انطلقت، مساء الجمعة الماضية بالمركب الثقافي بالداخلة، فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الداخلة للمسرح الحساني، الذي نظمه جمعية أنفاس للمسرح والثقافة، واختتمت أمس الاثنين 22 شتنبر الجاري، وذلك تحت شعار "المسرح الحساني وحقوق الإنسان"، بمشاركة عدد من الفرق المسرحية التي تعنى بالثقافة الحسانية، قادمة من مدن العيون، وآسا، وبوجدور، والسمارةوالداخلة. وتم خلال حفل الافتتاح تقديم أغنية رسمية للدورة من إبداع الفنان التروزي، وتنظيم حفل تكريمي لشخصية المهرجان الفنان حسن بديدة. الدورة السادسة لمهرجان الداخلة للمسرح الحساني عرفت إدراج عرض مسرحي عراقي "جوف الحوت" الذي تقدمه إدارة المهرجان ضمن الأنشطة الموازية لهذه الدورة، في إشارة قوية على انفتاح فعاليات المجتمع المدني على تجارب عربية. كما عرفت الدورة عرض ثمانية عروض مسرحية حسانية، تبارت على ست جوائز للمهرجان بالإضافة إلى جائزة النص المسرحي الحساني التي منحتها لجنة التحكيم برئاسة الفنان عزيز موهوب وفق قانون المهرجان، موازاة مع العروض المسرحية، برمجت باقة من الأنشطة الثقافية، وأيضا برمجت ورشات تكوينية في التقنيات المسرحية من تأطير العراقي المتخصص عباس عبد الغني عباس الذي قدم أيضا كتابه "دراسة المسرح" في حفل خاص بالتوقيع. تنظيم هذا المهرجان، الذي يعتني بالثقافة الحسانية، جاء تزامنا مع استعراض النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة خلال ندوة نظمت بجنيف على هامش أشغال الدورة 27 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والتي أكد خلالها المشاركون على وجاهة هذا النموذج كرافعة للتقدم السوسيو-اقتصادي والحكامة المحلية، خاصة من زاوية أهداف الألفية من أجل التنمية. وتضمن برنامج هذه الدورة عروضا مسرحية هي "عرس الدم" من آسا، و"ليام تعرف ذا البيا" و"شوي من ياسر" و"ما زلنا حيين" من العيون، و"الصعلوك" من الداخلة، و"هذا الظهر" من بوجدور، و"بيل وبصمة" و"البحث عن السعادة" من السمارة، بالإضافة إلى عرض مسرحي موازي "جوف الحوت" من العراق. كما نظمت، خلال هذه التظاهرة الفنية، مائدة مستديرة حول "واقع الاحتراف بالأقاليم الجنوبية"، وندوة حول موضوع "نحو سياسة ثقافية هادفة بالصحراء"، وورشات تكوينية في "إعداد الممثل"، وقراءة في كتاب "أشكال الفرجة في التراث الشعبي الحساني"، وحفل توقيع الكتاب المسرحي "دراسة المسرح"، وسهرة فنية كبرى تعنى بالتراث الحساني. في هذا السياق عرضت مسرحيتا "عرس الدم" و"ليام تعرف ذا البيا" مساء السبت لكل من جمعيتي" آسا للسينما والمسرح - آسا" و" الساقية الحمراء - العيون" ، ولقي العرضان المسرحيان الذي احتضنتهما خشبة المركب الثقافي بالداخلة تجاوبا كبيرا من قبل الجمهور الحاضر وثلة من المبدعين والمهتمين بالفعل المسرحي والثقافي مغاربة وأجانب الذين شاركوا في هذا اللقاء الثقافي المتميز. العرض المسرحي الأول "عرس الدم"، وتصل مدته 45 دقيقة، هو من إخراج وتشخيص علية طوير، وسينوغرافيا أحمد بن ميمون، في حين يتولى الإشراف على الإدارة الممثل نبيل العمراوي والإدارة الفنية أحمد بن ميمون. وتتلخص مسرحية "عرس الدم" في كون فتاة تعود لبيت أهلها بعد غياب طويل، لتجد والدها قد توفى، والخادمة التي كانت بمثابة والدتها غادرت البيت، فقررت البقاء فيه لتعيش وحيدة منعزلة عن المجتمع لتتذكر ماضيها التعيس، لكون والدتها لم تتزوج والدها عن حب، مما أدى بأمها إلى الانتحار وذلك منذ زمن بعيد، عاشت الفتاة وحيدة محرومة من حنان الأم وعاطفة الأب، مثقلة بالهموم والأحزان، لتعيش وتكرر نفس القصة التي عاشتها أمها. أما المسرحي الثانية "ليام تعرف ذا البيا"، والتي تصل مدتها 45 دقيقة أيضا، فهي من تأليف كل من المصطفى التوبالي والجمجي بوجمع، وإخراج كل من عالي بنيحيا والجمجي بوجمع، وسينوغرافيا لحبيب المنصوري. ومسرحية "ليام تعرف ذا البيا " هي مسرحية ثنائية يجسدها شخص وضميره باللهجة الحسانية واللغة العربية والتعبير الجسدي، فهذا الأخير حاصل على شهادة الإجازة منذ سنوات طويلة وله وظيفة ونظرا لإهماله وعدم مبالاته للحياة أصيب بالإحباط واليأس والعزلة عن محيطه الاجتماعي، فيبدأ الصراع بينه وبين الضمير الذي سيأتيه مجسدا في شخص ليحاكيه في ماضيه ويجادله في حاضره وينير له مستقبله ليصبح شخصا ذا منفعة لنفسه والمجتمع. هذا وتكونت لجنة تحكيم مهرجان الداخلة للمسرح الحساني في نسخته السادسة، من عزيز موهوب (فنان مسرحي) رئيس اللجنة، وفضيلة بنموسى (فنانة)، وعزيزة الشقواري (أديبة) والطيبي عبد اللطيف (مسرحي) أعضاء للجنة التحكيم، والمختار دهاه (باحث في التراث الحساني) مقرر اللجنة.