سنة 2016. واعتبر الموساوي العجلاوي، أستاذ العلاقات الدولية بمعهد الدراسات الإفريقية بالرباط، أن التنسيق بين جبهة «البوليساريو» وميليشيا حزب الله ثابت بالأدلة وقد اتخذ المغرب قراره بناء عليها، مبينا في اتصال هاتفي مع «تيلي ماروك» أن «لجنة دعم الشعب الصحراوي، هي الهيئة التي تنسق بين الجبهة والمليشيا اللبنانية بدعم إيراني»، وأن «هذه اللجنة التي تم تأسيسها من أجل توفير امتداد لحزب لله الشيعي في منطقة الساحل والصحراء، تدفع نحو نسخ التجربة المشرقية في الصراع المذهبي من خلال تعبيد الطريق للتشيع بالمنطقة وهو ما يشكل خطرا على المغرب والجزائر على الخصوص».