يخلّد المغرب ومعه دول العالم اليوم الخميس 24 مارس، فعاليات اليوم العالمي لمرض السل، في ظل استمرار ارتفاع أرقام المرض وانتشاره، إذ تسجل سنويا 30 ألف حالة إصابة جديدة، نصفها هي لحالات السل الرئوي، دون الحديث عن النوع المقاوم للأدوية، والسل غير الرئوي، وهو المرض الذي يصيب خاصة المغاربة ما بين 15 و 45 سنة. وتصدرت جهة طنجة - تطوان في سنة 2015 قائمة المناطق التي يعرف حضور مرض السل فيها ارتفاعا متجاوزة مدينة الدارالبيضاء التي ظلت ولسنوات توصف بكونها «عاصمة للسل»، الذي تؤدي إلى انتشاره وتفاقم أعداد المرضى عدة محددات اقتصادية واجتماعية وليس فقط صحية، إذ تشكل نسبة الإصابات فيها 20 في المئة من مجموع الإصابات على الصعيد الوطني بعدد سنوي يقدّر ب 5600 حالة جديدة كل سنة. حالات مرض السل بجهة طنجة- تطوان تقدّر بمعدل 132 حالة لكل 100 ألف نسمة، متبوعة بالدارالبيضاء بمعدل 129 حالة، فجهة فاس بولمان، وكذا جهة الرباطسلا زمور زعير، أما على مستوى الدارالبيضاء فإن المنطقة التي تعرف حضورا كبيرا لداء السل فهي الفداء مرس السلطان بمعدل 163 حالة لكل 100 ألف نسمة، متبوعة بابن امسيك بمعدل 146 حالة جديدة، شأنها في ذلك شأن مديونة، فالحي الحسني بمعدل 141 حالة، ثم آنفا بمعدل 125 حالة، وهي المنطقة التي تعرف ارتفاعا في أعداد حالات السل الرئوي المقاوم، دون إغفال البرنوصي التي يصل المعدل فيها إلى 127 حالة، في حين أن حالات المرض بالمحمدية فتصل إلى 122 حالة. ويؤاخذ المتتبعون للشأن الصحي غياب سياسة تواصلية فعلية من أجل التحسيس بالمرض وعوامل الخطورة التي تؤدي للإصابة به، وتوفر مجانية العلاج، مما يساهم في استمرار ارتفاع معدلاته، الأمر الذي يوضح صعوبة إن لم نقل استحالة الوصول إلى هدف القضاء على المرض في المغرب في 2050 معدل أقل من حالة إصابة لكل 100 ألف نسمة!