سيكون المنتخب المغربي أمام خيار واحد ووحيد هو انتزاع ثلاث نقاط الفوز للإبقاء على حظوظه الهشة أصلا في بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه، عندما يستضيف منتخب تنزانيا مساء يوم السبت المقبل بالملعب الكبير بمراكش برسم الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الإقصائية الإفريقية الثالثة المؤهلة للدور الحاسم والأخير المؤهل بدوره إلى مونديال البرازيل 2014. فبعدما وضع نفسه في موقف حرج بخسارته في الجولة الثالثة بدار السلام أمام نفس المنافس 1-3 بعدما كان قد تعادل في الجولتين الأولى مع منتخب غامبيا 0-0 والثانية بمراكش مع منتخب الكوت ديفوار 2-2 لتتقلص حظوظ النخبة المغربية، التي يشرف عليها الإطار الوطني رشيد الطاوسي، بشكل واضح حيث باتت تحتل المركز الثالث برصيد نقطتين، ستشكل هذه المباراة فرصة لرد الاعتبار لكرة القدم الوطنية وإعادة الروح لتشكيلة لازالت تبحث عن توازنها بل لم تتضح معالم جميع خطوطها على بعد يومين من موعد اللقاء وذلك بسبب إعلان العديد من اللاعبين غيابهم لدواعي عديدة من بينها "الإصابات". ويبدو أن المهمة لن تكون سهلة، لكون المنتخب التنزاني، الذي تعادل يوم الأحد الماضي في مباراة ودية إعدادية بالخرطوم أمام نظيره السوداني 0-0، لن يحل بمراكش من أجل النزهة بل للدفاع عن كامل حظوظه خاصة وأنه يحتل المركز الثاني بست نقاط جمعها من فوزين وهزيمة، وسيعمل على تعزيزها ومن خلالها تقوية حظوظه في مواصلة مشوار الإقصائيات بكثير من الثقة. وعلى الرغم من كونها مطالبة بتحقيق الفوز في هذا اللقاء، الذي سيديره طاقم تحكيم من جنوب إفريقيا بقيادة دانييل فريزير بينيث، تبقى آمال المنتخب المغربي مع ذلك معلقة على هدية قد تأتي من بانجول حيث يستضيف منتخب غامبيا، الأخير بنقطة واحدة، منتخب الكوت ديفوار، المتصدر بسبع نقاط والمرشح الأبرز لتمثيل المجموعة الثالثة في الدور الحاسم، ما قد يشكل نقطة انطلاق جديدة في مشوار الإقصائيات خاصة وأن أصدقاء الحارس نادر لمياغري سيستضيفون منتخب غامبيا في الجولة الخامسة قبل التنقل في الجولة السادسة والأخيرة إلى أبيدجان لمواجهة منتخب "الفيلة" في مباراة حاسمة. والأكيد أن الناخب الوطني ومعه العناصر التي سيعتمد عليها، واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم وبأهمية اللقاء وبضرورة اقتناص النقاط الثلاث لأن أي شيء آخر غير الفوز سيقوض وبشكل رسمي آمال وطموحات الجمهور الرياضي المغربي التواق أولا لمحو آثار انتكاسة كأس إفريقيا للأمم الأخيرة بجنوب إفريقيا 2013 وثانيا لطي صفحة الماضي القريب وفتح أخرى جديدة كلها نجاحات تعيد لكرة القدم المغربية مكانتها اللائقة بها على المستويين القاري والعالمي. ويتوقع أن منتخب تنزانيا سيخلق متاعب لمنتخب "أسود الأطلس" بالنظر إلى ما يتوفر عليه من لاعبين متمرسين ومنسجمين ويدركون جيدا أن من شأن الهزيمة أن تبعدهم عن تحقيق حلم بلوغ الدور الحاسم، وبالتالي فإنهم سيسخرون جميع إمكانياتهم البشرية والتقنية للإبقاء على حظوظهم كاملة في التأهل للمونديال البرازيلي. وتتوزع المنتخبات على 10 مجموعات يتأهل بطل كل منها إلى الدور الأخير من التصفيات حيث يلعب كل منتخب مع منافسه ذهابا وإيابا لتحديد المتأهلين الخمسة إلى نهائيات المونديال. وبلغ المنتخب المغربي نهائيات كأس العالم أربع مرات سنوات 1970 و1986 و1994 و1998، وكان أول فريق إفريقي يتجاوز مرحلة المجموعات في النهائيات حيث تأهل لدور ثمن النهاية سنة 1986 بالمكسيك قبل أن يخرج بخسارته 1-0 أمام منتخب ألمانيا.