من مكر الصدف أن يبرمج لقاء الديربي في غياب بعض نجوم الفريقين، استجابة لانتقالات الميركاتو الشتوي، وأن يظهر المدرب التونسي على دكة الحمر، وفوق هذا وذاك، برمج هذا اللقاء المؤجل عن الدورة العاشرة، متزامنا مع انطلاق شطر الإياب . فبأي وجه سيطل الديربي الذي افتقد بعض توابله، سواء بالمدرجات، أو على رقعة الملعب ؟ عودة مباراة الديربي إلى مركب محمد الخامس، بعد اغترابها في أكثر من مناسبة، ستضفي رونقا خاصا على المدرجات، سيما وأن جمهور الفريقين، اعتاد أن يرسم لوحاته التشجيعية من ( الماكانا وفريميجة ) فيما يشبه التنافس على ترديد الشعارات والتغني بالإنجازات، ولعل عودة الديربي البيضاوي لمعقله، سيحفز الجماهير على الحضور، وسيضخ في اللاعبين حماسا زائدا لتقديم الأفضل . ديربي برهانات متباية وضعية الفريقين على خريطة الترتيب متفاوتة وغير متكافئة، حيث يحتل الرجاء المرتبة الثالثة بسبعة انتصارات وأربعة تعادلات وثلاث هزائم، فيما يتموقع الوداد في الصف الثاني عشر بأربعة انتصارات ومثلها من التعادلات وست هزائم، وهذا ليس مؤشرا لقياس درجات التخمين بنتيجة المباراة، على اعتبار أن كل طرف يسعى للقبض على الفوز، بالنظر لحساسية هذا اللقاء، الذي غالبا ما يحسمه التهيئ النفسي ، فالوداد يطمح في العودة إلى سكة النتائج، عبر بوابة الديربي، والرجاء يراهن على هذه المحطة لتأكيد الذات وتجاوز التطاحنات . وبما أن الجامعة سمحت للفريقين بالاستفادة من خدمات الملتحقين خلال الميركاتو الشتوي، فمن المحتمل جدا ألا يغامر المدربان بالوافدين الجدد في هذه المباراة، لكن اللافت، هو ظهور اللاعب خضروف بقميص الرجاء، وهو الذي كان مؤهلا لخوض هذه المباراة بألوان الفريق الأحمر . وارتباطا بالتركيبة البشرية للفريقين ، فالوداد استعاد اللاعب أصباحي الذي انضم لمعسكر الفريقن بعد غياب طويل بداعي الإصابة، كما استعاد الرجاء نجمه الحافيظي، المعول عليه في مباراة الديربي، فيما ستغيب بعض الوجوه التي كانت مؤهلة لهاته المباراة، كالراقي والياميق .. عن الخضر، وبنشرقي ورابح ..عن الوداد . وفي قراءة سريعة لتاريخ المواجهات بين الفريقين، ما زال الامتياز لفائدة الفريق الأخضر الذي فاز في 34 مناسبة، بينما تفوق الوداد في 29 مباراة وتعادل الطرفان في 59 محطة، وهذه الارقام لا تؤثر على نفسية اللاعبين ، ولا تتخذ مقياسا للتكهن بنتيجة المباراة . صراع تكتيكي اسباني تونسي شاءت الصدف، أن يخوض المدرب التونسي فوزي البنزرتي أول مباراة له مع الوداد، ضد فريق الأمس الرجاء، وهو الذي خبر أجواء ديربيات الدوري التونسي، والديربي المغربي كذلك، هذا المدرب الذي يفضل النهج الهجومي، ركز صحبة مواطنه مناف نابي، خلال المعسكر الإعدادي الذي دام عشرة أيام، على الجانب البدني، حيث برمج ثلاث حصص تدريبية في اليوم، وقد أكد في هذا الصدد، أن أغلب العناصر استعادت الطراوة البدنية، وأضحت جاهزة على كافة المستويات . وحسب المقربين من الإدارة التقنية، فمن المحتمل جدا، أن تعرف التركيبة البشرية للوداد مجموعة من التغييرات، اعتبارا لرحيل بعض اللاعبين، والتعاقد مع آخرين، فضلا عن تأهيل عناصر لم تكن في المفكرة التكتيكية للمدرب السابق عموتة . من جانبه، يحرص المدرب الاسباني غاريدو على ترك مشاكل الفريق جانبا والتركيز على المباراة، التي يعتبرها ذات خصوصيات بالنسبة إليه، وهو الذي تمرس بمباريات الديربي لما كان مدربا لفريق الأهلي المصري . المدرب غاريدو يسابق الزمن من أجل تأهيل اللاعب الحافيضي، اعتبارا للدور الهام الذي يقوم به هذا اللاعب في المنظومة التكتيكية لمدرب الرجاء، هذا الأخير برهن في أكثر من مباراة على كفاءة عالية في قيادة فريقه، رغم الظروف المادية والتدبيرية التي يعاني منها الفريق منذ تولي حسبان الرئاسة . تجدر الإشارة، أن النسخة 123 من الديربي البيضاوي، أوكلت مأمورية قيادتها للحكم الجعفري، الذي مثل المغرب في منافسات الشان .