خابت توقعات الناخب الوطني رشيد الطاوسي، وتبخرت أحلامه في تحقيق «نبوءته» بالتأهل إلى الدور الحاسم من التصفيات الإفريقية المؤدية إلى مونديال البرازيل 2014. لقد كان الطاوسي يراهن على منتخب تانزانيا، وآمن بقدرته علىِ ترويض فيلة الكوت ديفوار في المباراة التي جمعتهما زوال يوم الأحد بدار السلام، لكن ما كل شيء يدرك بالتمني، حيث قدمت الكوت ديفوار، من جديد، درسا في الواقعية، وحققت فوزا عريضا، رغم المستوى الجيد الذي ظهر به المنتخب التانزاني. لقد فشل الطاوسي في مهمته على جميع المستويات، وأخلف وعوده التي أعلنها بمجرد تسلمه مهام الإشراف على المنتخب الوطني، وفيما يلي نقدم أبرز محاور هذا الفشل. كأس إفريقيا تكشف المستور قبل التوجه إلى جنوب إفريقيا، أكثر الناخب الوطني من الوعود، وأطلق العنان لكل تعابير الأمل. وبادر إلى إبعاد العديد من الأسماء المجربة، واعتمد على لاعبين من البطولة الوطنية، يفتقدون للخبرة في مثل هذه الاستحقاقات، فكان أن خرج المنتخب الوطني من الدور الأول، أدنى رهانات الطاوسي، الذي كثيرا ما كان يصرح بأنه سيذهب إلى جنوب إفريقيا من أجل إعادة الاعتبار لكرة القدم الوطنية وبلوغ الأدوار المتقدمة. لكن الحصيلة كانت جد ضعيفة، باستثناء الأداء الرفيع في مباراة جنوب إفريقيا، التي انتهت بتعادل (2 - 2) لم يكن كافيا لعبور الدور الأول، فكانت العودة السريعة إلى المغرب. حلم المونديال «يطير» بعد أن تسلم مهمة الإشراف على المنتخب الوطني، وهو ما اعتبره حقه المشروع، بالنظر إلى الألقاب التي حققها سواء مع منتخب الشبان أو مع المغرب الفاسي، وباعتبار أن فاخر والزاكي حصلا على الفرصة قبله، أمطرنا الناخب الوطني بسيل من الأحلام، وكان في مقدمتها المنافسة على بطاقة التأهل إلى مونديال 2014، رغم أنه تسلم المنتخب الوطني وفي رصيده نقطتان فقط، بتعادلين أمام غامبيا والكوت ديفوار، غير أن الحظوظ كانت قائمة وبقوة للمنافسة على بطاقة التأهل، قبل أن تعدم بهزيمة ساحقة بدار السلام أمام تانزانيا (3 -1) وأداء جد متواضع عكس بالملموس ضعف كرة القدم الوطنية على جميع المستويات. الرهان على الغير رغم أن الحظوظ أصبحت جد ضيئلة بعد الهزيمة أمام تانزانيا، غير أن السيد رشيد الطاوسي، فاجأ الجميع بتصريحات اعتبر فيها أن الحظوظ مازالت قائمة وقدم معادلات رياضية بعيدة عن الواقع، وأسقطت من الاعتبار قوة منتخب الكوت ديفوار. راهن الناخب الوطني على فوز تانزانيا على الكوت ديفوار بدار السلام، وفتح فاه مؤكدا بأن هذا المنتخب، الذي «أذلنا»، سيفاجئ المنتخب الإيفواري، وأن نبوءته ستتحقق، لكنه خسر هذا الرهان أيضا. لقد كان علينا الفوز بحصة عريضة على غامبيا، وانتظار خبر سار من دار السلام، قبل أن تنهي فيلة الكوت ديفوار كل شيء، وتلقن الطاوسي درسا في الواقعية، بفوزها العريض أمام تنزانيا، وتنتزع عن جدارة بطاقة العبور. إبعاد خرجة وبوصوفة خطأ مهني جسيم لا أحد يمكن أن ينكر الدور البارز الذي يقوم به العميد الحسين خرجة داخل رقعة الميدان، ففضلا عن الخبرة والتجربة التي راكمها لسنوات، عبر لعبه لأعتى الفرق الإيطالية، فإنه يحظى باحترام كبير داخل المنتخب الوطني، ويمكن أن يكون ذلك الخيط الناظم، وهمزة الوصل بين المدرب واللاعبين بالميدان. غير أن السيد الطاوسي وعكس كل التوقعات، فضل إسقاطه من اللائحة بمجرد ضمان التأهل إلى كأس إفريقيا، بعد فوز عريض على الموزمبيق، لعب فيه خرجة دورا محوريا، شأنه في ذلك شأن بوصوفة، الذي يعد من أبرز نجوم فريق إنجي الروسي، الذي يدور بملايين الدولارات. وعلل الطاوسي ذلك بكبر سنهما وافتقادهما للتنافسية المطلوبة، وأن المنتخب الوطني يتوفر على لاعبين أحسن منهما! وحدة المجموعة في خبر كان قبل المواجهة الثالثة أمام جنوب إفريقيا بالنهائيات القارية، وبعد تعادلين أمام أنغولا والرأس الأخضر، خرج الطاوسي بتصريحات نارية، وأعلن أن بعض اللاعبين خذلوه، وأنهم «دراري صغار»، وليسوا أهلا لحمل القميص الوطني، الذي يحتاج للرجال، فأخرجهم من المباراة الثالثة، التي من حسن حظه لعبتها العناصر الوطنية بالقلب والروح، لكن بعد فوات الأوان. ومن جديد تتكرر نفس الصورة في مراكش خلال مباراة المنتخب الوطني وغامبيا، برسم الجولة الخامسة من التصفيات القارية، حيث انفجر كرسي احتياط المنتخب الوطني، بعد مغادرة كل من بورزوق والقديوي، بمجرد تأكدهما من عدم المشاركة في هذه المباراة، وتوجها مسرعين إلى مستودع الملابس، قبل أن يلحق بهما المدرب المساعد وليد الركراكي، ويعود الثلاثة إلى الملعب، ثم ثورة صلاح الدين العقال للسبب ذاته، في مشهد عكس بالملموس تفكك صفوف المنتخب الوطني على كافة الأصعدة. ليخسر الطاوسي رهان إعادة التلاحم والتناغم إلى المجموعة الوطنية، التي خرجت «مايلة من الخيمة» منذ سنوات.