انتهى الزمان الذي كنا نفتخر فيه بقضائنا يوما في مسبح النادي المكناسي .. وأصبح طيف الذكريات الجميلة في هذا الفضاء بعيدا إلى درجة استحالة أن تفكر ولو مجرد تفكير في أن يسترجع هذا النادي جزءا من ذاك الرونق، وذاك العز الذي كان يجعل المنخرط والزائر تلقائيا يتحلون بأكبر قسط من سمو الأخلاق والتربية .. وبذلك حافظ النادي على مدى عقود من الزمان على هيبته ووقاره، تماما كما حافظ على تصدره قائمة الانتصارات والبطولات في كل أنواع السباحات .. وذلك بفضل ما أنجبه من أبطال وبطلات، لا يمكن للسباحة الوطنية أن تنساها، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر علال العوام، حسن الزاكي، الحسنية الزاكي، آل بنهلال عبد الحق، عبد اللطيف، توفيق، رشيد عيوش، عقيل عبد اللطيف، ادريس بنعلي، الصادقي لحسن، ميابان حميد، التضمين توفيق، نجم جمال ... يضاف إلى ذلك فريق كرة الماء الذي تربع على كرسي البطولة المغربية سنوات وسنوات ، بفضل أسماء بصمت هذه الرياضة بأناقة ومهارات وفرجة غير مسبوقة .. يحضرني منها اسم اللاعب الأنيق حميد بنهلال، والحارس الدولي مصطفى الباز، واللاعبين المرموقين عبد اللطيف عقيل، وعبد الحق بنهلال .. هذا الإشعاع الرياضي لم يبق مقتصرا على رقعة الوطن، بل فرض الفريق نفسه على المستوى الدولي .. حيث صار فضاء النادي يحتضن مرة في السنة وعلى مدى سنوات، المنافسة الدولية بين أبطال النادي ونجوم السباحة العالمية، وخاصة في جبل طارق، حطمت خلالها العديد من الأرقام القياسية .. ماذا بقي لنا اليوم ؟؟ الحقيقة أنه لم تبق أمامنا إلا منجزات وهمية .. ندعي من خلالها أننا أبطال للمغرب ؟؟ لكن في ظل أية منافسة ؟؟ بل وماذا ننجب اليوم من أسماء قد تخلد ذكرى السلف، وتبشر بتألق الخلف ؟؟ الحقيقة والمحصلة لا شيء .. ليس لأن المدينة عقيمة .. أو لأن البنية التحتية منعدمة .. لا ، هذا كله ورغم ما يتهدده من تخريب فهو متوفر الآن .. لكن غير المتوفر ، هو الإرادة والرغبة في استرجاع أمجاد الماضي .. ؟؟ لأن هذه الرغبة والإرادة ، قد تم الاستعاضة عنهما بالتهافت على المسؤوليات لتحقيق المنافع الذاتية، ليس إلا. ولنبدأ بالبنية التحتية، فكل عمل ينشد أهله النجاح ومراكمة الايجابيات، لا بد وأن تحظى البنية التحتية الملائمة بأوفر حظ من الاهتمام .. وهنا، وبدون مواربة، يمكن القول إن المسؤولين الحاليين لم يحافظوا على ما تسلموه من بنيات، فأحرى أن يطوروها .. وإذا قصرنا الحديث على الحرص على سلامة المياه من الطفيليات، حماية للسباحين .. فإن كل ما يمكن أن يقال من إنجازات في المجال، هو مردود على أصحابه، لسبب بسيط وهو عدم إخضاعه للدراسة الفنية القبلية، والتي حل محلها المزاج والعشوائية بديلا عن العلمية، فماذا كانت النتيجة ؟؟ القاعة التقنية المتحكمة في المصفيات الأربعة والعشرين، ورغم أنه لم يمض على إنشائها أكثر من سنة، فإن اثنتي وعشرين مصفاة منها تعطلت، ولم تبق إلا اثنتين ؟؟ وهذا ما أعطى فرصة " الانتعاش " للطفيليات والطحالب، تدل عل ذلك جدران المسبح المليئة بالخز ؟؟ ولون المياه الذي استحال إلى أخضر، يقترب من المستنقع منه إلى المسبح الدولي ..؟؟ ويدل على ذلك أيضا ما يصيب السباحين من أمراض جلدية، وأمراض العيون .. أما ثاني ما يبحث عنه مسيرو النجاح والتفوق، فهو المورد المالي ، وحسن تدبيره، ولنا أمثلة على تغييب هذا الشرط لدى مسيري النادي الرياضي المكناسي للسباحة، نذكر منها على سبيل المثال أيضا، صفقة كراء مقصف النادي ، وأي لبيب سيدرك من خلال ما سندلي به، انعدام الكبدة على مالية النادي لدى هؤلاء المسيرين ؟؟ فقد عرضوا المقصف وكل توابعه "للكراء" وقد تعرضت جدرانه وسقفه للتصدع وبعض التلف، لكن بعد رسو الصفقة على "أحدهم " ، قام المكتب المسير بإصلاح كل تلك العيوب، من مالية النادي ؟؟ وكان أولى بالمكتب، إن كانت له غيرة على مالية السباحة المكناسية، إما أن يشترط على المكتري الجديد إصلاح المقصف على نفقته، أو ألا يعرض المقصف للكراء ، إلا بعد الإصلاح لترتفع سومة كرائه ،.. لكن العارفين ببواطن الأمور ، نبهوني إلى أن المكتري الجديد تربطه علاقة قرابة وعلاقة تجارة وبيع وشراء مع رئيس النادي ؟؟ ولذلك لا تتوقع من المكتب أن يفسد الود التجاري ، والعائلي الذي يربط السيد الرئيس ، والمفوض له امتياز استغلال المقهى ؟؟ .. واستدلوا على المعاملة الخاصة التي يعامل بها هذا المكتري بما يحقق له أكبر فرص للربح، بغض المكتب الطرف على أنواع الوجبات التي يقدمها المقصف للسباحين، وعدم مناقشة لا جودتها ولا ثمنها ؟؟ على عكس ما كان الرئيس ومكتبه يقومون به مع المكتري القديم، الذي كانوا يفرضون عليه مواد بعينها، ويتدخلون في تحديد ثمنها، بل كانوا يقتنون الوجبات في الكثير من الأحيان من مطاعم أخرى بالمدينة، تاركين وجبات مقصف النادي، إن لم يرضهم الثمن أو الكمية ..ألخ . أما اليوم فليقدم المستغل الجديد ما يريد، وبالثمن الذي يريد .. ولا أحد يناقشه ؟؟ بل إن المكتب صار يكثر من الاستهلاك، من خلال الإنفاق على تغذية السباحين والآباء ..؟؟ وقد حدث ذات مرة أن أنهى السباحون يوما من المنافسات بمدينة فاس، ولم يعطوا أي شيء حتى وصولهم الى مقر النادي؟؟؟؟؟ ليجدوا المستغل الجديد وقد أعد لهم وجبة ظلت تنتظرهم حتى الوصول .. ليحملوها الى ديارهم ؟؟ وهي الواقعة التي كانت محط تفكه ماكر من لدن بعض الخبثاء بقوله: "خيرنا ما يديه غيرنا " ؟؟ أما عندما نتحدث عن المداخيل ، فإن" هذ صابون تازة" لا يفكنا منه إلا فتح تحقيق صارم، شفاف ونزيه، لنرد على الذين يدعون قلة ذات يد النادي .. فكأننا أما قصة القط مع اللحم : إذا كان النادي لا يفرغ طيلة السنة ، بين مواطنين ومواطنات، يقضون ثلاث ساعات في الأسبوع بمبلغ يتراوح بين ألف وألفي درهم ؟؟ يتوزعون على أيام الأسبوع بمعدل فوج في الظهيرة ، وفوج بالليل .. وتلاميذ المدرسة ، الذين لا تقل سومة انخراطهم عن 1000.00ده .. أما فصل الصيف، وما أدراك ما فصل الصيف .. حيث يغص الفضاء يوميا عن آخره حتى ليصبح العثور على مكان للجلوس بمثابة ربح في مباراة ؟؟ .. فقصة القط مع اللحم فيه مكشوفة .. فهل المكتب يقبل بإجراء هذا الافتحاص ؟؟ .. وهل فكر من يفترض فيهم أنهم ساهرون على حماية المال العام ؟؟ في إجراء بحث في الموضوع ؟؟ إننا ننتظر.. خاصة وأن جزءا من هؤلاء المسؤولين ، يتوفرون على مراسلات جمعية آباء وأولياء السباحين حول العديد من هذه الاختلالات ؟؟