مازالت خلية الأزمة التي شكلها المغرب، وتضم قطاعات ذات الاهتمام المشترك بمغاربة ليبيا، لم تفصل إلى حدود اليوم في طبيعة «آلية ترحيل المواطنين المغاربة في هذا البلد إثر تدهور الوضع الأمني، خاصة في العاصمة الليبية طرابلس. وفي أفق إقامة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، التي تؤطر بمقرها خلية الأزمة، آلية للترحيل الطوعي، وعمليات التدخل الاستعجالي والمساعدة لفائدة المواطنين المغاربة في ليبيا» لم يتمكن إلى حدود أمس أطر وموظفو سفارة المغرب بالعاصمة الليبية طرابلس وقنصليتها العامة للمغرب من إيجاد أجوبة شافية لجحافل المواطنين الذي اقتحموا لليوم الثاني مكاتب التمثيلية الديبلوماسية بحثا عن أجوبة لانشغالاتهم. فقد فوجئ أطر وموظفو سفارة المغرب بالعاصمة الليبية طرابلس وقنصليتها العامة أمس الإثنين، وقبله يوم الأحد، بعد يومين من تعميم بلاغ الخارجية المغربية حول آلية الترحيل، فوجيء بالمئات من المواطنين المغاربة المقيمين بالديار الليبية يقتحمون مكاتبهم بحثا عن «طبيعة آلية الترحيل «الطوعي»، وعمليات التدخل الاستعجالي والمساعدة لفائدتهم».. مفاجأة الأطر والموظفين وازها استغراب أبناء الجالية المقيمة بالديار الليبية حين «لم يجدوا مخاطبا لهم بدعوى أن أطر وموظفي السفارة والقنصلية لم يتوصلوا بأي معطى جديد حول «الآلية» و«طبيعتها». وفي الوقت الذي يعيش فيه المئات من المغاربة المقيمين في مدن ليبية وضعا أمنيا مهتزا، مثل شرق بنغازي والعاصمة طرابلس، علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن قنصل المغرب في العاصمة الليبية طرابلس مولاي رشيد القاسمي، حل بالرباط بالموازاة مع تعميم بلاغ الخارجية المغربية الذي أعلنت فيه إحداث خلية بنية إقامة آلية ترحيل لقضاء عطلته السنوية. وبالموازاة كشفت مصادر مطلعة أن سفير المغرب في طرابلس الليبية، محمد بلعيش يتواجد هو الآخر في العاصمة الرباط منذ مدة، حوالي شهرين. ونبهت فعاليات مغربية في ليبيا إلى وضعية عدد من أبناء الجالية المغربية المقيمن بهذا البلد، الذين غادروا إلى المغرب عبر نقطة «رأس اجدير» على الحدود البرية الليبية التونسية. وأشارت ذات الفعاليات إلى أن الأمن التونسي يضطر، وبصورة متشددة، إلى إعادة عدد من المغاربة الذين لا يتوفرون على حجز لتذكرة طائرة مسبقة من تونس إلى المغرب، الأمر الذين سيحولهم إلى أشخاص عالقين بالحدود البرية الليبية التونسية، رافضين العودة الى بؤر التوتر في طرابلس، كما أن عددا من المغاربة عادوا من مطار تونس لعدم توفر معظمهم على حجوزات. وبهذا فإن أزمة أبناء الجالية المغربية في ليبيا سوف تتجاوز الحدود، كما في السابق، إذا ما لم يتم التعامل بشكل جدي وسريع من أجل بحث السبل لإيجاد حلول ناجعة وفاعلة للجالية. وفي ظل تجدد السؤال، هل يعيش المغرب نفس أثار ثورة الربيع العربي التي عرفتها ليبيا وانتهت بإبعاد معمر القدافي؟ تساءلت مصادر مطلعة كيف يمكن لأطر وموظفي سفارة المغرب بالعاصمة الليبية طرابلس وقنصليتها العامة، وهم نفسهم ضحية تكتم مديرية الشؤون القنصلية والاجتماعية وحجب المعلومة كما تحجبها عن وسائل الاعلام المغربية، أن يقدموا توضيحات للمواطنين المغاربة في العاصمة طرابلس عن طبيعة الآلية وتوقيت انطلاق عمليات الترحيل عبرها..