أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن سكان إقليمتازة وأبناءه البررة كانوا دائما في الخطوط الأمامية لطلائع المجاهدين ضد المستعمر. وأضاف الكثيري، خلال مهرجان خطابي نظم الخميس الماضي بمركز أجدير (إقليمتازة) بمناسبة إحياء الذكرى ال 59 لانطلاق شرارة العمليات الأولى لجيش التحرير بشمال المملكة، أن انطلاق عمليات جيش التحرير بقبائل تازة ونواحيها ضد المستعمر شكل حدثا بارزا تعدت أصداؤه حدود الوطن, حيث خلف خسائر كبيرة في صفوف المستعمر، الذي اهتزت أركانه وأربكت مخططاته من هول وقع الهجومات وضراوة المعارك، مما جعل السلطات العسكرية والأمنية الاستعمارية تطلق على المنطقة الممتدة بين بورد وأكنول وتيزي وسلي اسم «مثلث الموت» من شدة ما لاقت جيوشها من مقاومة شرسة وما تعرضت له من هزائم في المعارك البطولية التي خاضها أعضاء جيش التحرير ضد المستعمر، والمتمثلة، أساسا، في معارك بوزينب والبلوطة وأجدير وتامجونت وتيزي وسلي وتيزي ودرن . وأبرز الكثيري أن التاريخ سجل بعد مرور 45 يوما على انتفاضة أكتوبر 1955 المجيدة، العودة المظفرة لبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه والأسرة الملكية الشريفة إلى أرض الوطن يوم 16 نونبر 1955 ، ليزف إلى شعبه الوفي بشرى بزوغ فجر الحرية والاستقلال . وفي هذا السياق، قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء الجيش التحرير « ونحن نخلد هذه الذكرى المجيدة بكل إكبار وإجلال، فإننا نستحضر أمجاد ومكارم هذا الإقليم المجاهد ونستعيد إسهاماته الخالدة وأدواره الرائدة في سبيل الحرية والاستقلال، وما كان ذلك ليتحقق لولا العروة الوثقى التي تجمع على الدوام وإلى الأبد بين الشعب المغربي الأبي والعرش العلوي «، مشيرا إلى أن التعريف بهذا الموروث الحضاري « يعتبر أمانة في أعناقنا، لأن تاريخنا أعز ممتلكاتنا، وهو ما يحتم علينا الائتمان عليه وتوثيقه وتدوينه وترسيخ ما يطفح به من دروس بليغة وعبر قيمة في أذهان الأجيال الصاعدة حتى تتربى الناشئة على التحلي بقيم الوطنية الصادقة وشمائل روح المواطنة «. وأشار إلى أن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تعتبر ذكرى انطلاقة عمليات جيش التحرير بشمال المملكة ومثيلاتها من المناسبات الوطنية الغالية، فرصة سانحة لإبراز ما يختزنه تاريخ المملكة التليد من كنوز ثمينة تشهد على ثراء الذاكرة الوطنية الطافحة بالأمجاد والبطولات، وذلك بتنظيم ندوات علمية وأيام دراسية وتشجيع البحث العلمي وإصدار المؤلفات والمنشورات ومواصلة إحداث الفضاءات التربوية والتثقيفية والمتحفية للمقاومة وجيش التحرير، بالإضافة إلى تدوين الرواية الشفوية وتسجيل الشهادات الحية وإطلاق التسميات المرتبطة بالكفاح الوطني على الساحات والمرافق العمومية والمؤسسات التعليمية، وكذا بناء المعالم التذكارية وإنجاز موسوعة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير. وبهذه المناسبة، قام المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء الجيش التحرير ، رفقة عامل إقليمتازة السيد عبد العالي الصمطي وعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والمنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية وشخصيات عسكرية وأمنية، بزيارة مقابر الشهداء الأبرار بكل من تيغزراتين وأجدير وتيزي وسلي من أجل الترحم على أرواحهم الطاهرة.