في مباراة متحركة ومثيرة، أمن الدافع الحسني الجديدي عبوره إلى نهائي كأس العرش، بعد تخطيه عقبة النهضة البركانية بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، مساء أول أمس الثلاثاء، بملعب العبدي، برسم إياب نصف نهائي كأس العرش. وبما أن المباراة كانت مفتوحة على كل الاحتمالات، فقد كان لزاما على المدربين طاليب والطاوسي تغيير نهجيهما والبحث عن وصفة تكتيكية ناجعة، تمكن فريقيهما من تجاوز حاجز النصف،. ولتعزيز حظوظ الدكاليين في كسب تأشيرة العبور، فقد بادرت إدارة الدفاع بصفة استثنائية إلى توزيع عدد كبير من التذاكر بالمجان على الجمعيات الداعمة والجماعات المحلية المانحة والمستشهرين لحشد التأييد وضمان حضور جماهيري كبير في هاته المباراة الحاسمة، التي أصبحت أوراقها مكشوفة لمدربي الفريقين. وتعاقب على تسجيل أهداف الدفاع الجديدي كل من أيوب نناح (د27)، وبلال المغري (د44 و73)، وعادل الحسناوي (د56)، فيما وقع أهداف نهضة بركان يوسف دايو (د1)، وأيوب الكعبي (د57 و63). وكانت مباراة الذهاب، التي جرت الأربعاء الماضي بالملعب الشرفي بوجدة، قد انتهت بالتعادل السلبي بين الفريقين. وقال رشيد الطاوسي مدرب النهضة البركانية، خلال الندوة الصحافية التي اعقبت اللقاء، إن الفريقين قدما مباراة كبيرة ومستوى تقني عال يشرف كرة القدم المغربية، بحيث عرفت هذه المباراة غزارة في الأهداف وعدة سيناريوهات. فبعدما سجل فريقه الهدف الأول كان هو المتأهل، لكن سرعان ما عاد الفريق الجديدي في النتيجة وأصبح منتصرا وبالتالي اقترب من التأهل، إلا أنه بعد ذلك أدرك فريقه التعادل ليتمسك بمفتاح التأهل، لكن الكلمة الأخيرة كانت للفريق الجديدي الذي انتصر وتأهل. وأشار الطاوسي إلى أن عزيمة لاعبي الفريقين وتحضيرهما الجيد بدنيا وتقنيا وذهنيا هو الذي أعطى لهذه المباراة جمالية كبيرة، وأضاف بأن هذه المباراة شهدت عدة خطط تكتيكية وعدة منظومات للعب، بفعل توفر الفريقين على لاعبين جيدين. فرغم عدم وصول فريقه إلى النهائي، الذي كان هدفا مسطرا، فإنه ربح فريقا تتوفر فيه جميع المواصفات الحديثة من قتالية وتحضير نفسي وذهني وتقني وتكتيكي، مشددا على أنه عندما تتوفر على لاعبين يلعبون في عدة مراكز يمكن تغيير منظومات اللعب في أي لحظة، كما أن الجمهور الجديدي الغفير الحاضر كان حافزا معنويا للاعبيه لتحقيق التأهل، موجها رسالة إلى الجمهور الجديدي من أجل مساندة فريقه، الذي أصبح يحقق نتائج إيجابية في الموسمين الأخيرين. أما عبد الرحيم طاليب، مدرب الدفاع الجديدي، فقد قدم شكره في البداية إلى الجمهور الجديدي الغفير، الذي حضر المباراة، والذي لم يره بهذا الحجم في الموسمين الأخيرين، وكان له الفضل الكبير في مساندة فريقه وتأهله إلى النهاية، مهديا هذا التأهل إلى جميع مكونات الفريق الجديدي. أما من الناحية التقنية، فقد أوضح طاليب أنه كان يعرف الفريق الخصم جيدا، والذي يلعب بخطة 3 – 5 – 2، وهو ما دفعه إلى اللعب بخطة مغايرة لمباراة الذهاب 3 – 4 – 3، وأن اللاعبين كانوا مهيئين نفسيا وذهنيا، مما دفعهم إلى العودة في المباراة بالرغم من سبق الفريق الخصم إلى التهديف، وفي وقت مبكر، والخروج متقدمين في الشوط الأول، أما في الشوط الثاني فلعب بنفس الخطة مع تغيير في بعض المراكز، وبالتالي نجح في امتصاص هجومات الفريق الخصم وتسجيل هدفين، كانا وراء تأهيل فريقه إلى النهائي.