هناك مغالطة كبيرة منتشرة بخصوص هذا الموضوع، وللأسف الكثير من المواطنين يعتقدون بأن السبب يعود إلى تسرب الغاز مع الماء، علما أن السبب في اختناق الناس ووفاتهم ليس غاز البوتان مع الماء، فهذا خطأ مشاع، بالنظر إلى أن لغاز البوتان رائحة تميزه عن باقي الغازات وبالتالي عند أي تسرب فيمكن للشخص أن يشتمّه ويفطن للأمر. لا شك أننا جميعا لاحظنا أن كل الوفيات بسبب «الشوفو»، تحدث في فصل الشتاء، رغم أننا نستعمله في باقي الفصول، دون أن تسجل وفيات وحوادث من قبيل تلك التي تقع في الشتاء، وهو مايجعلنا نتساءل عن السبب، والجواب يكمن في أنه ليس السخّان الذي يقتل، وإنما القاتل هو الغاز السام أحادي أوكسيد الكربون، فكيف ذلك؟ كلنا نعرف أن نسبة الأوكسجين في الجو هي 21%، وكلنا نعلم أن أي احتراق كامل، يجب له توفر الأوكسجين، وبناء عليه فلنربط هذا المعطى بفصل الشتاء، حيث تكثر حوادث الاختناق، ولماذا لايحس الضحية بأي شيء إلى أن يسقط ميّتا؟ جميعنا نشاهد شعلة صغيرة في السخان، التي يلزمها الأوكسجين من أجل احتراق كامل، لكن عندما يكون جهاز السخان مركّبا داخل المنزل، ويكون فصل الشتاء فإن النوافذ تكون مغلقة، شأنها شأن كل منافذ الهواء، وبالتالي فإن نسبة الأوكسجين داخل المنزل المتمثلة في 21 % تكون تابثة، وعندما يتم استخدام السخان تشرع تلك الشعلة في استهلاك نسبة الأوكسجين المتوفرة التي تتقلّص تدريجيا إلى أن تنتهي، آنذاك لاتنطفئ الشعلة وإنما تنتقل إلى مرحلة أخرى، وهي الاحتراق غير الكامل مع غاز ثنائي أوكسيد الكاربون، وهو يعطينا الغاز السام أحادي أوكسيد الكاربون، الذي لا لون ولارائحة له، لكنه غاز سام ويقتل بسرعة . لهذا ومن أجل تفادي ذلك، يجب تركيب السخان في الفضاءات المفتوحة، في الشرفات أو إلى جانب النوافذ، وعندما يريد الشخص الاستحمام، يجب أن يترك نافذة مفتوحة حتى يدخل الأوكسجين إلى المنزل، وإلى مكان الاستحمام، مهما كان صغيرا لأن الأمر ضروري تفاديا لأوخم العواقب.