تشير بعض الأرقام أن نسبة مرض السل في المغرب بلغت حوالي 30 ألف حالة جديدة، في السنة . وفي هذا الإطار, يسلط البروفسور عبد العزيز باخطار، أخصائي أمراض الجهاز التنفسي، الضوء على هذا المرض الخبيث وعلى كيفية علاجه، كما يقدم نصائح لكل أسرة لديها مصاب بالسل، وأوضح أن مرض السل مرض معد جدا. ولكن من المستحيل تقريبا الإصابة بعدوى هذا المرض نتيجة لقاء اجتماعي لمرة واحدة مع شخص مصاب به، فلكي يكون شخص ما عرضة لخطر الإصابة بمرض السل يتحتم تعرضه للجرثومة بشكل دائم، او العيش او العمل مع شخص مصاب به، بصورته النشطة. ولتسليط الضوء على هذا المرض ومسبباته وطرق الوقاية منه كان لنا معه الحوار التالي : ما تقييمكم للمرض من حيث حجمه وانتشاره محلياً ؟ السل على المستوى المحلي يمثل إحدى أهم مشاكل الصحة ، حيث بلغ المعدل السنوي لحدوث الإصابة به مابين 28 و 30 الف حالة جديدة في السنة ما هو تعريفكم الطبي للسل؟ ينجم السل عن جرثومة تصيب الرئتين في معظم الأحيان، وهو مرض يمكن شفاؤه وكذا الوقاية منه لأنه ينتقل من شخص إلى شخص عن طريق الهواء؛ فعندما يسعل الأشخاص المصابون بسل رئوي ينفثون جراثيم في الهواء. ولا يحتاج الشخص إلا إلى استنشاق القليل منها لكي يصاب بالعدوى. وعند اكتشاف داء السل يتم البدء بالعلاج من خلال الاعتماد على أدوية مضادة تعطى بطريقة معينة وبجرعات محددة ومدة العلاج تستمر من 6 اشهر الى سنة. ما هي أعراض هذا المرض ؟ عندما يصاب شخص ما بالسل، تظهر عليه بعض الأعراض مثل (السعال، الحمى، التعرق الليلي، فقد الوزن، إلخ) وقد تكون خفيفة لعدة شهور وفي هذه الحالة على الشخص زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة. وإذا كان الشخص مصابا بالسل ويخضع للعلاج فينبغي إبلاغ الطبيب في حال عدم تحسّن بعض من تلك الأعراض على الأقل بعد مضي بضعة أسابيع من العلاج. ما هي العوامل التي تساعد على انتقال العدوى من المصاب بالمرض إلى غير المصاب ؟ بالحديث عن طرائق العدوى ، يمكن لعصيات السل البقاء على قيد الحياة لعدة ساعات خاصة في الأماكن المظلمة قليلة التهوية .. غير المعرضة لأشعة الشمس .. حيث تنتقل عدوى السل عن طريق التنفس وذلك من خلال سعال أو عطس المريض واستنشاق الشخص السليم المتلقي للعدوى عبر التنفس لجراثيم السل المتناثرة في الرذاذ المتطاير في الهواء لتصل إلى أعماق الرئة. وبالتالي يجب على المريض بالسل وضع منديل على فمه عند السعال أو العطس وعدم البصق على الأرض حتى يجنب الآخرين العدوى. ما هي نصائحكم للمرضى فيما يتعلق بالعلاج ؟ على المريض بالسل عدم إهمال العلاج الذي قرر له الطبيب ولا يجب أن ينقطع عن تناوله ، والا يدع نصائح طبيبه المعالج وإلا استعصي المرض واستعصي ايضاً علاجه لدرجة تفقد الأدوية المتوفرة جدواها في وقف المرض وما قد يقود إليه من مضاعفات خطيرة ، لزيادة مقاومة عصيات السل للأدوية وعدم نجاح خطوات العلاج. لذلك يجب الالتزام بخطة البرنامج الوطني لمعالجة السل تحت الإشراف اليومي المباشر التي تقضي باستمرار المريض في العلاج. ما مدى شيوع السل بين المصابين؟ هناك 10 في المائة من الأشخاص الذين يتعرضون لجرثومة السل، حيث يتطور عندهم مرض السل الفعال لاحقا، نظرا لان الجرثومة تكون موجودة، على الغالب، في حالة غير فعالة (هاجعة) عندما تدخل الى الجسم. أما الآخرون 90 في المائة من الذين يتعرضون للجرثومة) فيتم اعتبارهم مصابين بمرض السل المخفي بحيث لا تظهر لديهم أية أعراض لمرض السل ولا ينقلون العدوى إلى الآخرين. وقد يتحول السل في نهاية المطاف، من حالته الكامنة الى حالته الفعالة، ولذا فمن المفضل إعطاء العلاج الدوائي أيضا للأشخاص الذين لا تظهر لديهم اية اعراض مرضية. ذلك لأن علاج السل الدوائي يستطيع التخلص من الجراثيم الهاجعة في الجسم، قبل ان تتحول الى حالتها الفاعلة. فهناك علاقة وثيقة بين مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) والدرن فكل واحد منهما يسارع في تقدم وسرعة ظهور اعراض الآخر، وقد ساهم مرض الايدز بقوة في عودة وانتشار مرض الدرن ، ومرض الايدز يضعف الجهاز المناعي في الجسم مما يؤدي الى سرعة انتشار الدرن، حيث احتمال التحول من حامل بكتيريا السل الى مصاب بمرض الإيدز. وتعزى عودة مرض السل لعدة أسباب منها: ظهور وانتشار مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز)، اذ تسجل 365 حالة جديدة في السنة بسبب عدم دعم البرامج التوعوية والعلاجية التي تؤدي الى الحد من انتشار المرض. وهناك اسباب تؤدي الى انتشارالمرض كالفقر والسكن العشوائي والأمية. ما هي العلاقة القائمة بين السل والأيدز ؟ إنّ السل من أشيع أنواع العدوى التي تصيب المتعايشين مع الأيدز والعدوى بفيروسه، ذلك أنّ كثيراً من الناس يحملون، فعلاً، عصيات السل ويصبح حملة فيروس الإيدز، أكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا النوع من المرض مقارنة بغير الحاملين لذلك الفيروس، وذلك بسبب ضعف جهازهم المناعي. وإذا ارتفع عدد حملة فيروس الأيدز في تلك الأماكن فإنّ العلاقة ستشتد بين ذلك الفيروس والسل. فهناك 350 حالة في السنة للايدز حسب معطيات الاطباء الدين يعملون بمصلحة الامراض التعفنية و 400 حالة سنوية تؤدي الى الموت. كما أنّ معظم حملة فيروس الأيدز الذين يُصابون بالسل لا يعانون سوى حالات من المرض العادي أو الحسّاس للأدوية، ويمكن بالتالي علاجهم بأدوية المضادة للسل ما هي المخاطر التي يواجهها العاملون الصحيون؟ هناك تقريبا 10 حالات من الممرضين والاطباء يصابون بمرض السل ويرجع هذا الى عدة أسباب كضعف البنية التحتية لهذا لا بد لمرافق الرعاية الصحية، لحماية العاملين الصحيين الذين قد يخالطون مرضى السل المعدي، من الاستمرار في تطبيق تدابير مناسبة وصارمة لمكافحة العدوى مع تحفيز الأطر الصحية من الناحية المادية والمعنوية لكي يقبلوا الاشتغال في قسم الأمراض التعفنية في ظروف مناسبة فهم يتقاضون مبالغ زهيدة تقدر ب 700 درهم سنوية للممرض و4 آلاف درهم للطبيب في السنة لهذا يجب على المسؤولين اعادة النظر في السياسة الجهوية ومنظومة وزارة الصحة في مايتعلق بمرض السل فهناك طبيب لكل 30 ألف من الساكنة، كما أن هناك اختلاف في المناطق ، فإن أسباب تراجع و تخلف بلادنا في مجال الوقاية ومحاربة داء السل، تتجلى في تخلي وزارة الصحة عن جعل هذا المرض من الاشكالات الصحية والمجتمعية الحقيقية فداء السل في ينتشر في الأحياء الهامشية والفقيرةَ، بسبب انعدام الوسائل الضرورية للعيش كالنظافة والتغذية الكافية مما يجعلها مجالا خصبا لانتشار الداء الخطير، فللاسف مازال السل يؤدي الى وفاة العديد من المرضى كما ان هناك حالات الإصابة غير مكتشفة تعمل على نشر العدوى وتنامي وازدياد حالات الاصابة ، فارضة المزيد من الصعوبات والأعباء ، لما يقابل هذا الأمر من شيوع الإهمال وعدم الاهتمام بضوابط الوقاية وإجراءاتها بين الناس . 30 في المائة من المصابين بداء السيدا بالمغرب مصابون بداء السل دقت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة ناقوس الخطر حين أعلنت أن المغرب يعرف عودة قوية لداء السل، المرض الذي شارف على الانقراض في بعض بلدان العالم، حيث أعلنت وزارة الصحة أن معدل الانتشار في ارتفاع بما يعادل 83 إلى 85 في كل 100 ألف نسمة يحتل فيها السل الرئوي المعدي القابل للانتشار 60 في المائة بين أنواع السل الأخرى. وأورد التقرير أن عدد الوفيات الناجمة عن هذا الداء يصل أحيانا إلى ألف حالة سنويا، وأن نسبة المنقطعين عن العلاج لأسباب مختلفة تصل إلى مابين 5 و10 في المائة. كما أن 30 في المائة من المصابين بداء السيدا بالمغرب مصابون بداء السل. بينما 4 في المائة من المصابين الجدد بالسل يحملون الميكروب المقاوم للعقاقير، وهذا الرقم مرشح للتصاعد في حلة استمرار نفس السياسات الاجتماعية و الوقائية والعلاجية. كما ان خطة مكافحة مرض السل ببلادنا مكنت من الكشف عن 95 في المائة من حالات الإصابة بداء السل، وفي بعض المناطق جميع الحالات، وأيضا من تحقيق معدل سنوي لنجاح العلاج يقارب مائة في المائة. لقد ساهم البرنامج الوطني في خفض نسبة الإصابة بداء السل بجميع أشكاله بنسبة 30 في المائة خلال 15 سنة، وخفض نسبة الإصابة بداء السل الرئوي وخاصة المقاوم للعلاج، الذي يعتبر الأكثر عدوى بنسبة 32.5 في المائة. وأشار تقرير الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة إلى أنه رغم رصد اعتمادات مالية سنوية تقدر بثلاثين مليون درهم إضافة إلى دعم مالي من الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا المقدر ب 85 مليون درهم تغطي الفترة بين 2012 و 2016، فإن النتيجة أن خفض نسبة الإصابةِ بالداء لا يتعدى 2 في المائة في السنة حسب المعطيات الرسمية لوزارة الصحة. وكانت وزارة الصحة قد أعلنت رسميا السنة الماضية، أنها بالرغم من الجهود المبذولة فإن معدل انخفاض المصابين بالسل لم يحقق بعد الهدف المحدد من قبل البرنامج الوطني لمكافحة السل، والذي يهدف تحقيق معدل انخفاض يصل إلى6 في المائة في غضون السنوات القادمة. وتفيد آخر المعطيات الرسمية حول الوضعية الوبائية لداء السل بالمغرب، إلى حدود سنة 2008، وجود 25 ألفا و500 مغربي مصاب بداء السل، بمعدل انتشار للداء بين 82 شخصا من بين كل 100 ألف، بينما يصل معدل الإصابة بالسل الرئوي إلى 37.4 شخص في كل 100 ألف نسمة، 53 في المائة منهم يحملون النوع المعدي من المرض، وهم من الفئة العمرية بين 15 و35 سنة. ويتمركز داء السل في المناطق الحضرية بالمغرب بشكل كبير، مقارنة مع المجال القروي، إذ تأتي مدينة الدارالبيضاء على رأس القائمة، تليها جهتي طنجة وتطوان، والرباط، وجهات أخرى. وتعرف جهة الدارالبيضاء 4 آلاف و795 إصابة، حسب آخر إحصاء لسنة 2008، بما معدله 18 في المائة من نسبة الإصابة على الصعيد الوطني، بينما ينتشر الداء بين سكان منطقة الفداء بشكل أكبر، في حين، تسجل في عمالة عين الشق الحي الحسني ألف و55 حالة، ضمنها 487 من النوع المعدي من السل، وتسجل 633 حالة في عمالة الدارالبيضاء- أنفا، ضمنها 299 نوعا معديا. ويعد السل الرئوي الأكثر انتشارا، إذ يشكل 60 في المائة من بين أنواع السل الأخرى، ويهدد الفئات التي تعاني الهشاشة والفقر، وينتشر بشكل أكبر وسط الذكور أكثر من الإناث، إلى جانب تأثيره على ذوي ضعف الجهاز المناعي، إذ أن 30 في المائة من المصابين بداء السيدا في المغرب مصابون بالسل 35 مليون شخص سيموتون بالسل بين عام 2000و2020 انتشار المرض: السل مرض عالمي الانتشار ويوجد حالياً حوالي7،1 مليارات شخص يحمل جرثومة السل- 3/1 سكان العالم تقريباً- -منهم 20مليون شخص مصاب بدرن نشيط , يمكن للمرض أن ينتقل عن طريقهم للآخرين . ويصاب كل عام 8 ملايين شخص منهم 3ملايين ينقلون العدوى للآخرين . كما يقدر أنه في يصاب كل ثانية شخص في العالم بإصابة سل حديثة. السل يقتل 3 ملايين شخص سنوياً, ويقدر أن 35مليون شخص سيموتون من السل بين عام 2000 و 2020 م إذا لم يتم دعم جهود السيطرة عليه. إن تأثر الرئتين (أي الدرن الرئوي) يشكل أكثر من (80 في المائة) من حالات الدرن ويتميز الدرن الرئوي ايجابي القشع (البلغم) بعدائيتة الفائقة وقد ينتج عنه الدرن الدخني بالرئةMilliry TB . ففي التدرن الرئوي تقوم الجراثيم تدرجيا بتدمير النسيج الرئوي الحي عن طريق إحداث ثقوب مثلمة في الرئتين يتجمع فيها القيح نتيجة لمحاولة الجسم مقاومة المرض وغالبا ما تتمزق الأوعية الدموية المتعرضة للهجوم علي نحو يسبب تسرب الدم داخل تجاويف الرئتين وهو ما يفسر خروج دم وبلغم مع سعال المريض في كثير من الأحيان. الدرن عند الأطفال إصابة الأطفال بالدرن ايجابي القشع ( البلغم ) تكون نادرة ولذلك فإنهم لا ينقلون المرض . لذا يشكل المرضى البالغين المصابين بالدرن الرئوي ايجابي القشع المصدر الرئيسي للعدوى حيث ينقلون العصيات عن طريق السعال ومن الصعوبة الحصول على البلغم من الأطفال ، وفي أغلب الحالات تكون النتيجة سالبة حتى من خلال المزرعة . طرق ومصادر العدوى : المصدر الرئيسي هو الإنسان المصاب بالدرن في ( الرئتين والشعيبات الهوائية ) تنتقل العدوى من المصابين بالسل الرئوي فقط أما السل غير الرئوي فهو غير معد . ولكي تتم العدوى يجب أن يستنشق الشخص السليم الرذاذ المشبع بجراثيم السل والذي يتولد عندما يسعل المريض او يعطس او يتكلم أو يبصق حيث تنطلق الجراثيم من داخل الرئة إلى الهواء ويمكنها أن تظل معلقة في الهواء لعدة ساعات. يكون عن طريق ذرات الهواء الحامل لبكتيريا الدرن الكحة السعال العطس الكلام أو أي مجهود تنفسي عن طريق الفم والأنف.