مسؤولو درب السلطان «يشجعون» على انتشار مرض السل وارتفاع معدلاته!
رغم تصدر الدارالبيضاء لقائمة مرضى السل بجهات المملكة بنسبة تقارب 26 في المئة من مجموع المرضى، الذين بلغ عددهم خلال السنة الفارطة 2016، مامجموعه 31 ألفا و 542 مريضا، بمعدل 91 إصابة جديدة لكل 100 ألف نسمة، إلا أن التدابير العملية للتقليص من معدلات المرض تظل محتشمة، إن لم تكن غائبة، في الوقت الذي تسجل بعض الاختلالات في أماكن أخرى التي تؤدي إلى نتيجة عكسية، وذلك بالمساهمة في انتشار العدوى والرفع من أعداد المرضى بهذا المرض القاتل؟ اختلالات من قبيل تلك التي يعرفها تراب عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، التي تتصدّر قائمة المناطق التي تعرف انتشارا لمرض السل على الصعيد الوطني، بتسجيلها سنة 2016 لأكثر من 200 حالة جديدة لكل 100 ألف نسمة، محطّمة رقما قياسيا في انتشار المرض، إذ وفي خضم هذا الرقم المهول، وفي غياب خطوات عملية لتحسين شروط العيش بالنسبة للمواطنين وللرفع من جودة الحياة، «آثر» المسؤولون أن «يزجوا» بمرضى السل بالمركز الصحي الفداء، الذي تم تخصيص جزء منه لاستقبال هذه الفئة من المواطنين، بعدما تم إغلاق المركز الصحي «المدينةالجديدة» المتواجد بتراب مرس السلطان منذ حوالي 7 سنوات بداعي الإصلاحات التي لم تكتمل لحدّ الساعة، والذي تقاعس مجلس مقاطعة مرس السلطان عن تعبئة كل الإمكانيات لتحقيق هذه الغاية خدمة لمصلحة ساكنة المنطقة، وخاصة منهم المرضى بهذا الداء الذي تتحكم فيه محددات اقتصادية واجتماعية، بالنظر إلى طبيعة السكن ونمط العيش والتغذية وغيرها… المركز الصحي الفداء، الذي تلج بوابته الرئيسية ومدخله الأمهات رفقة الرضع والأطفال للاستفادة من التلقيح، والمصابون بأمراض تنفسية مختلفة، والمسنون، ومرضى السكري وغيرهم، يجدون أنفسهم جنبا إلى جنب مع مرضى مصابين بالسل، الذي تختلف نوعيته، والذي قد يكون في لحظاته الأولى، أو مقاوما للأدوية، أو غيره من أنواع السل، القابلة للانتشار والانتقال بكيفية سريعة لإصابة مرتفقي هذا المرفق، الذي من المفروض أن يقدم علاجات عن أمراض، فإذا به يصبح مصدرا لانتشار العدوى، في ظل صمت جماعي وتزكية لارتفاع معدلات المرض الفتاك، الذي تتوفر كل عوامل الإصابة به بالمنطقة!