يعتبر المرحوم عبد القادر الراشدي من بين أكبر رواد الموسيقى والأغنية المغربيتين، وأهراماتها، إلى جانب أحمد البيضاوي، عبد النبي الجيراري،عبد الرحيم السقاط، عبد الوهاب أكومي، عبد السلام عامر، محمد بنعبد السلام.. ، وعبقريته جعلته يتبوأ مكانة التربع على كرسي الريادة في مجال اللحن ووضع المقطوعات الموسيقية، فمن جهة وضع الألحان للعديد من القطع الوطنية، الدينية والعاطفية، التي أداها مطربون رواد وخاصة الراحل إسماعيل أحمد الذي شكل معه ثنائيا متميزا، في مجموعة أغاني، نذكرمنها يا مراكش يا وريدة، حبيبي لما عاد، المثل العالي .. ، كما تعامل مع عبد الهادي بلخياط، عبد الوهاب الدكالي في بداياته، محمد علي، عبد الواحد التطواني، وآخرين من الأجيال اللاحقة، كما لحن وأدى القطعة الوطنية المعروفة بنشيد العودة، بمناسبة رجوع الملك محمد الخامس من المنفى. ومن جهة أخرى ساهم إسهاما كبيرا في ميدان الموسيقى الصوفية، واهتم بتأليف مقطوعات خالدة ومجموعة معزوفات اعتبرت تحفا نادرة، من بينها، الربيع- عواطف – فرحة غانا، بهجة غينيا .. ،وتبقى الأكثر شهرة وذيوعا والخالدة التي لا تبلى هي رقصة الأطلس، التي اشتهرت داخل المغرب وبالعالم العربي وغيره، واكتسحت كل مكان اكتساحا كبيرا، حتى أن هناك أجواقا موسيقية تفتتح بها الحفلات، نظرا لما تتسم به من عذوبة وخفة وأصالة. هذه الرائعة وفي عز الكفاح الوطني من أجل نيل ألمغرب للحرية والاستقلال، لحنها الراشدي وأداها سنة 1948 ، بإلحاح من الوطني الغيور عثمان جوريو، وهو أحد الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944، أداها بمخيم عين خرزوزة بالقرب من مدينة أزرو، عازفا على العود ، صاحبته أصوات أطفال تلامذة مدرسة محمد جسوس الوطنية، كان ذلك بحضور رواد من الحركة الوطنية من بينهم الشهيد المهدي بنبركة، والزعيم الاتحادي عبد الرحيم بوعبيد . معزوفة ستبقى خالدة، وسيظل عبد القادر الراشدي مرجعا مهما وخزانة موسيقية وغنائية لا تبلى.