أكد المركز المغربي لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية، من خلال دوريته الأخيرة، على أنه سجل حالتي إصابة تسمم عند شخص بالغ وطفل، بفعل النيكوتين السائل المستعمل في السجائر الإلكترونية. وأوضحت الدورية التواصلية على أن الأمر يتعلق بشخص بالغ انسكب على يديه السائل المذكور، مما تسبب له في انخفاض في ضغط الدم وخفقان القلب، إضافة إلى طفل يبلغ من العمر 4 سنوات تعرض للتسمم بذات السائل بعد أن تناول جرعة منه. وشدد المركز على ضرورة إبعاد السيجارة الإلكترونية وجميع مكوناتها عن متناول الأطفال، سواء تعلق الامر بانبعاثات النيكوتين الصادرة عنها، أو الخراطيش أ وباقي الإكسسوارات الخاصة بالتعبئة، حاثا على استعجالية إعداد نصوص قانونية لتأطير هذا المجال، سواء تعلق الأمر بالاستهلاك او بالدعاية والترويج لهذا المنتوج. تقرير المركز المغربي لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية يأتي بعد الملاحظات التي أبداها عدد من الأطباء والمتخصصين في مجال الأمراض التنفسية، إذ كانت «الاتحاد الاشتراكي» قد تطرقت للموضوع ضمن ملفها الطبي في وقت سابق، الذين شددوا على مضارها وخطورتها، وإلى الاحتيال الذي يمارس على المستهلكين من خلال تقديمها كسجائر بدون أضرار وبديلة عن السجائر الملفوفة، كما سبق أيضا لمنظمة الصحة العالمية بتاريخ 26 غشت 2014 أن دعت إلى تنظيم بيع واستخدام السجائر الإلكتروني، ومنع تدخينها في الأماكن المغلقة وحظر الإعلان عنها وبيعها للقاصرين. وحذت وزارة الصحة المغربية حذوها أيضا إذ وجهت تحذيرا في هذا الصدد تبعا لمعطيات منظمة الصحة العالمية، التي لم تخلص إلى سلامة استعمال الأجهزة الإلكترونية المقدمة للنيكوتين، إلى جانب أن هذه المنتوجات لا تخضع للمراقبة من قبل أية هيئة وطنية للمراقبة على الصعيد الدولي. ودعت وزارة الصحة جميع المواطنين، خاصة الشباب منهم، إلى اليقظة من المخاطر التي تشكلها السيجارة الإلكترونية، التي تؤثر سلبا على السلوكيات الصحية، والتي قد تؤدي في مرحلة ما إلى الإدمان على التدخين، سيما أن منظمة الصحة العالمية، لم تعتبر السيجارة الإلكترونية بديلا مساعدا للإقلاع عن التدخين، ولا تتوفر على معطيات علمية تثبت سلامة أو نجاعة هذا المنتوج، مشددة على أنها قد تعرض صحة المواطنين للمخاطر الصحية الوخيمة، مثل السرطانات وأمراض القلب والشرايين خاصة، والمثبتة علميا وبشكل قاطع كنتائج مباشرة للتدخين. هذا وقد أشارت ذات الدورية إلى أن مركز محاربة التسممات في الولاياتالمتحدةالأمريكية، سجل 1414 حالة تسمم سنة 2013 بواسطة السائل الإلكتروني للسيجارة، مقابل 651 حالة منذ بداية سنة 2014. وهمت أغلب الحالات فئة الأطفال، إما بسبب اللمس أو تجرع السائل المتضمن في قارورات من ألوان مختلفة داخل السيجارة الإلكترونية. وجدير بالذكر أن السيجارة الإلكترونية تتكون من تركيبة كيميائية، أغلبها مكون من النيكوتين، ومواد كيمائية ومادة «البروبيلين كليكول»، بنسب مختلفة، وهو ما لا يستطيع معه المستهلك التعرف على الكميات التي يستنشقها. وتكمن خطورة النيكوتين في تسببه في تسممات مزمنة، متوسطة إلى خطيرة، منها اضطرابات هضمية ومعوية وتنفسية وعصبية وأحيانا تكون مميتة، كما يمكن أن تحدث التهابات جلدية وأخرى على مستوى العين، فضلا عن تضمنها لمستوى تركيز عال من مادة «البروبيلين كليكول» التي يمكن أن تحدث نتائج سامة، حسب ذات النشرة.