شهدت الدارالبيضاء نهاية الأسبوع الفارط، تسليم المراكز الصحية التابعة لكل من عمالة بن امسيك سيدي عثمان، الفداء مرس السلطان، وآنفا، أجهزة تقنية مزودة بنظام معلوماتي، بهدف توزيعها على مرضى السل قصد تتبع عملية انتظام تناولهم للأدوية من عدمها، وهي الخطوة التي سبق وأن استفادت منها جهة الرباطسلا زمور زعير والتي أثبتت فعاليتها، والتي تروم من خلالها وزارة الصحة بتنسيق مع العصبة المغربية لمحاربة داء السل والسفارة الكورية بالمغرب، مواجهة إشكالية عدم إتمام المرضى للعلاج، مما يؤدي إلى تفاقم وضعهم الصحي وتطور المرض إلى حالات السل الرئوي المقاوم للأدوية، وإلى انتشار العدوى على نطاق واسع. لقاء تم خلاله طرح أرقام مقلقة حول مرض السل بالمغرب بشكل عام، إذ تتصدر جهة طنجةتطوان المناطق التي تعرف انتشارا أكثر للداء، الذي تؤدي إلى استمرار تفشيه عدة محددات صحية واقتصادية واجتماعية، وذلك بمعدل 132 حالة لكل 100 ألف نسمة، متبوعة بالدارالبيضاء بمعدل 129 حالة، فجهة فاس بولمان، وكذا جهة الرباطسلا زمور زعير، أما على مستوى الدارالبيضاء فإن المنطقة التي تعرف حضورا كبيرا لداء السل فهي الفداء مرس السلطان بمعدل 163 حالة لكل 100 ألف نسمة، متبوعة بابن امسيك بمعدل 146 حالة جديدة، شأنها في ذلك شأن مديونة، فالحي الحسني بمعدل 141 حالة، ثم آنفا بمعدل 125 حالة، وهي المنطقة التي تعرف ارتفاعا في أعداد حالات السل الرئوي المقاوم، دون إغفال البرنوصي التي يصل المعدل فيها إلى 127 حالة، في حين أن حالات المرض بالمحمدية فتصل إلى 122 حالة، مع معدل سنوي للمصابين يقدّر بخمسة آلاف حالة مرض جديدة بداء السل.