أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري أن إقليمتازة كان له حضور وازن على الدوام في جميع المحطات النضالية التي كانت الساحة الوطنية مسرحا لها٬ وذلك بانغمار أبنائه في الخطوط الأمامية لطلائع المجاهدين ضد الغزو الاستعماري٬ حيث يحتفظ لهم التاريخ بالشهامة والعزم والإقدام في مناهضة الاحتلال والوجود الأجنبي. وأضاف السيد الكثيري٬ خلال مهرجان خطابي نظم أمس الثلاثاء بمركز أجدير ( إقليمتازة) بمناسبة إحياء الذكرى 57 لانطلاق شرارة العمليات الأولى لجيش التحرير بشمال المملكة٬ أن الذكرى التي يحتفل بها اليوم تشهد على الإسهامات الجليلة لساكنة الإقليم في ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية.
وأبرز أن انطلاقة جيش التحرير بالإقليم جسدت حدثا بارزا تجاوزت أصداؤه وآثاره حدود الوطن٬ لما خلفته هجومات وحدات وقوات المجاهدين من خسائر في صفوف المحتل٬ الذي اهتزت أركانه وتهاوت مخططاته وارتبكت قيادته لدرجة جعلت السلطات العسكرية والأمنية الاستعمارية تطلق على المناطق الممتدة بين مناطق بورد وأكنول وتيزي وسلي " مثلث الموت " من شدة ما لاقته قواتها وجحافلها من مقاومة شرسة وما تكبدته من انتكاسات وضربات موجعة وخسائر ثقيلة في عدة معارك وهجومات.
وأشار السيد الكثيري إلى أن الرقعة الواسعة للمعارك التي عرفتها منطقة الريف عموما وإقليمتازة بوجه خاص شملت عدة مناطق ودواوير اقترن إسمها بالاشتباكات والهجومات كما هو الشأن بالنسبة لبين الصفوف وجبل القرع وبوسكور وتيزي ودران وغيرها٬ وكلها معارك خلفت في صفوف القوات الاستعمارية خسائر مادية وبشرية جسيمة على أيدي المجاهدين المغاربة.
وشدد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء الجيش التحريرعلى أن الذكرى 57 لانطلاق شرارة العمليات الأولى لجيش التحرير بشمال المملكة جسدت ملحمة كبرى من ملاحم البطولة والشهامة والإباء وأنبل صور التضحية والوفاء والترابط المتين بين العرش العلوي الأبي والشعب المغربي الوفي في سبيل الذود عن المقدسات الدينية والوطنية وتحقيق الوحدة الترابية كامتداد لحركة المقاومة التي خاضها المغاربة حينما انتهكت السلطات الاستعمارية حرمة الأمة المغربية ومست مقدساتها بنفي أب الأمة ورمز الوطنية بطل التحريروالاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس٬ قدس الله روحه.
وأكد على مواصلة العمل لصيانة الذاكرة التاريخية الوطنية وأمجاد الكفاح الوطني التي تستلهم منها الناشئة والأجيال الصاعدة أسباب بناء وإعلاء صروح البلاد وتتمسك بأقباسها للذود عن ثوابتها ومقدساتها، وتم بهذه المناسبة أيضا زيارة مقابر الشهداء الأبرار بكل من تيغزارتين وتيزي وسلي وأجدير من أجل الترحم على أرواحهم الطاهرة٬ وعلى الروح الزكية لبطل التحرير المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراهما وأسكنهما فسيح جناته.
كما تم توزيع شواهد تقديرية وتقديم إعانات مالية للمقاومين الأحياء ولأبناء وزوجات المقاومين الذين التحقوا بالرفيق الأعلى عرفانا لما أسدوه في سبيل عزة وحرية هذا الوطن.