أعادت الحصيلة الثقيلة للوفيات الناتجة عن تسممات غاز أحادي أوكسيد الكربون ( 17 وفاة ) بعدد من المدن خلال الأسابيع الماضية وبالخصوص تلك المنبعثة من وسائل التدفئة وسخانات الماء المشتغلة بالغاز، أسئلة الوقاية.. وطرق استعمال هذه التجهيزات داخل المنازل، وعواقب التقليل من المخاطر الكامنة في تسرب هذا الغاز الذي يعرف بأنه لالون ولارائحة ولاطعم له خاصة أن الفاصل الزمني بين التسمم الذي قد يتعرض له شخص والموت قد لايتجاوز 15 دقيقة ، هذا في الوقت الذي تشدد فيه الجهات المختصة على تفادي الأماكن المغلقة، في وضع هذه التجهيزات والوسائل، واللجوء إلى خدمات مختصين في التركيب، واتخاذ جملة من الاحتياطات أثناء وقوع التسممات والتي أكد المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية أن 2346 حالة تسمم منها 21 حالة وفاة سجلت خلال سنة 2013. وفيات بسبب أحادي أوكسيد الكاربون السخانات المائية.. كابوس يطارد المغاربة كل شتاء خلال كل شتاء تتكرر مآسي الوفيات المفاجئة بسبب وسائل التدفئة التقليدية وسخانات الماء التي تشتغل بواسطة الغاز، وتسجل اختناقات وتسممات بالجملة بين المواطنين. وتكشف الأرقام المعلن عنها سنويا خطورة الظاهرة، حيث إن عائلات بكاملها تذهب ضحية موت مفاجئ مجاني وصامت لغاز قاتل أحادي أوكسيد الكاربون ( نسبة التسممات تحدث بالمنزل ب 96,8% حسب دراسة المركز المغربي لمحاربة التسمم). وتقدم معظم حالات الوفيات المسجلة خلال الأسابيع الماضية، كان آخرها وفاة أسرة بكاملها مكونة من ثلاثة أفراد بعين حرودة صورة متطابقة تكاد تتشابه في فصولها وأسبابها لتختلف فقط في المكان. « حفظني الله من الموت ماعرفتش كيفاش طرا كنت كندوش حتا لقيت راسي فالكلينيك ..» هكذا لخص «عبد الرحيم» ألم الحادث الذي كاد يتحول إلى مأساة بعد أن وجد نفسه منذ أسبوع في إحدى المصحات الخاصة بالمحمدية ، وقد نجا من موت محقق نتيجة التسمم والاختناق. عبد الرحيم شعر بصعوبة في التنفس، وبدوار وألم شديد نتج عنه إغماء ، حيث بادر أحد أفراد عائلته بالصدفة ،بعد أن نادى عليه للإسراع بالخروج، إلى إخراجه من الحمام قبل أن ينقله إلى المصحة. مصير عبد الرحيم لم يختلف كثيرا عن المئات من حالات التسمم بواسطة ثاني أوكسيد الكاربون المسجلة عبر التراب الوطني، حيث تشكل أجهزة الاستحمام التي تشتغل بالغاز ووسائل التدفئة التقليدية العامل الرئيسي في وفاة عدد كبير منها فعدد الحالات التي تقع بشكل مفاجئ، بنسبة تصل إلى 98,5 % . المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية يسجل معدل 1500 حالة تسمم بأحادي أوكسيد الكاربون سنويا، وفي كل مائة حالة تسمم هناك وفاة واحدة . وحسب المتخصصة في التسممات بالغاز بالمركز ،رشيدة أغندوس، فقد حصرت عدد حالات الاختناق، المعلن عنها في سنة 2012 ،في 2346 حالة تسمم منها 21 حالة وفاة، وهي تسجل بالخصوص في فصل دجنبر ويناير من كل سنة. في الأسواق الوطنية تعرض كميات كبيرة من أجهزة تسخين الماء تحمل أكثر من علامة تجارية، منها المصنعة محليا، أو تلك المستوردة من الخارج، تتراوح أسعارها في الأسواق سواء بالمحلات المتخصصة في بيع الأجهزة الصحية أو الأسواق الممتازة منها بين 800 درهم إلى حدود ثلاثة آلاف درهم. هذا التفاوت في السعر حسب المهنيين، يرجع إلى طبيعة المكونات الداخلية للجهاز، وكمية النحاس، والأدوات التقنية المعتمدة لضمان أكبر قدر من الوقاية. لكن أخطرها على الإطلاق هي تلك المقتناة من الأسواق العشوائية والمهربة عبر الحدود، ومعظمها من الدول الأسوية، أو من لدن باعة الأثاث المستعمل الذين يعرضون أجهزة بالأسواق الأسبوعية تم جلبها من الدول الأوربية، وبيعها بأثمنة مغرية، تدفع عموما المستهلك وفي غياب مراقبة صارمة لها خاصة من ذوي الإمكانيات المحدودة إلى غض الطرف عن شروط السلامة والوقاية، مما يضاعف من مخاطر التعرض لحدوث تسممات. فمثال " عند رخصو تخلي نصو" يصدق كثيرا على سلع صينية ، تتهم بكونها ذات جودة متدنية، وفي بعض الأحيان قد تكون قاتلة بالنظر إلى المواد والمكونات التي تدخل في تصنيعها. وقد لايسعف تنوعها وتقليد مصنعيها لعلامات أخرى إلى منحها البراءة في حوادث متعددة وتنامي التخوفات والشكوك كان سببها أيضا حوادث الاختناقات بواسطة آلات تسخين الماء والتي خلفت مقتل العديد من الأشخاص بعدد من المدن المغربية " إنهم لايعيرون أي اهتمام لعنصر الجودة والسلامة " يقول سعيد رصاص بالمدينة القديمة بالبيضاء قبل أن يستطرد قائلا » أسباب هذه الحوادث هي أن السخانات ذات العلامة الأسيوية لاتتوفر على غيار أصلي وذي جودة وفعالية كما أن شروط السلامة بعد وقوع تسرب للغاز غير متوفرة خلافا لبعض الماركات التي تلتزم بمعايير السلامة وعلامة الجودة، كما أن لامبالاة المستهلكين بالمخاطر المترتبة عن عدم الصيانة، وعدم اللجوء إلى مختص يفسر في جزء منه ارتفاع ضحايا هذه الأجهزة، دفعت الجهات المختصة سواء منها الصحية أو تلك المختصة في المراقبة إلى ضرورة التأكد من جودة هذه الأجهزة ووجود ضمانات أثناء استعمالها«. الرقمي.. كل المنتوجات التي لا تحترم معايير السلامة يتم حظر تداولها، ويُتابع أصحابها قضائيا. 1 ماهي طبيعة الإجراءات المتخذة من لدن مصالح الوزارة لاستيراد هذا النوع من المنتوجات (السخانات المائية التي تشتغل بالغاز؟ تجدر الإشارة في البداية إلى أن هذه المنتوجات مقننة في إطار النظام الوطني المتعلق بمراقبة سلامة المنتوجات الصناعية والذي يعتمد بالأساس على احترام المواصفات المغربية الإجبارية التطبيق. هذه المواصفات تحدد الشروط الأساسية للسلامة التي يجب أن تتوفر في المنتوجات الصناعية عند الاستعمال العادي لها وتؤكد على ضرورة احترام تعليمات الاستعمال. وتجرى عملية مراقبة المنتوجات الصناعية الخاضعة لهذه المواصفات على مستويين: عند الاستيراد وعلى مستوى السوق الداخلي. وسأكتفي بخصوص هذا السؤال بالإشارة إلى المستوى الأول. فعند الاستيراد يتم أخذ العينات من المنتوجات المستوردة وإرسالها إلى المختبرات المختصة قصد التأكد من مدى مطابقتها لشروط السلامة قبل السماح لها بولوج السوق الداخلي. وبالتالي، فلا يسمح للمنتوجات غير المطابقة بدخول السوق المغربية. وباختصار، فالوزارة تسهر اليوم على تعزيز المراقبة عند الاستيراد. وبالتالي، فحرصا على سلامة سخانات الماء المتداولة في السوق، تُخضع الوزارة كل عمليات استيراد هذه المنتوجات بدون استثناء إلى مراقبة المختبر للتأكد من مطابقتها للمواصفات المعنية. 2 ماهي نوعية المعايير المطبقة على هذه المنتوجات؟ يجدر التذكير في هذا الشأن بأن السبب الرئيسي لحالات الاختناق الناجمة عن استعمال سخانات الماء، يرتبط أساسا بالتركيب الخاطئ لهذه السخانات، حيث إن بعض الناس يستعملونها في ظروف غير ملائمة لأسس اشتغالها، داخل أماكن تفتقر إلى التهوية الكافية حيث لا يتوفر الأوكسجين الكافي لاحتراق الغاز بالكامل، كما تفتقر إلى الوسائل اللازمة لتصريف الغازات المحروقة إلى الخارج، الأمر الذي تؤكده المحاضر الرسمية للمصالح المختصة والتي أكدت أن الحوادث تنتج بالفعل عن مشكل يرتبط بالأساس بعامل التركيب. فغلق الأبواب والنوافذ واستعمال آلات تسخين الماء داخل الحمامات يؤدي إلى تقلص الأوكسجين في الهواء مما يؤدي إلى إنتاج غاز أحادي أوكسيد الكاربون عوض ثاني أوكسيد الكاربون غير المضر. ومعلوم أن غاز أحادي أوكسيد الكاربون هو غاز قاتل ليست له رائحة حيث يصعب الإحساس به في الوقت المناسب. وبما أن المشكل يكمن أساسا في طريقة تركيب سخانات الماء، فقد تبنى المغرب مواصفة خاصة تجبر كلا من المستوردين و المنتجين المحليين لآلات تسخين الماء على وضع عنونة واضحة للتحذير من الخطر. وبناء على هذه المواصفة فكل آلة لتسخين الماء تحمل في الواجهة الإرشادات التالية التي يتعين احترامها: علامة الخطر. انظر إلى تعليمات الاستعمال. يركب من طرف حرفي مؤهل. لايركب في مكان مغلق لا يدخله الهواء من الخارج باستمرار. يجب وضع قناة لتسريب الغازات المحروقة إلى الخارج. وبالتأكيد فإن احترام هذه الإرشادات كفيل بتفادي حدوث أي اختناق بالغاز. 3 كيف تراقب الوزارة هذه المنتوجات بالأسواق الوطنية ، وماذا عن الحملات لتحسيس المستهلك بالمخاطر ؟ على مستوى السوق الداخلي، تجرى عمليات المراقبة على كل المنتوجات الصناعية الخاضعة للمواصفات المغربية الإجبارية التطبيق. وهذه العمليات تتم في كل الأماكن المخصصة للبيع من محلات تجارية وأسواق ومصانع، حيث تؤخذ عينات ترسل إلى المختبرات المختصة من أجل فحصها والتأكد من مطابقتها لشروط السلامة. وعليه، فإن المنتوجات التي لا تحترم هذه الشروط، يتم حظر تداولها، ويُتابع أصحابها قضائيا. وبما أن أسباب الحوادث ترتبط بعدم احترام شروط التركيب، فما علينا إلا الاستمرار في إخبار المستعملين بتلك الشروط. وهذا ما يتم اليوم من خلال وضع علامة إضافية على سخانات الماء. ولأنه قبل عدة سنوات لم نكن نجد علامة التحذير على هذه السخانات، فقد نظمنا مع مستورديها الرئيسيين حملة إشهارية مع flyers و Spot radio و Spot TV. التسممات بغاز أحادي أوكسيد الكاربون تحصد 17 وفاة في أقل من شهر وجدة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة عاش حي السلام بمدينة وجدة يوم الإثنين 30 دجنبر2013 فصول فاجعة العثور على ثلاث جثث من أسرة واحدة لقوا حتفهم اختناقا بسبب تسرب غاز البوتان المتسرب من سخان الماء . وحسب التحريات الأولى فالضحايا الثلاث وهم الأم وابنها وابنتها كانوا بمنزلهم المغلق ،حيث كان لانتشار الغاز السام بسرعة ونتيجة غياب التهوية خاصة وأن قنينة الغاز والجهاز كانا يوجدان بمكان مغلق ،السبب المباشر في زيادة مفعول احتراق غاز واختناق الضحايا الثلاث الذين سقطوا ولم يقووا على مقاومة الرائحة القاتلة التي لم تمهلهم طويلا للبقاء على قيد الحياة. شفشاون: وفاة أستاذة اختناقا بشفشاوة لفظت أستاذة للرياضيات أنفاسها اختناقا بالغاز نهاية شهر دجنبر 2013 بجماعة سيفي نواحي شفشاون. الضحية كانت بصدد الاستحمام بمنزلها قبل أن تباغتها أعراض الاختناق بالغاز حيث نقلت على إثرها إلى المركز الصحي بجماعة سيفي، قبل أن يتم نقلها فيما بعد إلى المستشفى الإقليمي بشفشاون لانعدام طبيب. جهود أطباء المداومة بالمستشفى الإقليمي بشفشاون، لم تكن كافية لإنقاذ الضحية التي وصلت جثة هامدة إلى المستشفى بسيارة إسعاف، عائلتها التي حلت بالمستشفى لم تصدق أن ابنتهم الشابة من مواليد 1980 قد فارقت الحياة نتيجة الغاز السام الذي فتح باب غياب مسألة الخصاص الذي تعرفه جماعة سيفي ونقص في الأطر الطبية. خنيفرة: غاز البوتان يقتل فقيها أضاف غاز البوتان اسم فقيه بخنيفرة لقائمة ضحاياه الطويلة. حيث لقي شيخ في أوائل عقده الثامن، مصرعه اختناقا بالغاز بحي المسيرة الوسطى بداية شهر يناير. مصادر أفادت أن رائحة الغاز المنبعثة من منزل الهالك، أثارت انتباه و مخاوف جيرانه الذين بادروا للاتصال بالوقاية المدنية والتي التحق عناصرها بالموقع على الفور ليكتشفوا العجوز جثة هامدة تحت نوع من الحمامات التقليدية يتم صنعها محليا من مادة القصب. وقد أشرفت السلطات المحلية على نقل جثمان الفقيه إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بخنيفرة لإخضاعها للتشريح الطبي. و هذه الحادثة تأتي في الوقت الذي تشهد فيه مناطق متفرقة من الأطلس موجة برد شديدة، تدفع المواطنين إلى اللجوء إلى وسائل التدفئة دون وعيهم بمخاطرها. تارودانت: مصرع ثلاثة أشخاص ونجاة رضيعة في الأسبوع الأخير من السنة الماضية بدوار شعيب بالجماعة القروية سيدي بوموسى دائرة أولاد تايمة ضواحي تارودانت، لقي ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة، في شخص الجدة في عقدها الخامس من العمر، الأم من مواليد سنة 1990 وطفلتها البالغة من العمر سنة ونصف،(لقوا) مصرعهم اختناقا بغاز سخانة الماء، فيما نقل الأب على وجه السرعة نحو مستشفى الحسن الثاني بأكادير في حالة وصفت بالحرجة، في حين لم تصب رضيعة في أسبوعها الثاني من العمر بأي أذى.اكتشاف الجثة جاء على إثر زيارة مفاجئة لأقرباء الأسرة، وعدم استجابة أهل البيت للزوار بعد عدة طرقات للباب، وهو الأمر الذي لم يعهده الزوار، في حين راودتهم فكرة ولوج المسكن. عند ولوج الزوار البيت كان أول شيء أثار الانتباه، انتشار رائحة الغاز بالمنزل حيث تم العثور بإحدى الغرف على جثث الضحايا. وقد باشرت الفرقة الأمنية تحقيقاتها للوقوف عن الأسباب الكامنة للحادث الذي أودى بثلاثة أشخاص من عائلة واحدة، تقرر على إثرها إحالة الأب والرضيعة ذات الإثنى عشر يوما عن تاريخ ميلادها في اتجاه المركز الصحي بأولاد تايمة لإجراء فحوصات طبية، قبل إحالة الأب في حالة حرجة في اتجاه مستشفى الحسن الثاني بأكادير، فيما تم تسليم الرضيعة التي نجت بأعجوبة من موت محقق لأحد أقاربها. آسفي.. وفايتان في أقل من أسبوع مازالت السخانات المائية التي تشتغل بغاز البوتان تخلف المزيد من القتلى، بحيث عثر على ابن رئيس دائرة جمعة اسحيم بآسفي البالغ من العمر 12سنة فاقدا الحياة بعدما تعرض لاختناق بواسطة غاز البوتان بينما كان يستحم داخل حمام يواجد بمنزلهم بالمدينة الجديدةبآسفي صباح يوم الجمعة الأخير. وحسب المعلومات فإن الطفل كان يستحم بشكل عادي داخل الحمام، ودون أن يشعر بتسرب الغاز السام ليدخل في غيبوبة حيث نقل على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس لتلقي العلاجات الضرورية،لكن لم يكتب له البقاء على قيد الحياة، ولتكون بذلك حالة الاختناق هاته الثانية من نوعها المسجلة مع بداية الشهر الجاري يناير 2014 بعدما أن لقي شاب حتفه بنفس الطريقة والبالغ من العمر 25 سنة والذي يقطن بحي كاوكي بآسفي. عين حرودة: مأساة ثلاث نسوة من عائلة واحدة عاشت ساكنة إقامة أيوب 2 بعين حرودة بعمالة المحمدية في الأسبوع الثاني من شهر يناير، مأساة حقيقية، فلم يكد الليل يرخي سدوله وفي حوالي الساعة التاسعة والنصف ليلا، حتى شاع خبر فاجعة مقتل أم وابنتها وحفيدتها بشقتهن جراء اختناقهن بغاز متسرب من قنينة غاز الحمام حين كانت الزوجة تستحم. فقد ساهم انبعاث غاز أحادي أوكسيد الكاربون من مجمر كانت العائلة تحاول بواسطته تدفئة غرف الشقة من قساوة برودة الطقس التي تعم أجواء المملكة، دون أن تنتبه أي واحدة منهن إلى كون كافة نوافذ الشقة كانت مغلقة بإحكام. وكان الزوج هو من وقف على هول المأساة حين لاحت له جثة ابنته البالغة من العمر 13 سنة مرتدية منامة بمجرد فتحه لباب الشقة، وهي تكافح سكرات الموت قبل أن تلفظ أنفاسها وهي على متن سيارة الإسعاف في الطريق إلى مستشفى مولاي عبدالله بالمحمدية، فيما كانت جثة زوجته البالغة من العمر 52 سنة ممددة بالحمام و جثة حماته، البالغة من العمر 75 سنة مسجاة بغرفة أخرى. سلا: وفاة سائق و خليلته اختناقا بمدينة سلا لقي سائق حافلة لنقل المسافرين من مراكش حتفه رفقة صديقته، اختناقا بتسرب غاز سخانة بأحد المنازل بحي اشماعو بسلا يوم أول أمس الخميس 9يناير الجاري. وكان السائق الذي يقطن بمدينة مراكش ويعمل سائقا للحافلة ، يأخذ من مدينة سلا مكانا للاستراحة من تعب السياقة طول الرحلة، حيث يلتقي بخليلته لبعض الوقت، لكن لم يكن يخطر ببالهما أن وقت الراحة سيتحول إلى رحلة أبدية لهما مع الموت. وفور علمها بالحادث ،انتقلت مختلف المصالح الأمنية والسلطات المحلية إلى مسرح الواقعة ،حيث قامت بمعاينة الجثتين واتخاذ الإجراءات اللازمة للتأكد من هوية الهالكين. طنجة: يلفظان أنفاسهما أثناء النوم في صبيحة الثلاثاء 21 يناير الجاري دخلت الإبنة لتسلم كعادتها على والديها قبل أن تكتشف فاجعة لم تتوقعها، حين وقفت مصدومة أمام جثتي الأم والأب. الحادث وقع بمنزل بحي ظهر الحمام بتراب المقاطعة الحضرية لبني مكادة حيث تم مباشرة إشعار مصالح الأمن بالعثور على جثتين لزوجين داخل غرفة نومهما. البحث الأولي كشف بأن الوفاة كانت نتيجة الاختناق ، بعدما تسرب الغاز من المطبخ ، حين ظل إناء يحتوي على الماء فوق النار ، دون أن يشعر به الضحيتان ، إلى أن خلدا للنوم ، وفارقا الحياة. الضحيتان مسنان وكانا يقيمان بمنزلهما لوحدهما ، ولم يتم اكتشاف وفاتهما إلا بعدما أن لفظا أنفاسهما الأخيرة. * التأكد من سلامة الآلات التي تحمل علامة الجودة والسلامة. * التأكد من مطابقة الجهاز للمعايير المعمول بها على المستوى الوطني، واقتناء ماركة معروفة، خاصة أن وزارة التجارة تضع علامة المربع الأصفر. *عدم اللجوء إلى الأجهزة المستعملة، فما يجب أن يعلمه المواطن أن الجهاز القديم هو خطر قائم ودائم داخل المنزل. * التزام كيفية استعمال هذه الأجهزة، وهي عموما إرشادات تكون مرفقة بالجهاز، ومبينة بوضوح لكافة مراحل التركيب والاستعمال الأمثل. * التأكيد على صيانة أجهزة التسخين مرة في السنة من طرف مهني مختص، وذلك للمراقبة ، وإصلاح العطب عند الاقتضاء. *تجنب وضع سخان الماء في الحمام أو في أي مكان ضيق، خاصة أن هذا العامل يشكل عنصرا حاسما في حدوث التسممات القاتلة. * عند حدوث التسمم يجب وقاية المنقذ لنفسه كي لايصاب بدوره بالتسمم، ثم الإسراع والقيام بتهوية المكان فورا، وذلك بفتح الأبواب والنوافذ. * العمل على توقيف مصدر الانبعاث إذا أمكن، أي باطفاء شعلة الجهاز: * العمل على إخراج المصاب وكل من يوجد بمكان الحادث إلى الخارج. * عدم إشعال النار بمكان الحادث لأن أحادي أوكسيد الكاربون شديد الاشتعال. دراسة: معظم التسممات والوفيات تحدث في فصل الشتاء والنساء على رأس القائمة خلص المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية وفي إطار متابعاته للحالة الوبائية للتسممات بواسطة غاز أحادي أوكسيد الكاربون بالمغرب وفي دراسة منجزة من طرف اختصاصيين وأطباء بالمؤسسة، أنه بعد تحليل للمعطيات في الفترة الممتدة ما بين (1991- 2007)،ل 11488 حالة تسمم تبين بأن 15.8 بالمائة من الحالات يعود سبب تسممها إلى هذا الغاز السام. وسجلت الدراسة أن النسبة العظمى من التسممات تحدث في فصل الشتاء ب 39,4 بالمائة وفي فصل الخريف ب 28,5 ثم خلال فصل الربيع بنسبة 20,5 % وفي فصل الصيف بنسبة 11,5 % . وتحدث التسممات خلال نهاية الأسبوع، بنسبة 47% كما أن معظمها يسجل في المناطق الحضرية بنسبة 13% من الحالات. وبخصوص ترددات حوادث التسمم ضمن التوزيع الجغرافي تشير دراسة المركز إلى أن معظم المناطق تسجل بها هذه الحوادث دون استثناء، وبالخصوص بجهة مكناس تافيلالت متبوعة بجهة طنجةتطوان، وجهة تادلة أزيلال. وعن ظروف التسمم، تظهر المعطيات أن معظم هذه الحالات تقع بشكل مفاجئ، بنسبة تصل إلى 98,5 % في حين أن التسمم بهدف الانتحار لاتتجاوز نسبة 1,5. ففي مجموع 1319 حالة، 886 منها عرفت تسمم شخصين في مكان واحد. 372 حالة لثلاثة أشخاص، ثم 46 حادثا لأربعة أشخاص. أما في فئات الجنس فتعتبر النساء الأكثر عرضة لهذه التسممات، وذلك بحكم وجودهن بالمنزل ومكان حدوث التسمم واستعمالهن لوسائل وأجهزة تعتبر المتسبب الرئسي في التسممات، كوسائل التدفئة، والسخانات وقارورات الغاز..كما أظهرت الدراسة أن نسبة التسممات تحدث بالمنزل ب 96,8% ووسط العمل ب 1,2 وفي الأماكن العامة ب 1,8 .الدراسة سجلت أن من التسممات المنعزلة هي التي تشكل النسبة المهمة من مجموع الحالات ب 75,5 والجماعية ب 24,5 من الحالات. ووصلت المدة الزمنية ما بين التعرض للتسمم والاتصال بالمركز في المتوسط ( ما بين 3,1 إلى 0,2 ساعة) في مدة تتراوح ما بين 15 دقيقة و 27 يوما من لحظة التسمم. بالنسبة للمركز فالمعطيات المحصل عليها والتي شملتها الدراسة المذكورة وتناولت التسمم بواسطة غاز أحادي أوكسيد الكاربون، تعتبر نسبية، ولاتشمل كل الحالات، نتيجة عدم التبليغ عن عدد منها في الحين وغياب نظام للإعلام من شأنه الإحاطة بالظاهرة، هذا بالرغم من تسجيل تقدم في السنوات الأخيرة في التواصل مع المركز والتي مكنت من تقديم الإرشادات والوسائل الكفيلة بمواجهتها وتقديم المعلومات الوقائية بشأنها، مما قلص بنسب كبيرة حدوث مضاعفات أو وفيات. ذ. رشيدة أغندوس اختصاصية في التسممات بالغاز بالمركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية الغاز المتسرب من السخانات .. يمكن أن يتسبب في موت الإنسان في أقل من 15 دقيقة. 1- كيف يتابع المركز التسممات والوفيات المسجلة في الأسابيع الماضية بعدد من المدن بسبب الغاز أحادي أوكسيد الكاربون ؟ في إطار المتابعة المستمرة يتوفر المركز على قاعدة مهمة من المعطيات والمعلومات تهم التسممات الناتجة عن غاز أحادي أوكسيد الكاربون وهي تشمل جميع المناطق بالمغرب بدون استثناء. فالمركز يتوصل بنسبة مهمة من حالات وظروف وأسباب وقوع التسمم حيث وصل عددها خلال سنة 2012 ما مجموعه 2346 حالة تسمم منها 21 حالة وفاة. أما السؤال الذي يثار باستمرار حول كيفية وقوع هذه التسممات، وارتفاع عدد الضحايا وبالتحديد خلال شهري دجنبر ويناير من كل سنة واللذين يتميزان بانخفاض ملحوظ لدرجات الحرارة، مما يجعلها هذا الفصل المدة التي تسجل فيها أكبر عدد من الإصابات. فالأمر يرجع إلى لجوء الأشخاص إلى وسائل للتدفئة التقليدية أو الاستحمام بالمنزل بواسطة سخانات الماء. وبخصوص هذه الأخيرة سواء التي تشتغل بالغاز أو التقليدية فإن غياب منافذ كافية للتهوية بالأماكن التي توجد فيها، يعتبر أحد الأسباب الرئسية لحدوث تسممات، حيث إن النار المشتعلة بالجهاز تقوم بامتصاص الأكسيجين وتقوم بإفراز غاز أحادي أوكسيد الكاربون، والمشكل أن استمرار احتراق الأكسيجين لفترة طويلة وفي المكان المغلق، يلعب دورا في تزايد مخاطر الاختناق. ولأن أحادي أكسيد الكاربون غاز لايعطي أية علامة، فهو بدون رائحة أو لون، يمكن للشخص أن يستشعره ويتخذ الاحتياطات ، فهو يتسرب بشكل صامت ودون إنذار مسبق، خلافا لغاز البوطان الذي يمكن تمييزه عند تسربه من قنينة الغاز. وبالتالي إمكانية التدخل والحد من مخاطره. وتزداد خطورة هذا الغاز عندما يكون الشخص نائما، حيث يتسبب في فقدان الشخص للشعور والاختناق دون أن ينتبه له الآخرون. 2- هناك تفسيرات شائعة بين العموم، تشير إلى أن أسباب وفاة الأشخاص راجع إلى تسرب الغاز مع ماء الاستحمام هل هذا صحيح؟ الغاز المتسرب من السخانات .. لايرى، لايشم ويمكن أن يتسبب في موت الإنسان في أقل من 15 دقيقة. مادام أحادي أوكسيد الكاربون غازا لايمكن تمييزه وينتج عن الاحتراق غير الكامل للمواد العضوية وذلك بسبب نقص الأكسيجين في المكان، فإن مسألة تسربه مع الماء مسألة غير صحيحة، لأن هذا الغاز سريع الانتشار في الهواء فهو يمتص الأكسيجين، حيث أنه يحدث أن يصاب الأشخاص من أفراد العائلة وهم خارج الحمام، قبل أن يصاب الشخص الذي يستحم. ويزداد الأمر خطورة في حالة نومهم، لأنه عادة ما يختار الشخص الاستحمام في وقت متأخر من الليل لكي يتجنب الخروج، حيث يقوم بإغلاق جميع منافذ الهواء في المنزل لكي يتجنب الإصابة بالبرد، لكن دون أن يدرك أن ذلك يساهم في تزايد مخاطر التسمم والوفاة خاصة إذا كان مكان وجود جهاز التسخين في المطبخ أو مكان مغلق بالمنزل. أما سبب اختلاف درجة خطورة التسمم، فهي تقاس، كالتالي، كلما ارتفعت نسبة تركيز الغاز في الهواء المستنشق ومدة التعرض للغاز كلما ازدادت خطورة الأعراض السريرية. فنسبة 0.1 بالمائة من أحادي أكسيد الكربون في الهواء، مميتة خلال ساعة. نسبة 1,0 بالمائة من الغاز مميتة خلال خمس عشرة دقيقة و نسبة عشرة بالمائة، مميتة في أقل من دقيقة واحدة. 3- في حالة التسمم ما الذي يتوجب القيام به لإنقاذ المصاب، وللأشخاص الموجودين بمكان التسمم؟ في البداية وعند حدوث التسمم يجب وقاية المنقذ لنفسه كي لايصاب بدوره بالتسمم، ثم الإسراع والقيام بتهوية المكان فورا، وذلك بفتح الأبواب والنوافذ، والعمل على توقيف مصدر الانبعاث إذا أمكن، أي بإطفاء شعلة الجهاز، ثم العمل على إخراج المصاب وكل من يوجد بمكان الحادث إلى الخارج، عدم إشعال النار لأن أحادي أوكسيد الكاربون شديد الاشتعال. ومن الأعراض التي يشعر بها المصاب، الصداع، الد وخة ، الغثيان، النقص في الرؤية، التشنج، الاضطرابات في التصرف، الإغماء ، الموت. بعد ذلك يجب الاتصال بالمركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، لأن نسبة كبيرة من المواطنين تجهل هذا النوع من التسممات، ولاتتعامل مع المشكل بالكيفية الصحيحة، فالمركز وضع رقما اقتصاديا وهو 0801000180 حيث يمكن استشارة الطبيب المدوام ، وتقديم المعلومات عن التسمم، وظروفه، حيث يقوم المختص بتقديم الإرشادات والنصائح الواجب اتخاذها في هذه الحالة خاصة إذا كانت في البداية، وإذا استدعى الأمر التوجه إلى أقرب مستشفى للحصول على العلاج، ويجب التوجه إلى الطبيب فيما بعد حتى بعد مرور أسابيع على حدوث التسمم للتأكد من عدم ظهور أعراض محتملة. 4- ماهي الإجراءات الوقائية لتفادي التسمم الناتج عن غاز أحادي أوكسيد الكاربون؟ يقدم المركز جملة من الإرشادات والاحتياطات للوقاية من التسمم بواسطة هذا الغاز . ومن جملتها، التأكد من سلامة الآلات التي تحمل علامة الجودة والسلامة، أي التأكد من مطابقة الجهاز للمعايير المعمول بها على المستوى الوطني، واقتناء ماركة معروفة، خاصة أن وزارة التجارة تضع علامة المربع الأصفر على الأجهزة التي تتوفر على معايير الجودة، وتجنب اللجوء إلى الأجهزة المستعملة، فما يجب أن يعلمه المواطن أن الجهاز القديم هو خطر قائم ودائم داخل المنزل. التزام كيفية استعمال هذه الأجهزة، وهي عموما إرشادات تكون مرفقة بالجهاز، ومبينة بوضوح لكافة مراحل التركيب والاستعمال الأمثل. التأكيد من صيانة أجهزة التسخين مرة في السنة من طرف مهني مختص، وذلك للمراقبة من جهة، وإصلاح عطب قد يلحق أثناء فترة الاستعمال لبعض مكونات الجهاز من جهة أخرى. ثم تجنب وضع سخان الماء في الحمام أو في أي مكان ضيق، خاصة أن هذا العامل يشكل عنصرا حاسما في حدوث التسممات القاتلة، علاوة على عدم استعمال الكانون أو قنينة الغاز داخل المنزل بدون تهوية، لأن من شأن ذلك الزيادة في مخاطر احتراق الأكسيجين بنسبة كبيرة، وأخيرا عدم النوم وترك الجهاز أو آلة التدفئة مشتعلة، لأن غاز أحادي أكسيد الكربون هو غاز لاينذر بالرائحة أو الطعم، مما يعقد مسألة الشعور به أو تحسسه. القانون يحمي المستهلك ويمنح له الحق في اللجوء إلى القضاء في حالة الضرر ذ .شمس الدين عبداتي، رئيس المنتدى المغربي لحماية المستهلك 1- كيف تتابعون كمنتدى لحماية المستهلك ظاهرة ارتفاع عدد الوفيات بواسطة أجهزة التسخين بالمغرب ؟ في هذا الموضوع بالذات. وأمام الارتفاع الملحوظ للوفيات بين المواطنين بسبب هذه الأجهزة، نسجل كجمعيات غياب الوعي الكافي بالمشكل لدى المستهلك فيما يتعلق بطرق الاستعمال، ونوعية الأجهزة، وكذا اتخاذ الاحتياطات الوقائية والوسائل الكفيلة بتجنب المخاطر. فللأسف فالمستهلك ونظرا لإمكانياته المحدودة، يلجأ إلى اقتناء سخانات الماء الرخيصة، والتي تستورد من البلدان الآسيوية، وتوزع في الأسواق. وإذا كانت نسبة من هذه الأجهزة تخضع للمراقبة، فإن النسبة المتبقية للأسف تروج على نطاق واسع خاصة بالأسواق العشوائية، أو من لدن باعة الأثاث المستعمل، والذين يقومون ببيع هذه الأجهزة رغم العيوب التي تظهر أثناء استعمالها. كما أن بعض هذه الأجهزة يدخل إلى المغرب بطرق غير مشروعة، عبر الحدود، كما يتم تزوير وثائق الاستيراد، وعلامات المنتوج الأصلي من لدن عينة من التجار الذين يستغلون غياب المراقبة الدائمة، للمتاجرة في هذا النوع من الأجهزة الخطيرة على صحة المستهلك والعمل على ترويجها على نطاق واسع، ومن ثمة تطرح أهمية تشديد المراقبة على الحدود، لمنع ولوج المنتوجات التي تشكل خطرا على صحة المواطنين وهو دور يقع هلى عاتق عدة جهات من وزارة للتجارة، وجمعيات مدنية، وشرطة إدارية. إضافة إلى أهمية الحملات التحسيسية بكل مايتعلق بهذا الموضوع، وتخصيص رقم أخضر مجاني لضمان أكبر قدر من التواصل مع المستهلك. 2 – هل تتوصلون كجمعيات لحماية المستهلك بشكايات في الموضوع بخصوص العيوب أو التجاوزات المسجلة عند اقتناء هذه التجهيزات أو بعد استعمالها ؟ للأسف الشديد، نسجل ضعفا في هذا الجانب، وذلك نتيجة محدودية وعي المستهلك عموما بالأدوات والضمانات الواردة في القانون الخاص بحمايته، والتي توفر له حماية في حالة وجود عيب، وتمنحه مدة زمنية لمراجعة قرار اقتناء أي منتوج استهلاكي خاصة منها المنزلية أو في عدم خضوعه للشروط ومقاييس الأمان. فكل ما يتعلق بالأجهزة المنزلية يمكن أن يكون موضوع متابعة وتدقيق، حيث نطالب بأن تكون تعليمات الاستعمال مكتوبة باللغة العربية، وموضحة بشكل جيد لكل مراحل الاستعمال. كما أن على البائع أن يقدم كافة الشروحات الممكنة للزبون عند اقتنائه للجهاز، لأنه يلاحظ أن باعة يكتفون بمهمة بيع المنتوج دون أن تكون لهم دراية كافية بطرق الاستعمال أو بتخصيص فني للتركيب، خاصة في بعض الأجهزة المنزلية التي تستعمل على نطاق واسع كالسخانات المائية، والتي أظهرت الدراسات أن معظمها يقع نتيجة طريقة التركيب وعدم التقيد بطرق الاستعمال. أما على المستوى القضائي فلم نسجل وجود شكاية أو قضية في الموضوع، بالرغم أن لجمعيات حماية المستهلك، وطبقا لقانون رقم 31-08 المتعلق بتحديد تدابير لحماية المستهلك والمعترف لها بصفة المنفعة العامة أو الحاصلة ،إذنا خاصا بالتقاضي وأن تطلب من المحكمة إيقاف الضرر في حال حدوثه، حيث يمكن القيام بخبرة في حالة الوقوف على عيوب في الأجهزة والمطالبة بالتعويض. السخانات الكهربائية الأكثر أمانا ونسبة الوفيات شبه منعدمة المهندس مصطفى نزيه رئيس مصلحة التجارب على المعدات الكهربائية بالمختبر العمومي للدراسات والتجارب يشير المهندس مصطفى نزيه رئيس مصلحة التجارب على المعدات الكهربائية بمركز الاختبارات والدراسات الكهربائية بالبيضاء، إلى أن السخانات الكهربائية تبقى الأكثر أمانا مقارنة بتلك التي تستخدم الغاز، حيث إن نسبة الوفيات شبه منعدمة هذا بالرغم من أن المستهلك المحلي يتجنبها، نظرا لتكلفة استهلاكها للكهرباء..»، ويضيف نزيه، أنه وأمام القلق الذي يطارد المغاربة بخصوص سخانات الماء ويدفعهم إلى التساؤل الدائم عن شروط السلامة، سواء قبل تفكيرهم في اقتنائها من الأسواق، أو أثناء الاستعمال، قام المركز بتخصيص مختبر متكامل خاص بالسخانات المائية التي تشتغل بالكهرباء مهمته تسليم شهادات المطابقة للمعايير الوطنية (NM 06.6.003) في مجال الجودة الإجبارية المطبقة على كافة المنتوجات التي تلج السوق الداخلية. نزيه لم يخف تشاؤمه من وجود عمليات غش في ترويج عدد من المنتوجات بالأسواق وذلك من خلال تقديم بيانات غير صحيحة حول سعة، الأجهزة المسوقة، وذلك بهدف تحقيق هامش الربح بين المتنافسين في السوق. وبخصوص إمكانيات تسرب التيار الكهربائي عبر المياه ، فقد أكد نزيه أن هذه الأجهزة تتوفر على قواطع تحد من تدفق التيار بعد حدوث عطب. عمليات المراقبة، يؤكد المهندس، تتم بالتنسيق مع جهات أخرى خاصة وزارة التجارة والصناعة، من خلال الانتقال إلى مواقع استيرادها، في الموانئ، للحصول على عينة، قصد إجراء التجارب، قبل أن يتم تسليم شهادات المطابقة، حتى يتمكن أصحابها من ترويجها في الأسواق دون مشاكل. « إننا نتأكد من مدى مطابقة جميع المواد المستوردة على المعايير الوطنية، الإجبارية، فإذا كانت النتائج إيجابية، يمكن الترخيص لها بدخولها إلى السوق، وفي حالة ما ثبت العكس، يتم إرجاعها إلى البلد الأصل» يؤكد المهندس والذي يضيف أن هناك معيارين ، معيار حماية المستهلك وهو إجباري. وفي حالة الوقوف على تزوير أو غش خاصة في منتوج وطني، فإن الوزارة الوصية، تتخذ آنذاك الإجراءات القانونية لمتابعة الشخص أو المؤسسة، وتقديم الملف إلى القضاء. وعموما فكل الأجهزة المستوردة ومن خلال الاختبارات التي يجريها المختبر تتوافق مع معايير الجودة والسلامة المعمول بها في هذا الإطار. انجاز : محمد عارف