قدمت كل من جمعيتي" آسا للسينما والمسرح - آسا" و" الساقية الحمراء - العيون"، أمس السبت، مسرحيتهما "عرس الدم" و"ليام تعرف ذا البيا"، وذلك في إطار فعاليات النسخة السادسة لمهرجان الداخلة للمسرح الحساني المنظم تحت شعار "المسرح الحساني وحقوق الإنسان". ولقي العرضان المسرحيان الذي احتضنتهما خشبة المركب الثقافي بالداخلة تجاوبا كبيرا من قبل الجمهور الحاضر وثلة من المبدعين والمهتمين بالفعل المسرحي والثقافي مغاربة وأجانب الذين شاركوا في هذا اللقاء الثقافي المتميز الذي تنظمه جمعية أنفاس للمسرح والثقافة من 19 إلى 22 من الشهر الجاري بمدينة الداخلة. العرض المسرحي الأول "عرس الدم"، وتصل مدته 45 دقيقة، هو من إخراج وتشخيص علية طوير، وسينوغرافيا أحمد بن ميمون، في حين يتولى الإشراف على الإدارة الممثل نبيل العمراوي والإدارة الفنية أحمد بن ميمون. وتتلخص مسرحية "عرس الدم" في كون فتاة تعود لبيت أهلها بعد غياب طويل، لتجد والدها قد توفى، والخادمة التي كانت بمثابة والدتها غادرت البيت، فقررت البقاء فيه لتعيش وحيدة منعزلة عن المجتمع لتتذكر ماضيها التعيس، لكون والدتها لم تتزوج والدها عن حب، مما أدى بأمها إلى الانتحار وذلك منذ زمن بعيد، عاشت الفتاة وحيدة محرومة من حنان الأم وعاطفة الأب، مثقلة بالهموم والأحزان، لتعيش وتكرر نفس القصة التي عاشتها أمها. أما المسرحي الثانية "ليام تعرف ذا البيا"، والتي تصل مدتها 45 دقيقة أيضا، فهي من تأليف كل من المصطفى التوبالي والجمجي بوجمع، وإخراج كل من عالي بنيحيا والجمجي بوجمع، وسينوغرافيا لحبيب المنصوري. ومسرحية "ليام تعرف ذا البيا " هي مسرحية ثنائية يجسدها شخص وضميره باللهجة الحسانية واللغة العربية والتعبير الجسدي، فهذا الأخير حاصل على شهادة الإجازة منذ سنوات طويلة وله وظيفة ونظرا لإهماله وعدم مبالاته للحياة أصيب بالإحباط واليأس والعزلة عن محيطه الاجتماعي، فيبدأ الصراع بينه وبين الضمير الذي سيأتيه مجسدا في شخص ليحاكيه في ماضيه ويجادله في حاضره وينير له مستقبله ليصبح شخصا ذا منفعة لنفسه والمجتمع. ويتضمن برنامج هذه الدورة كذلك عروضا مسرحية أخرى مثل "شوي من ياسر" و"مازلنا حيين" من العيون، و"الصعلوك" من الداخلة، و"هذا الظهر" من بوجدور، و"بيل وبصمة" و"البحث عن السعادة "من السمارة. وتتكون لجنة تحكيم مهرجان الداخلة للمسرح الحساني في نسخته السادسة، من عزيز موهوب (فنان مسرحي) رئيس اللجنة، وفضيلة بنموسى (فنانة)، وعزيزة الشقواري (أديبة) والطيبي عبد اللطيف (مسرحي) أعضاء للجنة التحكيم، والمختار دهاه (باحث في التراث الحساني) مقرر اللجنة. وستنظم خلال هذه التظاهرة الفنية مائدة مستديرة حول "واقع الاحتراف بالأقاليم الجنوبية"، وندوة حول موضوع "نحو سياسة ثقافية هادفة بالصحراء"، وورشات تكوينية في "إعداد الممثل"، وقراءة في كتاب "أشكال الفرجة في التراث الشعبي الحساني"، وحفل توقيع الكتاب المسرحي "دراسة المسرح"، وسهرة فنية كبرى تعنى بالتراث الحساني.